التقاريرتقارير الغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةغاز

"بي بي" توقّع اتّفاقًا لتوريد 600 ألف طنّ غاز مسال للصين

توقّعات بأن تتجاوز اليابان أكبر مستورد للغاز المسال عالميًا

حازم العمدة

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع واردات الصين من الغاز المسال بنحو 11 مليار متر مكعب منذ بداية 2020
  • "غازبروم" تتفاوض مع بكين لزيادة مبيعات الغاز عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا

وسط خطوات صينية جادّة لتعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي، وتوقّعات بأن تتفوّق الصين على اليابان أكبر مستورد للغاز المسال في العالم، وقّعت شركة الطاقة البريطانية العملاقة (بي بي)، اتّفاقية توريد غاز مع مجموعة (إي إن إن)، لدعم الاحتياجات المتزايدة للطاقة، في منطقة قوانغدونغ جنوب الصين.

بموجب الاتّفاقية، ستزوّد بي بي الشركة الصينية بما يعادل 300 ألف طنّ سنويًا من الغاز، بعد عملية التغويز (إعادة التحويل من الغاز المسال إلى الغاز الطبيعي)، لمدّة عامين، بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2021، في قوانغدونغ.

سيجري استقبال الغاز الطبيعي المسال، وإعادة تحويله، من خلال محطّة قوانغدونغ دابنغ، حيث تمتلك بي بي قدرة إعادة التحويل إلى الغاز.

وقال ديف سانيال -نائب الرئيس التنفيذي لشركة بي بي للغاز والطاقة منخفضة الكربون-: "إن إستراتيجيّتنا هي دمج سلاسل قيمة الطاقة، ومن خلال هذه الصفقة، أنشأنا نموذجًا مبتكرًا يدمج بين موارد الغاز في المنبع، وبين النقل والتداول في أسواق المصبّ في الصين".

وأضاف سانيال: "هذه هي المرّة الأولى التي تقوم فيها شركة طاقة دولية بالتغويز (إعادة التحويل للغاز الطبيعي)، من خلال محطة صينية، وتوفير الغاز مباشرة للعملاء. نتطلّع إلى مزيد من التعاون، والمساهمة في تلبية طلب الصين المتزايد على الطاقة".

من جانبه، قال وانغ يوسو -رئيس مجموعة (إي إن إن)-: إن "التعاون مع بي بي سيمكّن الشركة من توفير موارد وخدمات أفضل لعملائنا، وكذلك تعزيز ودعم الإصلاح الصناعي للطاقة والتنمية في الصين. بالنظر إلى المستقبل، أعلنت شركة بي بي عن طموحاتها بشأن الطاقة منخفضة الكربون".

وأوضح أن الشركة الصينية: "حريصة على بناء نظام طاقة حديث من خلال اعتماد التقنيات الرقمية..ستحتاج هذه الرؤى لبناء كوكبنا بشكل أفضل، إلى الدعم من جميع الجوانب. إنّها بداية رائعة.. نأمل في تعميق التعاون مع نتائج مبتكرة، والمساهمة معًا في تطوير الطاقة النظيفة عالميًا".

وفقًا للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية التي أصدرتها بي بي لعام 2020، نما استهلاك الغاز الطبيعي عالميًا بنسبة 2٪ في عام 2019، مع زيادة 54 مليار متر مكعّب في صادرات الغاز الطبيعي المسال.

ارتفاع الواردات

وعزّزت الصين النموّ القويّ في هذا الاتّجاه، حيث ارتفعت واردات البلاد من الغاز الطبيعي المسال، بمقدار 11.3 مليار متر مكعّب، ما يجعلها أكبر زيادة تحقّقها دولة واحدة.

في السياق ذاته، قال سايمون يانغ -مسؤول شركة بي بي في الصين-: "بينما تحرز الصين تقدّمًا في التحوّل من استخدام الفحم إلى الغاز، وتحول الطاقة عمومًا، تلتزم شركة بي بي بكونها شريكًا موثوقًا وقيِّمًا، حيث تقدّم حلولًا ذكيّة ومنخفضة الكربون، للمساهمة في مستقبل خالٍ من الانبعاثات الضارّة"

حتّى الآن، تعدّ بي بي أوّل شركة دولية للطاقة، تستثمر في محطة للغاز الطبيعي المسال في الصين. وتعدّ قوانغدونغ دابنغ -التي تمتلك بي بي حصّة 30٪ فيها- أوّل محطّة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، وإعادة تحويله، في الصين.

وتعدّ Dongguan ENN من العملاء المهمّين لمحطة قوانغدونغ دابنغ، حيث تتعاون معها منذ أكثر من 10 سنوات.

وخلال العقد الماضي، وفّرت قوانغدونغ دابنغ ما يقرب من 50٪ من استهلاك الغاز التراكمي، لعملائها في منطقة قوانغدونغ، ما يجعلها واحدة من أكثر المحطّات استخدامًا في الصين.

وقال تشنغ هونغ تاو -النائب الأوّل لرئيس قطاع الغاز في مجموعة إي إن إن-: "أدّى التعاون إلى إثراء إمدادات الغاز في منطقة قوانغدونغ، ما قدّم الدعم لتطوير أعمال الغاز في الشركة. وفي الوقت نفسه، يعدّ نموذج الأعمال المبتكر لاستيراد ومعالجة ونقل الغاز الطبيعي المسال، مثالًا جيّدًا لإصلاح السوق الصناعية للغاز الطبيعي المسال في الصين".

