أعطال الربط الكهربائي البحري تدق جرس إنذار لصناعة الرياح العالمية

تدقّ الأعطال التي يشهدها الربط الكهربائي البحري جرس إنذار لمشروعات الرياح العالمية التي تشتد الحاجة إليها لتسريع وتيرة تحول الطاقة، عبر تعزيز حصة الكهرباء النظيفة في مزيج الطاقة العالمي.

وتتسارع وتيرة جذب المستثمرين إلى صناعة الرياح العالمية من خلال الخطط الحكومية الداعمة والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للشبكات التي تستهدف رفع معدلات الكهرباء المولدة بطاقة الرياح، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويحظى قطاع الرياح البحرية العالمي بإمكانات هائلة غير مستغلة، تكفي لدفع جهود الحياد الكربوني، وتعزيز أمن والطاقة، ما حفّز التحالف العالمي لطاقة الرياح البحرية -تحالف جديد يضم أصحاب المصلحة – على استهداف تعظيم سعة الرياح البحرية العالمية المثبتة بنسبة 670% - من 57 غيغاواط في عام 2021 إلى 380 غيغاواط في عام 2030.

تكلفة التأمين باهظة

تضطلع منصة غلوبال أندروواتر هب "جي يو إتش" بمهمة معالجة أعطال الربط الكهربائي البحري، التي من الممكن أن تؤثّر سلبًا في تنفيذ مشروعات الرياح البحرية العالمية، حسبما أورد موقع ماريتايم جورنال Maritime Journal.

وتقول "غلوبال أندرواتر هب" -هيئة تجارية بريطانية تدعم الصناعة البحرية-، إن موثوقية ربط خطوط الكهرباء تحت سطح المياه "لا غنى عنها" لنجاح مشروعات الرياح البحرية العالمية، وتحول الطاقة.

لكن الأعطال في خطوط الربط الكهربائي البحري مسألة شائعة جدًا، إلى الحدّ الذي تُصبح فيه تكلفة التأمين عليها باهظة.

وقال الرئيس التنفيذي لمنصة غلوبال أندرووتر هب نيل غوردن: "تشير التقديرات إلى أن قرابة 85% من القيمة الإجمالية لطلبات التأمين على الرياح البحرية تتعلق بالربط الكهربائي البحري".

وأضاف غوردن: "شركات التأمين تخسر أموال الاكتتاب على الربط الكهربائي البحري، مع بلوغ قيمة تسوية الطلب نطاق 9 ملايين جنيه إسترليني (10 ملايين و 995 ألف دولار أميركي) في المتوسط".

(الجنيه الإسترليني =1.22 دولارًا أميركيًا).

وأوضح: "شركات الوساطة حذّرت من أن ارتفاع عدد طلبات التأمين على الربط الكهربائي البحري يؤثّر سلبًا في سعة وتغطية وتكلفة أعمال الصيانة التي تُقدَّر عادةً بالملايين".

وتابع: "نادرًا ما يغطّي الضمان الكُلفة المرتفعة للتوقفات في الأعمال".

ناقوس خطر

يحذّر غوردن من أنه إذا أصبحت تلك المكونات المهمة غير قابلة للتأمين عليها، ستتأثر مشروعات الرياح البحرية العالمية سلبًا، ما ينسف بدوره أهداف الحياد الكربوني العالمية بحلول أواسط القرن الحالي (2050)".

ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمارات في مشروعات الرياح البحرية العالمية 620 مليار جنيه إسترليني (756 مليار و917 مليون دولار أميركي) بحلول نهاية العقد الجالي (2030)، ولكي يحقق العالم أهداف الحياد الكربوني خلال المدة الزمنية المقررة (2050)، يتعين أن تزيد سعة الرياح البحرية العالمية بواقع 1.120 غيغاواط.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لمنصة غلوبال أندرووتر هب نيل غوردن: "من الممكن تحقيق هذا النمو، واستغلال تلك الفرصة فقط عبر تركيب آلاف الأميال من خطوط الربط الكهربائي البحري الموثوقة، وصيانتها".

