أدنوك الإماراتية تُطلق مشروعًا للاستفادة من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة
لتوفير الكهرباء لمنصات الحفر
تواصل شركة بترول أبوظبي "أدنوك" خطتها الإستراتيجية لخفض الانبعاثات، بما يحقق طموحها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045، والإسهام في الخطط الإستراتيجية لحفض الانبعاثات في الإمارات.
وفي هذا الإطار، أعلنت عملاقة النفط الإماراتية عزمها إطلاق مشروع تجريبي يهدف إلى إعادة استغلال بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، للإسهام في الحدّ من انبعاثات عمليات الإنتاج وخفض التكاليف في مواقع الشركة بالمناطق الواقعة خارج نطاق الشبكة الكهربائية.
ويهدف المشروع، الذي تنفذه أدنوك بالتعاون مع شركة "باور أي دي" الألمانية -وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى تجميع البطاريات التي يُستغنى عنها واستعمالها في بناء نظام بطاريات لتخزين الكهرباء واسع النطاق.
تخزين الكهرباء
يمكن للنظام، الذي سيجري تجميعه في الإمارات، تخزين ما يصل إلى 2 ميغاواط من الكهرباء داخل حاوية واحدة بحجم 20 قدمًا قابلة للتحريك، إذ يمكن استعمالها لتوفير الكهرباء لمواقع عمليات الشركة في المناطق الواقعة خارج نطاق الشبكة.
ويُسهم نظام بطاريات تخزين الكهرباء في تقليل الاعتماد على المولدات التي تعمل بالديزل وتُستعمل لتوفير الكهرباء لتشغيل منصات الحفر في المواقع خارج نطاق الشبكة.
ومن المتوقع أن يُسهم النظام في خفض انبعاثات منصات الحفر بنسبة قد تصل إلى 25% وتقليل تكاليف الطاقة بنسبة 50%.
ويتألف نظام تخزين الكهرباء من 24 بطارية مستعملة لسيارات كهربائية، ويستعمل أحدث التقنيات المطبقة في هذه السيارات مثل توصيل البطاريات معًا بمحولات مصنوعة من مركب "كربيد السيليكون"، والاعتماد على تقنية التبريد السائل المتطورة، بدلًا من طرق التبريد التقليدية، لتعزيز كفاءة البطاريات وإطالة عمرها، واستعمال آلية مستقلة للتحكم، لضمان الإدارة الفعالة للطاقة.
كما تحتوي بطاريات النظام على مجموعة من الخلايا عالية الطاقة والأداء، لتزويد الحفارات بطاقة كهربائية ديناميكية متعددة الاستعمالات.
وأنشأت "أدنوك"، ضمن خططها طويلة المدى لتطوير تقنيات ونظم تخزين الكهرباء والتوسع في استعمالها، أول مركز في الإمارات "للتميز في صناعة البطاريات" ضمن "مركز أدنوك للأبحاث والابتكار"، بهدف عمل الأبحاث حول التقنيات الواعدة لخلايا الطاقة والنظم المستقبلية لبطاريات التخزين.
الحياد الكربوني
قالت رئيسة قطاع التكنولوجيا في "أدنوك"، صوفي هيلدبراند: "تمثّل الاستفادة من الشراكات والتكنولوجيا المبتكرة ركيزة أساسية في إستراتيجية الشركة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2045.. إذ يُسهم النظام المبتكر لتخزين الكهرباء في تعزيز كفاءة عملياتنا وخفض أثرها البيئي".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "باور أي دي"، ناصر أبودقة: "يُعد نظام بطاريات تخزين الكهرباء فريدًا من نوعه بفضل قدرته على توفير إمدادات بكثافة عالية.. وبالتعاون مع أدنوك، طوّرنا نظامًا يتألف من وحدة لتخزين الكهرباء بقدرة 2 ميغاواط/ساعة وتركيبه في حاوية بحجم 20 قدمًا، ما يتيح سهولة نقله واستغلاله في المواقع البعيدة ويساعد أدنوك على خفض الانبعاثات الناتجة عن عملياتها في المواقع غير المرتبطة بالشبكة الكهربائية".
