أدنوك الإماراتية تعتزم تطوير أكبر مشروع لالتقاط الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، اليوم الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول (2023)، اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لتطوير أحد أكبر مشروعات التقاط الكربون وتخزينه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وسيكون لمشروع "حبشان" الرائد لالتقاط الكربون واستعماله وتخزينه -وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- القدرة على التقاط 1.5 مليون طن سنويًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وحقنها وتخزينها بصورة دائمة في تكوينات جيولوجية عميقة.
ويُعد الإعلان جزءًا من إستراتيجية "أدنوك" الموسعة لإدارة الكربون التي تهدف إلى إنشاء منصة فريدة تربط بين جميع مصادر الانبعاثات ومواقع احتجاز الكربون، للإسهام في تسريع تحقيق أهداف الإمارات في مجال خفض الانبعاثات.
مشروعات أدنوك
ضمن الإستراتيجية، تنفذ الشركة العديد من المشروعات التجريبية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا، بما في ذلك مشروع لتعدين ثاني أكسيد الكربون واحتجازه بالكامل، ومشروع آخر لحقنه في طبقات المياه المالحة الجوفية.
وسيُسهم المشروع من خلال استعمال أفضل تقنيات التقاط الكربون واستهلاكه وتخزينه في زيادة قدرة الشركة الإماراتية على التقاط الكربون 3 أضعاف، لتصل إلى 2.3 مليون طن سنويًا، أي ما يعادل إزاحة أكثر من 500 ألف سيارة عاملة بالبنزين عن الطرقات سنويًا.
وسيتضمّن المشروع، الذي ستبنيه "أدنوك للغاز" وتشغله وتصيّنه نيابةً عن شركة بترول أبوظبي الوطنية، وحدات لالتقاط الكربون في مصنع "حبشان" لمعالجة الغاز، وبنية تحتية متكاملة لخطوط الأنابيب، وشبكة آبار لحقن غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبوصفه جزءًا من جهود "أدنوك" المستمرة للحد من الانبعاثات، سيجري تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون بصورة دائمة في مكامن عميقة في باطن الأرض من خلال تقنية التقاط حقن ثاني أكسيد الكربون وإعادته في موقع البئر المحدد.
يُشار إلى أن مجمع حبشان للغاز يوفّر 80% من إجمالي احتياجات الغاز اليومية للإمارات، ويدعم خطط البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي مع قدرة تشغيلية كافية لتوليد كهرباء تكفي لإنارة 160 ألف منزل في المتوسط يوميًا.
ويشكّل المجمع جوهر عمليات معالجة الغاز في أدنوك، إذ يُغَذّى من عمليات الإنتاج البرية والبحرية لإنتاج مجموعة متنوعة من غاز المبيعات وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات والكبريت.
استثمارات أدنوك
يتماشى قرار الاستثمار النهائي بتطوير المشروع، مع هدف "أدنوك" الذي أعلنته مؤخرًا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045، كما يُعد جزءًا من مبلغ الـ55 مليار درهم (15 مليار دولار) الذي خصصته الشركة بصفة أولية لتعزيز الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون.
وقال الرئيس التنفيذي لقطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في شركة أدنوك، مصبح الكعبي: "بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يُعد التقاط الكربون وتخزينه مُمكّنًا رئيسًا لتحقيق الحياد الكربوني العالمي بحلول منتصف القرن الحالي".
وأضاف: "يشكل هذا المشروع الرائد، إحدى المبادرات الإستراتيجية التي تنفذها أدنوك لتسريع جهود الحدّ من الانبعاثات، وتحقيق هدفها للحياد الكربوني بحلول عام 2045"، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات.
وأشار إلى أنه "ضمن التزام الشركة بمواصلة النقلة النوعية التي تشهدها لتحقيق مستقبل منخفض الانبعاثات، نواصل الاستثمار في تنفيذ المزيد من المشروعات للحد من انبعاثات عملياتها بصورة كبيرة، بما في ذلك مشروعات حلول إدارة الكربون وتقنياتها، بما يشمل التقاط الكربون وتخزينه.
يأتي ذلك في إطار سعي الشركة لرفع سقف الطموحات وترسيخ التعاون مع شركائها في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، لتعزيز إنجازاتها المتعددة وريادتها العالمية في مجال إدارة الكربون.
خفض الانبعاثات
تشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية أدنوك طويلة المدى، الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، والاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة والوقود منخفض الانبعاثات، وإنشاء سلسلة قيمة عالمية لإنتاج الهيدروجين، ونشر تقنيات وحلول مناخية مبتكرة، وتطوير حلول قائمة على الطبيعة مثل زراعة أشجار القرم في الإمارات.
وكانت أدنوك قد افتتحت في عام 2016 "الريادة"، أول منشأة تابعة لها في أبوظبي لالتقاط الكربون ونقله وتخزينه، التي تستطيع التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من "مصنع حديد الإمارات أركان" سنويًا.
واستنادًا إلى الخبرات التي اُكتسبت في منشأة "الريادة"، سيُسهم مشروع "حبشان" لالتقاط الكربون من خلال الاستفادة منه في تعزيز عمليات استخلاص النفط في توفير الخام الأقل من حيث مستويات كثافة انبعاثات الكربون، وإنتاج مواد أولية منخفضة الانبعاثات مثل الهيدروجين، بما يساعد العملاء على الحد من انبعاثات عملياتهم.
كما تعمل "أدنوك" مع شركة "أوكسيدنتال" على تقييم فرص الاستثمار المحتملة في مراكز التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الإمارات والولايات المتحدة في مجالات "التقاط الكربون وتخزينه"، و"الالتقاط المباشر للهواء".
وضمن جهودها المستمرة وطويلة الأمد لخفض الانبعاثات، تحصل "أدنوك" حاليًا على 100% من احتياجات شبكتها للكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية النظيفة والنووية التابعة لـ"شركة مياه وكهرباء الإمارات"، لتصبح بذلك أول شركة في قطاع الطاقة على مستوى العالم تُؤمّن احتياجات عملياتها من الكهرباء الخالية من الانبعاث من خلال اتفاقية للطاقة النظيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل "أدنوك" العمل على تنفيذ صفقة تمويل مشروع بتكلفة قدرها 14 مليار درهم (3.8 مليار دولار)، لإنشاء أول شبكة لنقل الكهرباء تحت سطح البحر، إذ من الممكن أن يسهم المشروع عند اكتماله في خفض الأثر البيئي لعمليات "أدنوك" البحرية بنسبة تصل إلى 50%.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية تعتزمان التوسع في إنتاج الكيماويات (تقرير)
- أدنوك تكشف تطورات استحواذها على نيوميد الإسرائيلية.. وأهمية كبيرة لمصر
اقرأ أيضًا..
- ارفعوا أيديكم عن صناعة النفط والغاز العالمية وعالجوا فقر الطاقة (مقال)
- تاريخ واردات لبنان من الديزل.. شحنة ملوثة من الجزائر وعقود مع العراق وتركيا
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي.. كيف انقلب التصدير إلى استيراد؟ (القصة الكاملة)