وواصل: "هناك حاجة ملحّة لاستحداث نهج شامل من أجل إيجاد حلول غير تقليدية قابلة للتنفيذ على الأرض، مع زيادة مشروعات الرياح البحرية العالمية من حيث النطاق والسعة التقنية".

ولإنجاز هذا الهدف، أسست منصة غلوبال أندرووتر هب منتدى الربط الكهربائي البحري لتوحيد الصناعة في سبيل تطوير خريطة طريق تستهدف تحسين جودة وموثوقية تلك الخطوط، ومن ثمن إمكان التأمين عليها.

ويؤدي هذا بالطبع دورًا حاسمًا في تحقيق طموحات مشروعات الرياح البحرية العالمية، لا سيما في صناعة الرياح البحرية العائمة سريعة النمو.

وسيشتمل هذا على تطوير مجموعة من المعايير التي تقودها الصناعة والمبادئ الإرشادية التي ترتكز على أفضل الممارسات، والتي تضم العمر الوظيفي لخطوط الربط الكهربائي التي سيستعملها المطورون، وشركات الإمدادات، والمقاولون، وغيرهم، وتقرّها هيئات التأمين.

ويوضح التصميم التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح البحرية المركبة في 2022 حسب الدولة:

استثمارات متنامية

توقّع تقرير حديث صادر عن مؤسسة "ماركيتس أند ماركيتس" أن تصعد قيمة سوق الرياح البحرية العالمية إلى 65.8 مليار دولار بحلول عام 2026، من 31.8 مليار دولار في العام قبل الماضي (2021)، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 12.3%، وفق ما نشرته منصة غلوب نيوزواير GlobeNewswire.

وأوضح التقرير أنّ تزايُد الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة -على الأرجح- يدفع سوق الرياح البحرية العالمية إلى الارتفاع، مستشهدًا بالزيادة القوية في معدلات تركيب توربينات الرياح البحرية في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ، ما يُظهر نموًا قويًا في تلك الصناعة الحيوية، بحسب تقارير جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما توقّع التقرير أن يُسهم الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة، وتواصل الجهود الرامية لتقليص الانبعاثات الكربونية عبر العالم، في إتاحة فرص ذهبية لنمو سوق الرياح البحرية خلال مدة التوقعات.

وتسجل صناعة الرياح البحرية نموًا سريعًا في الوقت الراهن، وتُسهم كثيرًا بتلبية معايير كفاءة الطاقة في البلدان الواقعة في أوروبا وآسيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.

وتشهد مشروعات الرياح البحرية العالمية تحسينات متلاحقة، واستثمارات مكثفة لسدّ معدلات الطلب المتنامية على الكهرباء النظيفة.

أهداف طموحة

تستهدف مجموعة من البلدان -مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا- تعزيز تركيبات الرياح البحرية، ما يجعل الطلب المتزايد على الكهرباء المتجددة محفزًا لنمو سوق الرياح البحرية العالمية.

ووفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، يجب أن ترتفع حصة المصادر المتجددة في معدلات توليد الكهرباء عالميًا على أساس سنوي من 25% في الوقت الحالي إلى 86% بحلول عام 2050، اتّساقًا مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ 2015.

ولتحقيق هذا الهدف الطموح، يتعين على العالم أن يضخ استثمارات قدرها 110 تريليونات دولار في مشروعات الرياح البحرية العالمية بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

موضوعات متعلقة..

• جدول زمني لتشغيل خطوط الربط الكهربائي بين الأردن ولبنان وسوريا
• مشروعات الرياح البحرية في اليابان فرصة لتقليل استيراد الوقود الأحفوري (تقرير)
• هل تتسبب مشروعات الرياح البحرية في نفوق الحيتان على سواحل أميركا؟

اقرأ أيضًا..

• هل يفقد الوقود الأحفوري هيمنته في توليد الكهرباء بسبب الطاقة الشمسية؟.. خبراء يجيبون
• مشروعات طاقة الرياح تواجه معارضة من الأثرياء والبيض (دراسة)
• أنس الحجي: تطوير حقل الدرة مرفوض من إيران.. وهذه هي الأسباب