توقعات حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي بحلول 2050 (تقرير)
وفق سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- إنتاج الكهرباء العالمي سيتضاعف مرتين ونصف بحلول عام 2050
- حصة الكهرباء في الاستهلاك النهائي للطاقة ترتفع إلى 30% بحلول 2030
- الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تستحوذان على 58% بحلول عام 2035
- الاستثمارات السنوية في الطاقة المتجددة تتجاوز تريليون دولار حتى 2030
عادةً ما يُنظر إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء عالميًا، بوصفها من أبرز المؤشرات الدالة على فاعلية خطط تحول الطاقة، لخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقدّر تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- حجم الزيادة المطلوبة في توليد الكهرباء عالميًا بأكثر من مرتين ونصف بين عامي 2022 و2050، لتلبية أهداف سيناريو الحياد الكربوني، بزيادة 3.5% سنويًا، مقارنة بمتوسط النمو السنوي خلال العقد الماضي البالغ 2.5% فقط.
واستند التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى توقعات زيادة الاستعمالات النهائية للكهرباء في العالم، مع تسارع جهود كهربة قطاعات النقل والصناعة والمباني، إلى جانب سرعة انتشار مشروعات إنتاج الهيدروجين عبر طريقة التحليل الكهربائي للماء، ما قد يجعلها تستحوذ على 20% من الطلب العالمي على الكهرباء وحدها بحلول منتصف القرن.
ومن المرجح -استنادًا إلى ذلك- نمو حصة الكهرباء في الاستهلاك النهائي للطاقة في العالم من 20% عام 2022، إلى 30% في عام 2030، تزيد بعد ذلك إلى 50% بحلول عام الحياد الكربوني المرتقب 2050.
وتراهن وكالة الطاقة الدولية على زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء عالميًا، بوصفها الطريقة المثلى لخفض انبعاثات قطاع الطاقة، ومن ورائه قطاعات النقل والصناعة والمباني.
ويتطلب سيناريو الوكالة للحياد الكربوني 2050 التوسع السريع في مصادر الكهرباء منخفضة الانبعاثات، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والنووية والوقود الأحفوري المصحوب بتقنيات احتجاز الكربون إلى جانب مشروعات إنتاج الهيدروجين والأمونيا.
توقعات المصادر منخفضة الانبعاثات 2030
تشير مراحل السيناريو المحتمل إلى ضرورة تجاوز حصة مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات -شاملة الطاقة المتجددة- في مزيج الكهرباء العالمي، للوقود الأحفوري بعد عام 2025، تمهيدًا لوصولها إلى 71% من إجمالي التوليد بحلول عام 2030، أي ما يقرب من ضعف حصتها البالغة 39% عام 2022.
وتحتاج المصادر منخفضة الانبعاثات لرفع حصتها في مزيج توليد الكهرباء عالميًا إلى 99.7% بحلول عام 2050، في سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة، ما يعني أن حصة الوقود الأحفوري دون هوادة -ودون استعمال تقنية احتجاز الكربون- ستكون 0.3% تقريبًا.
يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات مزيج الكهرباء العالمي حتى 2050:
ويراهن هذا السيناريو على وصول قطاع الكهرباء إلى صافي الانبعاثات في الاقتصادات المتقدمة بحلول عام 2035، وفي الصين بحلول عام 2040، بينما سيصل إلى ذلك عالميًا قبل عام 2045.
ويتطلب تحقيق ذلك الهدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة عالميًا 3 مرات من 3.63 تيراواط، أو ما يعادل 30% في مزيج توليد الكهرباء عام 2022، إلى 11 تيراواط، أو 59% بحلول عام 2030.
كما يحتاج سيناريو الحياد الكربوني 2050 إلى زيادة القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة 8 أضعاف مستواها في عام 2022، حتى تتمكن من الإسهام بنسبة 90% في إمدادات الكهرباء العالمية آنذاك.
