غازتقارير الغازرئيسية

بسبب الغاز.. سعر الفحم يقفز في وايمينغ الأميركية لأول مرة منذ 10 سنوات

سباق بين محطات الكهرباء في الولاية لتعويض مخزونات الفحم المفقودة

حياة حسين

قفز سعر الفحم في السوق الفورية في ولاية وايمينغ الأميركية بعدة أضعاف، منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم استقراره على مدار 10 سنوات، وذلك بسبب ارتفاع سعر الغاز الطبيعي.

وصعد سعر طن الفحم، المُستخرج من حوض "باودر ريفر" في وايمينغ في 29 أكتوبر/تشرين الأول إلى 14 دولارًا في السوق الفورية، رغم أنه ظل يتحرك لمدة عقد كامل، في إطار سعري، أعلاه عند 13.25 دولارًا، وأدناه عند 8.25 دولارًا.

السعر يتضاعف

لم يمر أسبوعان حتى قفز سعر طن الفحم إلى الضعف، إذ وصل إلى 30.7 دولارًا، حسبما ذكرت صحيفة "ستار كاسبار تريبيون"، اليوم السبت.

إلا أن فحم حوض "آبالتشي"، وهو كثيف الطاقة، يدور سعر الطن منه حاليًا بين 40 و84 دولارًا.

وترجع القفزات السعرية التي حققها الفحم في السوق الفورية إلى زيادة الطلب عليه، بعد تحول البعض إليه لتوليد الكهرباء، بسبب صعود سعر الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوى منذ عام 2014.

وجاء الصعود في أسعار الغاز الطبيعي نتيجة لزيادة الطلب -أيضًا- تزامنًا مع التعافي الاقتصادي، مع انخفاض المعروض منه، بعد تقلص الإنتاج نتيجة لتداعيات وباء كورونا.

توقعات إدارة معلومات الطاقة

كانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد توقعت الشهر الماضي -في تقرير آفاق الطاقة قصيرة الأجل- ارتفاع متوسط ​​السعر الفوري للغاز الطبيعي في مركز هنري إلى 5.53 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في المدّة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى فبراير/شباط المقبل، قبل أن ينخفض عمومًا في 2022.

ويأتي ذلك مع توقعات انخفاض مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 2.1 تريليون قدم مكعبة هذا الشتاء، لتنتهي عند 1.6 تريليون قدم مكعبة في مارس/آذار المقبل، وهو ما سيكون أقل بنسبة 4% من متوسط السنوات الـ5 (​​2017-2021).

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية تعدين ولاية وايمينغ، ترافيس ديتي: "إن سعر الغاز الطبيعي كان مستقرًا طوال العقد الماضي تحت دولارين للمليون وحدة حرارية بريطانية، وتعتمد الأنشطة الاقتصادية على الغاز المُنتج محليًا في الولاية".

بلاك روك - موقع استخراج الفحم - روسيا- مناجم الفحم - الفحم الأميركي
موقع استخراج فحم - أرشيفية

ورغم أن سعر الغاز الطبيعي يشهد تغييرات أسرع من الفحم، فإن الأخير بات أكثر جاذبية، بعدما صعد سعر المليون وحدة حرارية بريطانية ليتحرك في نطاق 2.6 دولارًا إلى 3 دولارات، وفق ديتي.

إلا أن السعر زاد إلى الضعف منذ شهر سبتمبر/أيلول حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، ليُتداول بسعر فوق 5 دولارات للمليون وحدة حرارية.

وهبط بنسبة محدودة قبل أيام، إذ بلغ سعر الغاز الطبيعي في السوق الفورية للمليون وحدة حرارية، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 4.9 دولارًا.

تأثر المستهلكين

يستبعد الرئيس التنفيذي لجمعية تعدين وايمينغ زيادة أسعار الكهرباء على المستهلكين النهائيين جراء تلك الارتفاعات في سعري الفحم والغاز الطبيعي، بسبب العقود طويلة الأجل التي تحكم تلك العملية، بما فيها سعر الكهرباء التي تزوّد بها الشركات المستهلكين.

إلا أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، توقعت في أكتوبر/تشرين الماضي، أن تنفق الأسر الأمريكية التي تستخدم الغاز الطبيعي أساسًا لتدفئة منازلها نحو 746 دولارًا في المتوسط هذا الشتاء، بزيادة 30% على المبلغ الذي أنفقته الشتاء الماضي.

كما تتوقع الإدارة زيادة إنفاق الأسر في الولايات المتحدة على الطاقة هذا الشتاء، مقارنة بالعام الماضي.

تراجع المخزونات

يعكس ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في الأشهر الأخيرة تراجع مستويات مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عن متوسط ​​السنوات الـ5، واستمرار الطلب على الغاز الطبيعي لاستخدامه في توليد الكهرباء.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تظل أسعار الغاز الطبيعي متقلبة خلال الأشهر المقبلة، نظرًا إلى انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة وأوروبا وعدم اليقين بشأن الطلب الموسمي.

وكانت شركات توليد الكهرباء قد بدأت، منذ عدة سنوات، باستبدال الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة بوقود الفحم.

وأوقفت محطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم المُنتج من حوض "بودر ريفر" أعمالها منذ عام 2011، رغم أنها تمثل ثلث إجمالي التوليد من الفحم في أميركا، التي يصل إجماليها إلى 100 ميغاواط.

وما تزال محطات الفحم في وايمينغ نفسها تعمل، لكن بسبب اقتراب موعد إغلاقها بعد، بدأت استهلاك نسبة كبيرة مما لديها من مخزونات الفحم.

وهبطت مخزونات الفحم في أنحاء أميركا بصورة عامة إلى 46.2 مليون طن، وهو أقل مستوى في عقد من الزمن، وذلك مقارنة بـ107 ملايين طن في 2016.

التخلص من الفحم

مبعوث الرئيس بايدن للمناخ جون كيري
مبعوث الرئيس بايدن للمناخ جون كيري - أرشيفية

كان مبعوث الولايات المتحدة لشؤون المناخ، جون كيري، قد توقع في حوار مع وكالة بلومبرغ الشهر الماضي، أن تتخلص أميركا من محطات الفحم نهائيًا مع نهاية هذا العقد.

وقال ديتي: "الآن تُقبل مرافق الكهرباء على شراء الفحم بطريقة هسترية، لتعويض المخزونات المفقودة خلال السنوات الـ4 أو 5 الماضية".

وتوقع ديتي أن يظل سعر الغاز الطبيعي مرتفعًا مع قدوم فصل الشتاء، وهو ما يدفع باستمرار إلى صعود سعر الفحم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق