اندلاع حريق ببطارية تيسلا في أكبر مواقع تخزين الكهرباء بأستراليا
دينا قدري
أثار حريق بطارية تيسلا في أحد أكبر مواقع تخزين الكهرباء في ولاية كوينزلاند الأسترالية انتقادات واسعة النطاق من قبل معارضي الطاقة المتجددة في البلاد.
واندلع الحريق في إحدى حزم بطاريات تيسلا الضخمة "ميغاباك" المثبتة في مشروع بولدركومب في كوينزلاند، والذي يمرّ حاليًا بعملية التشغيل.
وأكدت شركة "جينيكس باور" (Genex Power)، مالكة مشروع البطاريات، أن إحدى وحدات بطاريات تيسلا الـ40 في مشروع بطاريات بولدركومب اشتعلت فيها النيران مساء الثلاثاء (26 سبتمبر/أيلول 2023).
وأوضحت الشركة -في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- أنه لم يكن هناك أحد في الموقع وقت وقوع حريق بطارية تيسلا، الذي جرت السيطرة عليه.
تفاصيل حريق بطارية تيسلا
استُدعِيَتْ خدمات الطوارئ في بلدة بولدركومب بمنطقة روكهامبتون، مع تحذير السكان من البقاء في منازلهم لتجنّب الأبخرة الخطرة، نظرًا لأنه يُمكن أن يستمر الحريق لعدّة أيام.
ووصفت شركة جينيكس الحادث بأنه "حريق بسيط"، وأنه لم تكن هناك حاجة لاستعمال المياه في الحريق نفسه، كما هو متّبع في مثل هذه الحرائق.
وقالت الشركة -في بيانها-، إنه سُمِحَ لحزمة بطارية التخزين بالاحتراق تحت إشراف رجال الإطفاء، وبدأت الجهود لتحديد سبب وقوع الحادث.
وشددت على أنه "لم تتأثر أيّ وحدات ميغاباك أخرى"، مضيفة أنه جرى احتواء الحريق حاليًا، وفُصل الموقع عن الشبكة.
كما قالت: "تعمل شركة جينيكس مع شركة تيسلا موتورز أستراليا للتحقيق في السبب الجذري للحادث".
مشروع تخزين الكهرباء في أستراليا
تُعدّ منشأة بولدركومب التي تبلغ تكلفتها 60 مليون دولار ثاني نظام تخزين كهرباء واسع النطاق يُرَكَّب في كوينزلاند، ومن المتوقع تشغيلها بكامل طاقتها بحلول الشهر المقبل.
البطارية، الملقبة بـ "بيغ بيسي" (Big Bessie)، هي واحدة من 40 وحدة ليثيوم ميغاباك قدّمتها شركة تيسلا، في الموقع المملوك لشركة جينيكس، لتطوير الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء.
عندما بدأ المشروع لأول مرة في يوليو/تموز، قامت حكومة كوينزلاند بتزويد بطارية بقدرة 50 ميغاواط/100 ميغاواط ساعة، لتكون قادرة على تشغيل 4 آلاف منزل، بحسب ما أفادت به صحيفة "الغارديان" البريطانية.
في ذلك الوقت، قال عضو حزب العمال في روكهامبتون، باري أورورك: "يشير هذا المشروع التاريخي إلى تحول هائل في ملف الطاقة في وسط كوينزلاند، مع دخول المزيد من الطاقة المتجددة إلى الخدمة واستمرار العمل في تطوير كوينزلاند سوبرغريد".
مشروع سوبرغريد (أو شبكة الكهرباء الفائقة) يجمع عناصر نظام الكهرباء لتوفير 50% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، و70% بحلول عام 2032، و80% بحلول عام 2035.
ويُعدّ المشروع جيلًا جديدًا من عمليات تخزين ونقل الكهرباء التي تسهم في تقديم الطاقة المتجددة هذه لسكان كوينزلاند.
وقال وزير الطاقة ميك دي بريني، إن مشروع البطارية يشير إلى "خطوة أخرى نحو جعل كوينزلاند سوبر غريد حقيقة واقعة للمجتمعات المحلية".
حروب الطاقة في أستراليا
سبب حريق بطارية تيسلا غير معروف، لكن الحادث أعاد إشعال حروب الطاقة بين التحالف المناهض للطاقة المتجددة وحكومة حزب العمال الفيدرالية، إذ يواصل المحافظون اغتنام أيّ فرصة لمحاولة تشويه صورة أيّ تكنولوجيا تهدد الفحم.
وتشهد أستراليا طفرة في مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء، في إطار سعي البلاد لاستبدال محطات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مدعومة بمزارع تخزين الكهرباء العملاقة، بمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وتحتاج البلاد إلى تخصيص نحو 64 مليار دولار أسترالي (41 مليار دولار أميركي) لبناء ما يكفي من بطاريات التخزين حتى عام 2050، وفقًا للجنة سوق الطاقة الأسترالية.
وقد سارع السيناتور مات كانافان إلى استغلال الموقف لتشويه سمعة مصادر الطاقة المتجددة، قائلًا: "اشتعلت النيران في بطارية تيسلا بالقرب من روكهامبتون، وأُخبر فِرَق العمل بعدم إخمادها".
وتابع: "شبكة الطاقة الجديدة لدينا أسوأ من شبكة الطاقة القديمة لدينا".
وردَّ وزير التغير المناخي والطاقة الفيدرالي كريس بوين بأن "الحزب الوطني الليبرالي سيجد أيّ عذر لشيطنة مصادر الطاقة المتجددة".
حرائق بطاريات تيسلا تثير الجدل
هذا ليس الحريق الأول الذي يشمل حزم بطاريات تيسلا الضخمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).
فقد دُمِّرت اثنتان منها خلال بناء بطارية فيكتوريا الكبيرة بقدرة 300 ميغاواط/450 ميغاواط ساعة في أغسطس/آب 2021، وهو حادث أُلقي اللوم فيه لاحقًا على تسرب سائل التبريد، ووقع حادث آخر في عام 2022 ببطارية موس لاندينغ في كاليفورنيا.
من المفترض أن تكون بطاريات تيسلا التي ركّبتها شركة جينيكس هي خلايا بطارية فوسفات الحديد والليثيوم الأكثر مقاومة للحريق، بعد أن أعلنت تيسلا العام الماضي (2022) التحول عن الإصدار السابق من بطاريات الليثيوم والنيكل والمنغنيز وأكسيد الكوبالت.
وقالت المحاضِرة في الهندسة الكيميائية والبيئية في معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا، مادوكت شيباني، إن بطاريات الليثيوم أيون يمكن أن تشتعل فيها النيران لعدد من الأسباب، بما في ذلك الأضرار المادية أو مصادر الحرارة الخارجية أو الشحن الزائد.
وتابعت: "بقدر ما أشعر بالقلق، تحولت تيسلا إلى خلايا بطارية فوسفات الحديد والليثيوم الأكثر أمانًا بطبيعتها.. وقوع هذا الحريق كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لي".
ودرس المهندس وأستاذ التنقل الحضري المستقبلي في جامعة سوينبورن للتكنولوجيا، حسين ضياء، معدل الحرائق في المركبات الكهربائية، ووجدها نادرة جدًا مقارنة بمركبات البنزين.
وقال: "مع المركبات التي تعمل بالبنزين، هناك ما يصل إلى 80 مرة من الحرائق أكثر من السيارات الكهربائية".
وشدد ضياء على أن حرائق بطاريات السيارات الكهربائية قد يكون من الصعب أيضًا إخمادها، وغالبًا ما تُترك لتحترق لساعات أو أيام.
وتابع: "إن حريقًا واحدًا يعني الكثير من الحرائق، وأنا أتقبل ذلك تمامًا.. ولكن ما تزال هذه الحرائق نادرة جدًا، والفوائد تفوق المخاطر بكثير".
موضوعات متعلقة..
- بعد 4 أيام.. السيطرة على حريق بمصنع تيسلا للبطاريات في أستراليا
- حرائق بطاريات تيسلا تثير قلق رجال الإطفاء في كاليفورنيا
- حرائق بطاريات الشاحنات الكهربائية تهدد مستقبل شركة نيكولا الأميركية
اقرأ أيضًا..
- أكبر 6 منصات نفطية في العالم من حيث الإنتاج.. أميركا بالمقدمة (إنفوغرافيك)
- إيني الإيطالية تفوز بـ3 مناطق جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في مصر
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. قدرات واعدة تقودها 3 دول عربية (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030