إنتاج الفحم في باكستان ينتظر توسعات مستقبلية
لمواجهة أزمة النقد الأجنبي
حياة حسين
تواجه إسلام آباد أزمة شح النقد الأجنبي ونقص الطاقة بمزيد من إنتاج الفحم في باكستان، وفق خطة توسع أعلنها مسؤول رسمي، رغم أن الدولة الآسيوية لا تزال في مرحلة التعافي من آثار دمار فيضانات هائلة، قبل عام، ترجع بصورة رئيسة إلى تغير المناخ وكوارثه الطبيعية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة السند إنغرو لمناجم الفحم (SECMC)، أكبر شركة لاستخراج الفحم في البلاد، أمير إقبال، إنه يتوقع زيادة إنتاج شركته بنسبة 51.3% خلال العام المقبل (2024)، وذلك في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وألحقت الفيضانات المدمرة، التي ضربت باكستان في أغسطس/آب (2022)، الضرر بنحو 33 مليون شخص، وتسببت في تهجير السكان وتقطُّع سُبُل عيشهم؛ ما دفع إلى تسليط الضوء عن كوارث تغير المناخ الطبيعية في الدول الهشة اقتصاديًا، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وخلال قمة المناخ كوب 27 في مصر العام الماضي (2022)، أثار هذا الأمر قلقًا واسع النطاق بين بلدان أخرى بشأن حالة التأهُّب التي يتعين على العديد منها أن تستعد لها، بحسب مقال الوزير الاتحادي السابق لتغير المناخ في إسلام آباد شيري رحمن، نشرته مجلة تايم الأميركية، مطلع الشهر الجاري.
شح النقد الأجنبي
قال الرئيس التنفيذي لشركة السند إنغرو لمناجم الفحم في باكستان أمير إقبال، إن زيادة إنتاج شركته المتوقعة في 2024، تأتي لمواجهة أزمة نقص النقد الأجنبي الحاد.
وأضاف أن الحكومة لا تسعى إلى زيادة إنتاج الفحم المحلي لعلاج أزمة النقد الأجنبي فقط، ولكن للتحوط ضد الصدمات الجيوسياسية.
وتسبّبت الأزمة الجيوسياسية الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، في ارتفاع حاد لسعر الطاقة؛ ما دفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية.
وعانت البلدان محدودة الدخل شحَّ موارد النقد الأجنبي، بسبب اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وضعف القدرة على التصنيع والتصدير؛ ما أثّر سلبًا في الاحتياطي الأجنبي بها.
ومن بين هذه البلدان باكستان، التي واجهت، مطلع العام الجاري، انهيارًا ثانيًا لشبكة الكهرباء؛ ما تسبَّب في انقطاع التيار في غالبية أنحاء البلاد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن وزير الطاقة خورام داستاغير، أن السلطات بدأت التحقيق في حادث انقطاع الكهرباء في باكستان، وسط مساعٍ للتغلب على الأزمة لاستعادة التيار مرة أخرى.
رفع الإنتاج
تخطط شركة السند إنغرو لمناجم الفحم في باكستان لرفع إنتاج الفحم المحلي إلى 11.5 مليون طن في 2024، من 7.6 مليون طن متوقعة للعام الجاري (2023)، وفق الرئيس التنفيذي أمير إقبال.
وأضاف أن الشركة تسعى إلى توفير الفحم المحلي لتغطية نسبة تتراوح بين 20% و25% من استهلاك محطات التوليد، التي تعتمد بالكامل على الفحم المستورد.
وتابع: "بدأنا العمل في هذا الاتجاه لزيادة إنتاج الفحم في باكستان محليًا، وإحلاله مكان المستورد في عدد من المحطات، ووجدنا أن هذا ممكن جدًا".
ولفت إلى أن الشركة نجحت في تأمين تمويل توسعات إنتاج الفحم المحلي لعام 2024، لكنها تواجه تحديات التمويل في السنوات التالية بسبب توقف المقرضين الصينيين عن تمويل مشروعات الفحم.
وقال: "هذا التحدي نعمل على مواجهته بدعم حكومي؛ فهي تحتاج لتوفير أدوات تمويل ممكن تعزز الاستمرار بتوسعات إنتاج الفحم في باكستان".
وأوضح أن بلاده، التي يقطنها نحو 230 مليون نسمة، تعتمد أساسًا على توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، لكن تتطلع -أيضًا- لتوسع محطات الكهرباء بالفحم؛ لخفض التكلفة.
وسلَّط إقبال الضوء على صناعة الأسمنت بوصفها أكبر مستهلك ومستورد للفحم. وقال: "صناعة الأسمنت التي تعتمد بنسبة 100% على الفحم المستورد. إذا بدأنا اختراق هذه المنطقة، نستطيع أن نحوّلها إلى الاعتماد على الفحم المحلي".
يُذكر أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء في البلد الآسيوي بنسبة 48% خلال العقد المُقبل.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الفحم في باكستان تُقلص الواردات وتضر الصناعات
- الكهرباء في باكستان تواجه أزمات نقص الوقود وانقطاع التيار
- تأخر توقيع صفقات الكهرباء في باكستان يثير غضب الحكومة
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الهيدروجين قد يصل إلى 150 مليون طن سنويًا بحلول 2030 (تقرير)
- الطائرات المسيرة تُشعل ثورة في صناعة النفط والغاز.. 5 مهام شاقة
- أول 4 صفقات تصديرية تبرمها أدنوك للغاز منذ إطلاقها في 2023 (إنفوغرافيك)