يُذكر أن "أدنوك" تعمل على تسريع خفض كثافة الانبعاثات الكربونية من عملياتها بنسبة 25% بحلول عام 2030، وتحرز تقدمًا مستمرًا نحو تحقيق طموحها للحياد الكربوني بحلول عام 2045، إذ تستند خطتها لخفض الانبعاثات إلى مبلغ 55 مليار درهم (15 مليار دولار) خصصته الشركة بصورة أوّلية، لتعزيز الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون والطاقات الجديدة والتقنيات المناخية.
مسابقة الحدّ من الانبعاثات
من جهة أخرى، أعلنت "أدنوك"، اليوم الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول، 10 مرشحين نهائيين للفوز في مسابقتها العالمية لتكنولوجيا الحدّ من الانبعاثات التي أطلقتها خلال "ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ" في مايو/أيار الماضي، لإيجاد الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا المناخ الذين سيُسهمون في صياغة مشهد الطاقة العالمي، إذ تم اختيار المرشحين النهائيين من بين 650 شركة تقدمت للمسابقة من 50 دولة.
وقالت رئيسة قطاع التكنولوجيا في "أدنوك" صوفي هيلدبراند: "نسعى لتوظيف التقنيات والشراكات والاستفادة منها في دعم جهودها لتحقيق الحياد الكربوني، ونجحت المسابقة العالمية لتكنولوجيا الحدّ من الانبعاثات التي أطلقتها الشركة في جذب المئات من الشركات الرائدة حول العالم".
وسيعرض المتسابقون ابتكاراتهم في الفعالية النهائية للمسابقة التي تُقام في الدولة خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل، إذ ستحصل الشركة الفائزة على مبلغ مليون دولار لتجربة ابتكاراتها في "أدنوك"، بالإضافة إلى الاستفادة من فرص الدعم والتطوير التي يقدمها مركز "أدنوك للأبحاث والابتكار".
وتتخصص الشركات الموجودة ضمن قائمة المرشحين النهائيين للمسابقة في تقديم العديد من الابتكارات بمجالات التقاط الكربون، والذكاء الاصطناعي، والهيدروجين، والطاقات الجديدة، والبطاريات، والحلول القائمة على الطبيعة، وتضمنت القائمة كلًا من شركة "سي سي يو إنترناشيونال" البريطانية المتخصصة في تطوير تقنية لالتقاط الكربون واستعماله للمنشآت الصناعية تعتمد على خاصية "تأرجح الضغط"، وشركة "سي أو2 سيركيولار أير" الهولندية الرائدة في التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء باستعمال تقنية الرياح الطبيعية، وشركة "إماراتي سي أو2 جروب"، وهي شركة محلية تتخصص في "الالتقاط المباشر للهواء"، إلى جانب محطات التحلية لتعدين ثاني أكسيد الكربون.
وشملت القائمة كذلك شركات "أكتيف سيرفيسيس" الأمريكية التي تنتج ألواحًا شمسية رقيقة جدًا تتميز بالمرونة وخفة الوزن للاستعمال في البيئة الحضرية، وشركة "ديسوليناتور" الهولندية الرائدة في ابتكار "نظام تحلية المياه الدائري بالطاقة الشمسية الحرارية"، وشركة "باسيتو آي إي" الكندية التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي المعرفي للحدّ من الانبعاثات في أعمال التكرير والتصنيع والتسويق لقطاع النفط والغاز، وشركة "أوكسفورد فلو" البريطانية التي تنتج صمامات للتحكم ومنع تسرب الانبعاثات، وشركة "ريفتيرا" الأمريكية التي تُصنّع "البطاريات الحركية" للمساعدة في خفض انبعاثات العمليات في المناطق الواقعة خارج نطاق الشبكة الكهربائية، وشركة "نونافاب كورب" الكندية التي ابتكرت تقنية "الأنابيب المركبة" لتعزيز سلامة وكفاءة نقل الهيدروجين، و"أوكسيجينيت بامبو"، وهي شركة إماراتية تُنتج شتلات الخيزران المعدلة وراثيًا لتعزيز احتجاز ثاني أكسيد الكربون.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية ترفع طاقة إنتاج النفط إلى 4.65 مليون برميل يوميًا
- أدنوك الإماراتية تطور أول مشروع لالتقاط الكربون من الهواء خارج أميركا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز المغربي يبشر بعوائد كبيرة في النصف الثاني من 2023
- من هو مدير عام سوناطراك الجديد رشيد حشيشي؟ (فيديو)
- أنس الحجي: النفط والغاز يواجهان حربًا من دعاة تحول الطاقة.. بدعم إعلامي