انتعاش سوق منصات الحفر ذاتية الرفع.. وسيطرة سعودية إماراتية
الشرق الأوسط يقود الانتعاش العالمي
دينا قدري
تمارس دول الشرق الأوسط دورًا قياديًا في السوق العالمية لمنصات الحفر ذاتية الرفع، إذ تعدّ المنطقة بمثابة المحرك الرئيس للطلب على منصات الحفر البحرية.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن سوق منصات الحفر ذاتية الرفع في الشرق الأوسط ما تزال "قوية"، في ظل زيادة النفقات الرأسمالية لشركات النفط الوطنية على الطاقة الإنتاجية للنفط والغاز البحريين.
وسلّط تقرير سوق منصات الحفر البحرية، الذي أصدرته شركة إيفركور أي إس أي (Evercore ISI)، الضوء على أبرز الأسباب التي قادت الانتعاش الحالي في السوق العالمية، والتي تتمثل في الأسعار التنافسية وشروط العقود الأطول أجلًا المقدمة في الشرق الأوسط ومستويات الطلب القوية.
الأسباب السابقة دفعت منصات الحفر البحرية للتحرك إلى الشرق الأوسط منذ يناير/كانون الثاني 2022، مع توقعات باستمرار هذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المقبلة.
سوق منصات الحفر ذاتية الرفع
أشار تقرير سوق منصات الحفر البحرية إلى أن 53 منصة حفر ذاتية الرفع قد انتقلت إلى الشرق الأوسط، معظمها من جنوب شرق آسيا والمكسيك والصين، بين عامي 2022 و2023.
ومع ذلك، وعلى الرغم من "الهجرة الجماعية" لمنصات الحفر ذاتية الرفع إلى الشرق الأوسط، فإن المنطقة "ما تزال تتطلب تدفقًا إضافيًا للوحدات"، حسبما ذكر التقرير، الذي نقلته منصة "أوفشور ماغازين" (Offshore Magazine).
ومن بين 53 منصة حفر، حصلت أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية على 66% و22% على التوالي؛ في حين خُصص الباقي لشركة قطر للطاقة، وقطرغاز، وشركة نفط الشمال، ومشغّلين آخرين.
عمومًا، ما يزال نشاط التعاقد قويًا بالنسبة لمنصات الحفر ذاتية الحفر، كما أشار التقرير، إذ أُعلِنَ إجمالي 10 عقود محددة الأجل منذ 1 أغسطس/آب المنصرم.
وجاء في التقرير: "ما يزال الشرق الأوسط هو المحرك الرئيس للطلب على منصات الحفر ذاتية الرفع، إذ يمثّل 50% من العقود محددة الأجل المعلَنة لمنصات الحفر ذاتية الرفع بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، و41 عقدًا من أصل 73 عقدًا محدد الأجل منذ بداية العام حتى الآن".
كما أشار إلى أن متوسط عقد منصات الحفر ذاتية الرفع منذ بداية عام 2023 حتى الآن تجاوز 800 يوم، ما يعني زيادة بنسبة 27% على أساس سنوي، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة.
منصة حفر بحرية تبدأ مهمتها في السعودية
في سياقٍ متصل، أكدت شركة الحفر البحرية بور دريلينغ (Borr Drilling) أن إحدى منصات الحفر ذاتية الرفع المتميزة التابعة لها، والتي غادرت مؤخرًا حوض بناء السفن في الإمارات، بدأت مهمة الحفر الجديدة في المملكة العربية السعودية.
وقد حصلت اثنتان من منصات الحفر ذاتية الرفع التابعة للشركة على عقود جديدة في ديسمبر/كانون الأول 2022، ومُنح أحد هذه العقود إلى شركة لم يُصرَّح باسمها، للحصول على منصة الحفر ذاتية الرفع "فريغ" (Frigg).
وتأتي صفقة العمل لمدة 5 سنوات في الشرق الأوسط مع خيارات التمديد، وتبلغ القيمة التقديرية للعقد، بما في ذلك رسوم التعبئة، 282 مليون دولار، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وقد سُلِّمت منصة الحفر "فريغ" -التي كان من المتوقع أن تبدأ عملياتها باسم "آربيا 3" (Arabia III) في الربع الثالث من عام 2023 في الشرق الأوسط- من قبل حوض بناء السفن في الحمرية بإمارة الشارقة، التابع لشركة أوشن لخدمات حقول النفط (Ocean Oilfield).
منصة الحفر البحرية "فريغ"، التي وصلت إلى حوض بناء السفن في فبراير/شباط 2023، غادرت في 13 أغسطس/آب 2023.
وقد بُنِيَت عام 2013، ويُمكن أن تعمل في أعماق مياه تصل إلى 400 قدم، ويبلغ الحد الأقصى لعمق الحفر في المنصة 35 ألف قدم.
تسليم منصة حفر بحرية إلى أدنوك
أكدت شركة بور دريلينغ أنها أجرت مناقشات مع شركة بناء السفن السنغافورية سيتريوم (Seatrium)، لتسريع تسليم منصاتها "فالي" و"فار"، حتى أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني 2024 على التوالي، بتشجيع من التحسن المستمر في سوق الحفر البحري والطلب القوي على منصات الحفر ذاتية الرفع.
وقد أعلنت شركة سيتريوم، في 22 أغسطس/آب 2023، تسليم منصة حفر جديدة لشركة أدنوك للحفر في الإمارات العربية المتحدة، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "أوفشور إنجينير" (Offshore Engineer).
منصة الحفر، التي تحمل اسم "السيلا"، هي من بين 5 منصات كانت شركة سيتريوم تبنيها لصالح شركة بور دريلينغ.
وفي عام 2022، أبرمت شركة البناء اتفاقية مع شركة بور دريلينغ لتسريع تسليم 3 من منصات الحفر ذاتية الرفع، ومنذ ذلك الحين نقلت شركة بور دريلينغ عقود البناء الخاصة بالحفارات الـ3 إلى شركة أدنوك للحفر.
وقد أكملت الشركة إنجازها وسلّمتها في الوقت المحدد، ووفقًا للميزانية المحددة، وتعدّ "السيلا" هي الثانية في سلسلة من 3 منصات حفر ذاتية الرفع بُنِيَت بساحة بيونير التابعة لـ سيتريوم في سنغافورة.
"السيلا" قادرة على العمل في أعماق مائية تزيد عن 400 قدم، مع القدرة على الحفر إلى أعماق تصل إلى 30 ألف قدم، وآبار عميقة عموديًا وأفقيًا.
موضوعات متعلقة..
- منصات الحفر البحرية في الشرق الأوسط تنتعش بتوسعات أرامكو وأدنوك
- بيع 7 منصات حفر ذاتية الرفع في السعودية بـ628 مليون دولار
- عرض 3 منصات حفر بحرية ذاتية الرفع في قطر للبيع
اقرأ أيضًا..
- ناقلات النفط الإيراني تواصل التخفي.. وهذه قصة 2 مليون برميل جديدة
- حقل غاز مصري بالصحراء الغربية يبدأ الإنتاج
- 4 دول عربية قد تنقذ سوق الغاز المسال العالمية من إضراب أستراليا
- مستقبل الهيدروجين في ألمانيا قد يحمل فرصًا ضخمة للجزائر والإمارات
دعوي نيابية لإعادة الموارد المهدورة بكهرباء مصر
أكد ملتقى أحباء الوطن أنهم قدموا، للمحامي العام الأول للجمهورية الوثائق القانونية التي تؤكد الفساد الحاصل في خدمة الطاقة ، وذلك بناءً على توجيهات النائب العام المصري
وقال ممثلو الملتقى، في بلاغ صحفي، إن الوثائق التي لديهم والمقدمة للمحامي العام "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأفعال التي أقدمت عليها قيادات بالشركة القابضة لكهرباء مخالفة للقوانين والأنظمة النافذة، وتمثل إساءة استخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة"، بحسب تعبيرهم
وأضافوا في بلاغهم أنه "نتج عن هذا الفساد ضرر لحق بكل سكان المحافظات، جراء تدني مستوى الخدمة والانقطاع المستمر للكهرباء،
وأكدوا أن ما يحدث داخل قطاعات الكهرباء مسؤل عنه تنفيذيا المدير التنفيذي للشركة القابضة لكهرباء مصر ونوابه وسياسيا وزير الكهرباء ورئيس الوزراء وان الرئيس المصري دائما يبذل المجهود والعناء للبناء والتنمية بينما تقابله قوي داخل قطاع الكهرباء للخدمات وقتل لمسارات التنمية
واستشهدوا بالحوار الصحفي الذي تحدث فيه
المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق:عن وجود مافيا الفساد التي استوردت13 محطة كهرباءمتهالكة
السبت 29 من ذي القعدة 1434 هــ 5 أكتوبر 2013 السنة 138 العدد 46324حواره بجريدة الأهرام المصرية وحديثه عن
.
ملف الطاقة في مصر.. وبسؤاله كيف تراه الآن وقد تحررت من عبء الوزارة؟
فرد قائلا للأسف مصر تعاني من نقص حاد في الطاقة بسبب إهدارها وعدم استغلالها ولتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري, بمعني أننا اعتمدنا في الماضي علي تصدير ثرواتنا الطبيعية كمواد خام وبأسعار متدنية, وهذا خطأ, ولكن كان يجب أن نقوم بتصنيعها وتصديرها علي هيئة منتجات مصنعة, مما يعود علينا بمردود اقتصادي تنعكس آثاره علي الوضع المالي للبلاد.. إن مصر ليست لديها مصادر متنوعة للطاقة, و90% من محطات الكهرباء ـ للأسف ـ تعتمد علي المنتجات البترولية, مما يعرضنا للأزمات في حالة نقص الإنتاج أو تأخر الشحنات المستوردة, وهو ما يهدد مصر بالدخول في ظلام تام, ولذلك هناك فرض علينا اليوم وليس غدا أن ننظر إلي هذا الملف بجدية.
كيف ذلك وجميع محطات الكهرباء في مصر تعتمد علي السولار أو المازوت والغاز؟
هذه هي المشكلة الحقيقية, فجميع دول العالم المتقدم لديها تنوع, ويتنوع وقود محطات الكهرباء بين ما هو بترولي ونووي وطاقة جديدة ومتجددة تعتمد علي الطاقة المتولدة من الشمس أو الرياح, وللأسف مصر لديها طاقة شمسية هائلة, ولكنها غير مستغلة, ويكفي أن تعرف أن مصر كانت من أوائل الدول التي استخدمت الطاقة الشمسية في توليد الطاقة وقد احتفلنا في شهر يونيو من عام 2013بمرور100عام علي تشغيل أول طلمبة مياه تعمل بالطاقة الشمسية في المعادي, وكانت علي أيدي أحد اللوردات الإنجليز, بالإضافة إلي أنه لدينا جهاز للطاقة الجديدة والمتجددة يعمل منذ عام.1954
والحقيقة أن هناك مافيا تحارب وجود هذه الطاقة في مصر, لأن لديها مصالح في بقاء الوضع كما هو عليه, لأنها تتكسب من وراء استيراد محطات كهرباء متهالكة, ويكفي أن تعرف أن هذه المافيا لها علاقات داخل وزارة الكهرباء نفسها, وهناك31 محطة كهرباء مستعملة تم استيرادها علي أنها محطات جديدة وتعمل بنظام يكلفنا وقودا مضاعفا لتشغيلها, مما يكبدنا خسائر فادحة.
لماذا لم يتم التحقيق فيها؟
هذه الصفقة ليست فوق مستوي الشبهات, وتعود لعام2008, وهذه الواقعة تعكس أن هناك مافيا داخل مصر تعمل جاهدة حتي نبتعد عن تنويع مصادر الطاقة والدخول إلي عصر الطاقة الجديدة, لأننا في هذه الحالة ستقل نفقاتنا علي كل ما هو يعتمد في تشغيله علي المنتجات البترولية.. ولك أن تعلم أن كل دول شرق آسيا واليابان وفرت استهلاك البترول والغاز, ووظفتهم التحقيق قيمة مضافة, فبدلا من استهلاك الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء, قامت باستخلاص العديد من مكوناته وصدرته للخارج, وحققت عائدا فاق مئات الأضعاف حال تصديره خاما, وقامت بعمل مصانع تكرير وبتروكيماويات تستخدم عناصر الغاز الطبيعي المختلفة في صناعات مختلفة مثل الإلكترونيات والسيارات ولعب الأطفال وصناعات أخري عديدة, وهناك دول جيران لنا بدأت خطوات واسعة لدخول عصر الطاقة الجديدة, ومصر في سبات عميق.
كنت وزيرا ومسئولا.. لماذا لم تتقدم بمشروعات للطاقة الجديدة لرئيس الحكومة؟
تقدمت بالعديد من المشروعات الجاهزة لإنتاج الطاقة الشمسية, وتناقشنا فيها مرة واحدة, ثم اختفت وذهبت أدراج الرياح, وهذه المشروعات موجودة حاليا, ولدي مشروع عاجل وجاهز لإقامة مدينة للطاقة الجديدة والمتجددة بالعوينات بمعرفة مجموعة من المستثمرين الأمريكيين والمصريين, وبتمويل من بنك تنمية الصادرات والواردات الأمريكي بتكلفة مبدئية لإنتاج الطاقة فقط15 مليار دولار, وهذا المبلغ جاهز, وفي انتظار موافقة حكومة الدكتور الببلاوي علي المشروع, وتخصيص الأرض للبدء فورا في التنفيذ, وستصل التكلفة النهائية للمدينة الي40 مليار دولار.
وما مراحل هذا المشروع؟
هؤلاء المستثمرون لديهم عرض حال الموافقة علي المشروع بإنتاج750 ميجاوات في السنة الأولي, وخلال سنتين تصل إلي2000 ميجاوات, وتصل السنة الثالثة إلي5 آلاف ميجاوات, وبعد العديد من الاجتماعات معهم قمت بتطوير الفكرة, وهي أن نستخدم الطاقة الفائضة في إقامة مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية من الرمال الموجودة بالمنطقة ـ والتي للأسف نصدرها خاما ـ وكذلك استخراج المياه الجوفية الموجودة بالعوينات, وعمل مشروع لاستصلاح الأراضي لزراعة400 ألف فدان سوف تستخدم أيدي عاملة وتخلق أكثر من مليوني فرصة عمل.
وهل وافق المستثمرون علي هذا الاقتراح؟
نعم, وافقوا تماما, ورحبوا بذلك, ووافقوا ـ أيضا ـ أن تتم مراجعة العقود كل5 سنوات لمحاسبتهم وفقا للسعر السائد.. ولكن يجب علينا أن نشجعهم ونساعدهم حتي يستردوا التكلفة الاستثمارية للمشروع بأن نعطي لهم الأرض مجانا لمدة3 سنوات, ثم نحسب لهم السنوات الخمس التالية بدولار واحد للمتر, وبعد استرداد النفقات نأخذ منهم حق الدولة وفقا للأسعار المتعارف عليها, وسوف نحصل منهم علي الكهرباء اللازمة لتوليد الطاقة للمصانع والمنازل ومحطات الكهرباء.
وماذا عن المشروع الآخر؟
وهذا المشروع ـ أيضا ـ مقدم من مجموعة من المستثمرين المصريين لإقامة مجموعة من المصانع الصغيرة والمتوسطة بمدينة العاشر من رمضان, يعتمد في إنتاجها علي استغلال الثروة المعدنية والبتروكيماويات.
وما المطلوب حتي نبدأ في هذه المشروعات ونضمن نجاحها؟.
هذه المشروعات جاهزة للتنفيذ, وفي انتظار موافقة الحكومة, ولكن إذا أردنا أن نضمن لها النجاح للنهوض بمصر إلي عصر جديد هو أن نقتدي بما فعله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر, عندما أراد لمشروع السد العالي أن ينجح, حيث سارع بتشكيل هيئة مستقلة علي رأسها وزير متفرغ لهذا المشروع.. والمطلوب الآن أن نقوم بتكوين مجلس أمناء لمدينة الطاقة الجديدة والمتجددة بالعوينات,
وأن يكون علي رأسه مسئول بدرجة وزير.
واستشهد مقدمي البلاغ بشهادة المهندس أسامة كمال وزير البترول السابق بخصوص استيراد محطات الكهرباء المتهالكة التي لم يصدر بها أي إدانة أو تحقيق بعد تلك السنوات من تاريخ حواره بجريدة الأهرام وطالبوا بضرورة استدعائه
وختم البلاغ
اللهم احفظ مـصـرنـا من أصحاب المصالح الشخـصـية
مـسـتشـار اقـتصـادى / مـحـمـد عـطـيـة من ملتقى احباب الوطن