ويستلزم ذلك -أيضًا- مضاعفة استثمارات الشبكات الكهربائية عالميًا لزيادة قدرتها على استيعاب آلاف مشروعات الطاقة المتجددة وتعزيز أنظمة التكيف مع طبيعتها المتقلبة حسب ظروف الطقس، إلى جانب تعزيز قدرتها على تلبية الطلب المتزايد، مع تسارع عمليات كهربة قطاعات النقل والصناعة والمباني.
وتراهن وكالة الطاقة الدولية على زيادة الاستثمارات العالمية في تعزيز قدرة الشبكات الكهربائية إلى 680 مليار دولار حتى عام 2030، مع تخصيص 70% منها على شبكات التوزيع وتعزيز رقمنة الشبكات، ومع بقاء الاستثمار عند مستويات عالية حتى عام 2050.
توقعات الطاقة الشمسية والرياح
تحظى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالنصيب الأكبر من رهانات سيناريو وكالة الطاقة الدولية للحياد الكربوني 2050، مع توقعات بزيادة حصتها في مزيج الكهرباء عالميًا إلى 40% بحلول عام 2030، مقارنة بـ12% في عام 2022.
بينما يُتوقع وصول حصة المصدرين معًا إلى 58% بحلول عام 2035، ثم إلى 71% بحلول عام 2050، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.
يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مزيج الكهرباء في العالم حتى عام 2022:
وحتى يتحقق ذلك، ستتضاعف التركيبات السنوية للطاقة الشمسية 4 مرات -تقريبًا- لتقفز من 220 غيغاواط سنويًا عام 2022، إلى 823 غيغاواط سنويًا عام 2030، لتزيد بعدها إلى 878 غيغاواط عام 2035، قبل أن تتراجع إلى 815 غيغاواط بحلول 2050.
كما ستتضاعف تركيبات طاقة الرياح السنوية أكثر من 4 مرات بحلول عام 2030 لتسجل 318 غيغاواط، مقارنة بـ75 غيغاواط عام 2022، لتنطلق بعدها إلى 352 غيغاواط سنويًا بحلول 2035، ثم إلى 352 غيغاواط في منتصف القرن.
أمّا الطاقة النووية، فيُتوقع أن تقفز سعتها السنوية في سيناريو الحياد الكربوني، من 8 غيغاواط في عام 2022، إلى 35 غيغاواط عام 2030، ثم إلى 37 غيغاواط بحلول 2035، قبل أن تهبط إلى 21 غيغاواط بحلول 2050.
توقعات الاستثمارات السنوية
تراهن وكالة الطاقة الدولية على تضاعف متوسط الاستثمارات السنوية في مصادر الطاقة المتجددة من 466 مليار دولار خلال المدة من 2017 إلى 2022، إلى 1.08 تريليون دولار خلال المدة من 2023 إلى 2030.
كما يُتوقع زيادة متوسط هذه الاستثمارات إلى 1.18 تريليون دولار للمدة من 2031 وحتى 2035، قبل أن تنخفض إلى 875 مليار دولار خلال الـ15 عامًا الممتدة من 2036 إلى 2050.
وتمتد توقعات تضاعف متوسط الاستثمارات السنوية إلى الطاقة النووية من 41 مليار دولار خلال (2017-2022) إلى 114 مليار دولار في المدّة المتبقية من العقد الحالي، ثم إلى 121 مليار دولار في السنوات الـ5 المنتهية في 2035، قبل أن تتراجع إلى 93 مليار دولار سنويًا خلال الـ15 عامًا التالية.
يوضح الرسم التالي- أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور استثمارات الطاقة المتجددة في العالم خلال الـ16 عامًا الأخيرة حتى عام 2022:
موضوعات متعلقة..
- هل خطط تحول الطاقة عالميًا واقعية.. وما هو سيناريو الـ"لالا لاند"؟ (صوت)
- خريطة تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة مقارنة بالوقود الأحفوري في 12 عامًا
- مزيج الكهرباء العالمي يشهد نموًا قياسيًا لمصادر الطاقة المتجددة (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- رحلة مزيج الطاقة في مصر منذ الثمانينيات حتى 2022 (رسم بياني)
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030
- صادرات المنتجات النفطية الكويتية تسجل مستوى قياسيًا مع تعزيز قدرات التكرير