مفاوضات غازبروم

وفي ظلّ سعي الصين لتعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي، قال أليكسي ميلر -الرئيس التنفيذي لمجموعة غازبروم الروسيّة المنتجة للغاز- إن الشركة تُجري محادثات لزيادة تدفّقات مبيعات الغاز السنوية إلى الصين، بمقدار ستّة ملايين متر مكعّب إلى 44 مليار متر مكعّب، عبر خطّ أنابيب باور أوف سيبريا، إذ تتطلّع روسيا لتعزيز العلاقات مع آسيا، بحسب ما نقلته رويترز.

وبدأت روسيا مبيعات الغاز عبر خطّ أنابيب باور أوف سيبريا إلى الصين، في ديسمبر / كانون الأوّل الماضي. وتخطّط للوصول إلى الطاقة الكاملة لخطّ الأنابيب، البالغة 38 مليار متر مكعّب، بحلول 2025.

وقال ميلر، إنّه بفضل بناء مسارات جديدة، فإن تدفّقات الغاز من روسيا إلى الصين، قد تصل إلى 130 مليار متر مكعّب في المستقبل المنظور.

كما قال في مقابلة نُشرت على الموقع الإلكتروني لغازبروم، إن الشركة تتوقّع إتمام صفقة سندات دولية مقوّمة بالدولار قريبًا. ولم يذكر تفاصيل أخرى. وتتطلّع غازبروم لإصدار سندات لأجل سبع سنوات، بقيمة مليار دولار.

وفي إطار سعيها لتنويع مصادر الطاقة، تهدف الصين لزيادة إنتاجها من النفط الخام بنسبة 1%، والغاز الطبيعي بنسبة 4.3%، هذا العام، مقارنةً بعام 2019، إذ تسعى لحماية أمن الطاقة، حتّى بعد انهيار أسعار النفط المدفوع بتفشّي فيروس كورونا، حسبما أفادت بيانات رسمية.

ووضعت الصين -أكبر مستهلك للطاقة في العالم- هدف إنتاج 193 مليون طنّ من النفط الخام، أو 3.85 مليون برميل يوميًا، و181 مليار متر مكعّب من الغاز في عام 2020، وفقًا لخطّة الإنتاج السنوية، التي نشرتها الإدارة الوطنية للطاقة.

وتقارَن هذه الأرقام مع الإنتاج الفعلي لقرابة 191 مليون طنّ من الخام، و173.62 مليار متر مكعّب من الغاز، العام الماضي.

كما حدّدت الخطّة السنوية هدفًا يتمثّل في تحقيق 900 غيغاواط تقريبًا من قدرة توليد الكهرباء من الوقود غير الأحفوري، في عام 2020، وخفض حصّة الفحم في مزيج الطاقة الأوّلية في الصين إلى قرابة 57.5%.

وانخفضت حصّة الفحم في استهلاك الطاقة في الصين إلى 57.7%، في عام 2019، على الرغم من أن استخدام الفحم لا يزال مرتفعًا بنسبة 1% على أساس سنوي، من حيث الأطنان.

تجاوز اليابان

ومع تنامي الطلب على الغاز الطبيعي في الصين، قال رئيس أبحاث الغاز لدى لشركة ريستاد إنرجي لاستشارات وبحوث الطاقة، إن الصين ربّما تتفوّق على اليابان بصفة أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، في وقت أقرب من المتوقّع، مع تعافي الصين من جائحة فيروس كورونا، بينما يظلّ اقتصاد اليابان في حالة تراجع.

وأظهرت بيانات رسمية ، أن واردات اليابان من الغاز المسال انخفضت في مايو / أيّار لأدنى مستوى في 11 عامًا، عند 4.5 مليون طنّ، مع تسبّب الجائحة في توقّف النشاط الاقتصادي.

وتُظهر بيانات تتبّع السفن من رفينيتيف، أن ذلك المستوى يقلّ عن 5.6 مليون طنّ استوردتها الصين في مايو / أيّار.

وقال كارلوس توريز دياز -رئيس أبحاث أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد-: "في ظلّ توسعة الصين لقدراتها لإعادة التغويز هذا العام، وأيضًا تسجيلها تعافيًا بوتيرة أسرع، فهناك توقّعات بأن ترتفع واردات الصين بدءًا من العام الجاري".

وتتوقّع ريستاد حاليًا أن تتجاوز الصين اليابان بصفة أكبر مستورد للغاز في العالم في 2022، عند 80.1 مليون طنّ سنويًا، مقابل 74.3 مليون طنّ. ويتوقّع الكثير من المحلّلين أن تتفوّق الصين على اليابان بحلول 2025 تقريبًا.

واليابان أكبر مستورد للغاز المسال في العالم منذ عقود، والتغيير قد يشير إلى تحوّل كبير في إحدى أسرع أسواق الطاقة نموًّا.

وتجاوزت واردات الصين الشهرية من الغاز المسال اليابان في السابق، في نوفمبر / تشرين الثاني.

وينخفض طلب اليابان على الطاقة بسبب ارتفاع أعمار السكّان، وانخفض الطلب على الغاز الطبيعي المسال مع استئناف اليابان تشغيل مفاعلات نووية، لكن جائحة فيروس كورونا تسبّبت بانخفاض الطلب على الغاز المسال أكثر.

وتمكّنت الصين -بشكل رئيس- من احتواء التفشّي، وارتفع الطلب على الغاز مع ضغط الحكومة على المستهلكين، كي ينتقلوا من استخدام الكهرباء والتدفئة المعتمدة على حرق الفحم لخفض التلوّث.

وتُظهر بيانات الشحن البحري على رفينيتيف، أن واردات اليابان من الغاز المسال حتّى يونيو / حزيران 2020، بلغت 36.1 مليون طنّ مقابل 30.8 مليون إلى الصين.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق