غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

إنجاز 50% من أول مشروع غاز مسال في إيران

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • إيران تبني نصف مشروع أول غاز مسال لديها
  • تعوّل إيران على مشروع الغاز المسال في سد احتياجاتها المتنامية من تلك السلعة
  • التقدم في إنجاز أعمال البناء في المشروع يسير بنحو 10% منذ استئناف العمل قبل أقل من عام
  • يعمل 700 شخص في المشروع خلال الوقت الحالي
  • توقف المشروع في السابق نتيجة للعقوبات الغربية

يجري العمل على قدم وساق لإنجاز أول مشروع غاز مسال في إيران، الذي تعوّل عليه طهران لسد احتياجاتها المتنامية من هذا الوقود الإستراتيجي منخفض الكربون، ومن ثم التخفيف من آثار العقوبات الغربية الخانقة المفروضة عليها على خلفية طموحاتها النووية المثيرة للجدل.

وكان المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في إيران، قد توقف لسنوات نتيجة للعقوبات الغربية، قبل أن تقرر الحكومة الحالية استئناف إنجازه لتزايد أهميته في ظل تنامي اعتماد طهران على شحنات الغاز المسال القادمة من أوروبا، وما يمثل ذلك من تهديدات لأمن الطاقة في البلد الواقع غرب آسيا، في ظل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه صناعة الطاقة العالمية، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق تقترب نسبة إنجاز أعمال البناء في مشروع إيران للغاز المسال -البالغة سعته 10.8 مليون طن سنويًا- من 50%، مع خطط لإنجاز المشروع كاملًا قبل انتهاء الولاية الحالية للرئيس إبراهيم رئيسي في أواسط العقد الحالي (2025)، وفق ما أعلنته مصادر رسمية إيرانية.

وقال رئيس شركة استثمار صندوق معاشات التقاعد في صناعة النفط "أوبيك" Opic، عبدالحسين بيات: "إن التقدم المحُرز في ذلك المشروع يلامس حاليًا قرابة 50%".

و"أوبيك" هي هيئة مملوكة للدولة تختص بتوفير الموارد المالية لتطوير عمليات الاستكشاف والتنقيب في قطاعي النفط والغاز.

3 مشروعات واعدة

يُعد أول مشروع غاز مسال في إيران -الذي يتألف من خطين لإسالة الغاز- هو أحد المشروعات الـ3 التي كانت تُخطط طهران لتدشينها في أوائل العقد الأول من الألفية الحالية، قبل إرجاء هذا الموعد بعد مرور سنوات بسبب العقوبات الغربية المفروضة على الجمهورية الإسلامية على خلفية برنامجها النووي، وفق ما أورده موقع أرغوس ميديا argus media.

أما المشروعان الآخران فهما بارس الجنوبي للغاز المسال سعة 10 ملايين طن سنويًا، ومحطة الغاز المسال الفارسية سعة 16.2 مليون طن سنويًا، على ساحل الخليج العربي، وقاد المشروعان في السابق شركتا توتال إنرجي TotalEnergies الفرنسية، وشل Shell الأنغلو هولندية، على الترتيب.

وما تزال محطتا بارس، والغاز المسال الفارسية، في المراحل الأولى من التطوير عندما تخلت عنهما شركتا توتال إنرجي وشل.

ويجري العمل على قدم وساق في محطة إيران للغاز المسال الكائنة في مقاطعة عسلوية بمحافظة بوشهر جنوب إيران، لدرجة إنهاء الاستعدادات اللازمة لتركيب خطوط الإسالة بالمحطة.

مشروع إيران للغاز المسال

في مارس/آذار (2023)، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، أن حكومة بلاده لم تقرر إحياء مشروع إيران للغاز المسال فحسب، وإنما استنئاف العمل فعليًا في المحطة أيضًا.

وقال رئيس شركة استثمار صندوق معاشات التقاعد في صناعة النفط، أوبيك، عبدالحسين بيات، إن التقدم في إنجاز أعمال البناء في المشروع يسير بنحو 10% منذ استئناف العمل قبل أقل من عام.

وأوضح أن بناء خزانات الغاز الطبيعي المسال وغاز النفط المسال قد اكتمل بنسبة 98%، مضيفًا: "مستوى التقدم الملموس يؤكد أن هذا المشروع الإستراتيجي لإسالة الغاز الطبيعي قد جرى إحياؤه بعد أكثر من عقد من التوقف".

وتأتي الجهود التي تبذلها الحكومة لإنجاز ما يُعد أول مشروع غاز مسال في إيران، في وقت يزداد فيه اعتماد طهران على واردات الغاز المسال القادمة من أوروبا، بوصفها بديلًا للغاز الطبيعي الروسي المنقول عبر الأنابيب، إلى جانب تصاعد حدة المنافسة العالمية على هذا الوقود منخفض الكربون.

أول مشروع غاز مسال في إيران
حقل غاز إيراني - الصورة من presstv

مشروع لا بديل عنه

تُعلن إيران أن العمل في المشروع قد اُستؤنف رغم استمرار سريان العقوبات الأميركية على طهران، في حين تضغط حكومة طهران من أجل "تسريع" وتيرة العمل، لإنجاز المشروع قبل انتهاء مدة ولايتها، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الصدد، قال وزير النفط جواد أوجي، في تصريحات سابقة: "نجحنا في تفعيل مشروع إيران للغاز المسال الذي تخلت عنه (الحكومة السابقة) لأكثر من 8 سنوات رغم ظروف المطر والحرارة الحارقة".

وأشار أوجي إلى أن هناك 700 شخص يعملون في المشروع اليوم، وأنه جرى تجهيز جميع مرافقه، مردفًا أن وحدات تحلية الغاز في المحطة "ستدخل حيز التشغيل مطلع العام المقبل"، في إشارة إلى السنة التقويمية الإيرانية التي تبدأ 21 مارس/آذار.

إيجاد إمدادات طاقة بديلة

يأتي الدعم المتجدد من قبل الحكومة، لإكمال ما سيصبح أول مشروع غاز مسال في إيران، في وقت تتدافع فيه العديد من الدول، لا سيما في أوروبا، لإيجاد إمدادات طاقة بديلة، كي تخلف إمدادات الغاز الروسي على المدى الطويل في أعقاب الغز الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022).

لكن وفقًا لمحللين، لن يكون تحقيق هذه الطموحات مهمة سهلة أبدًا، لسببين لا ثالث لهما:

أولًا: ما تزال إيران خاضعة للعقوبات الغربية التي عرقلت التقدم في المشروع منذ عدة سنوات، ما سيقوّض الجهود المبذولة لتمويل التنمية وتأمين المعرفة اللازمة لتدشين منشأة إسالة الغاز.

ثانيًا: ستحتاج إيران إلى تجاوز التحدي المتمثل في إنتاج كمية كافية من الغاز، لتغذية ما يمكن أن يكون مشروع إسالة كبيرًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق