مشروع الحفر البحري في الكويت يعزز فرص اكتشاف النفط والغاز

الطاقة

2023-09-13

0 814

يمثّل مشروع الحفر البحري في الكويت فرصًا كبيرة لتحقيق اكتشافات نفط وغاز واعدة، في إطار إستراتيجية البلاد للعمل على زيادة إنتاج النفط والغاز، دعمًا لإيرادات الموازنة العامة، واستفادةً من استمرار الطلب على الوقود الأحفوري عالميًا.

وفي هذا الإطار، وبحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تعمل الكويت بخطى متسارعة على إنجاز مشروع الحفر البحري، الذي يتضمن حفر 6 آبار، ويمرّ حاليًا بعدّة مراحل عمل تشرف عليها وزارة النفط.

من جهتها، نظّمت وزارة النفط حلقة نقاشية بعنوان "مشروع الحفر البحري"، اليوم الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، أدارتها مديرة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح، وحاضر فيها من شركة نفط الكويت كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم، وكبير الجيولوجيين أحمد العتيبي.

كما شارك ضيوف من الهيئة العامة للبيئة، ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

وقالت الشيخة تماضر الصباح، إن مشروع الحفر البحري الاستكشافي يُعدّ من المشروعات الرائدة والكبرى التي تنفّذها شركة نفط الكويت حاليًا، إذ يُؤْذن ببداية حقبة جديدة ومبشرة من عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلاد، ويفتح آفاقًا رحبة وواعدة لمستقبل تتطلع إليه الكويت لمزيد من التطور والحداثة والريادة.

تطورات مشروع الحفر البحري في الكويت

"يتوّج مشروع الحفر البحري جهودًا جبارة تبذلها شركة نفط الكويت بكل قطاعاتها على مدى سنوات، للوصول إلى هذه اللحظة الفارقة، إذ انخرطت الشركة في كمّ هائل من الاستعدادات والدراسات والاجتماعات وورش العمل والزيارات المبدئية داخليًا وخارجيًا، وكان رائدها في ذلك أن تكون تجربة الحفر البحري ناجزة ومتكاملة ومأمونة من جميع جوانبها"، بحسب تصريحات الشيخة تماضر الصباح.

وأوضحت أن الشركة لم تألُ جهدًا في استقطاب خلاصة تجارب الآخرين بهدف استقطاب الخبرة وتحقيق أقصى قدر من الفائدة، مضيفة أن مشروع الحفر البحري الاستكشافي يعدّ أحد أهم المشروعات التي ستسهم في تحقيق إستراتيجية شركة نفط الكويت لعام 2040 وزيادة الطاقة الإنتاجية من النفط والغاز في الدولة.

ندوة عن مشروع الحفر البحري في الكويت — جانب من الحلقة النقاشية بحضور الشيخة تماضر الصباح

في السياق نفسه، تحدّث كبير الجيولوجيين أحمد العتيبي، وكبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم، عن أهمية مشروع الحفر البحري في الكويت بوصفه "مشروعًا وطنيًا غرضه الإسهام في زيادة احتياطيات دولة الكويت من الموارد الهيدروكربونية، وتعزيز مكانتها بصفتها أحد المنتجين الموثوقين على مستوى العالم".

وأوضح الخبيران أن هذا المشروع الضخم من شأنه ضمان استمرار وجود موارد هيدروكربونية جديدة لتلبية احتياجات السوق العالمية، فضلًا عن أن المشروع يضم دولة الكويت إلى اللاعبين الإقليميين الرائدين بصفته مشغلًا بحريًا بارزًا وفق المعايير الدولية، ويضمن إضافة اختصاصات فنية جديدة متعلقة بعمليات الحفر البحري وخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة للكوادر الوطنية.

المسح الزلزالي لمشروع الحفر البحري

تتركز حاليًا مراحل مشروع الحفر البحري في الكويت على تنفيذ المسح الزلزالي ثنائي الأبعاد ودراسة المناطق المحيطة بالمنطقة البحرية الكويتية، وعمل دراسات جيوفيزيائية وجيولوجية لمعرفة تفاصيل طبقات الأرض وتركيباتها والنواحي الاقتصادية.

كما تتضمن المراحل -حسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه- تحديد أفضل مواقع الحفر البحري وتأمين مواقع الحفر البحري والتحضير للعمليات اللوجستية لنقل المواد والمعدّات والأفراد من منصات الحفر البحرية وإليها، والتنسيق مع كل الجهات الحكومية ذات الصلة لإصدار الشهادات والتصاريح المطلوبة، ومن ثم مباشرة علميات الحفر البحري ودراسة القراءات الأولية للبئر، واستخراج عينات من الطبقات، وعمل الاختبارات اللازمة للمكامن المحتمل احتواؤها على مواد هيدروكربونية.

وتمثّل المنطقة البحرية ما يقارب من ثلث إجمالي مساحة اليابسة في دولة الكويت، ويضم برنامج مشروع الحفر البحري في مرحلته الأولى حفرَ 6 آبار استكشافية للتنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية.

وبناءً على نتائج الحفر، ستُحَدَّد المراحل اللاحقة تباعًا، وخلال المشروع الاستكشافي البحري تُستَعمَل منصّتا حفر من نوع (Jack-Ups) مع تنفيذ مسح المخاطر البحرية، وإزالة كل العوائق، لضمان وصول منصات الحفر إلى مواقع الحفر واستقرارها بسلامة.

وبحسب وزارة النفط الكويتية، فقد بدأ حفر البئر الاستكشافية الأولى في مشروع الحفر البحري في الكويت باستعمال منصة الحفر (Oriental Phoenix)، في حين وصلت منصة الحفر الثانية (Oriental Dragon)، ومن المتوقع البدء بحفر البئر الاستكشافية الثانية قريبًا.

ويجرى الحفر باستعمال أحدث الطرق والوسائل، والتي تحمي المنطقة البحرية المحيطة من التلوث، كما أن كل العاملين على منصات الحفر البحرية يخضعون لتدريبات خاصة لهذا الغرض، وحال وقوع أيّ حادث سيُتعامَل معه ضمن خطة الاستجابة للطوارئ المعدّة سلفًا لكل السيناريوهات المحتملة.