أخبار الغازرئيسيةغاز

إمدادات الغاز المسال في أستراليا تواجه خطر الانقطاع لمدة أسبوعين

أسماء السعداوي

في تصعيد خطير، أعلن العاملون بشركة شيفرون الأميركية (Chevron) بدء إضراب كامل عن العمل لمدة أسبوعين بمحطتين لإنتاج الغاز المسال في أستراليا.

يأتي الإضراب احتجاجًا على تردّي ظروف العمل، وللمطالبة برفع الأجور بمحطتي غورغون وويتستون في ولاية أستراليا الغربية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعدّ محطة غورغون ثاني أكبر محطات الغاز المسال في أستراليا، وتصل قدرتها التصديرية إلى 15.6 مليون طن سنويًا، في حين تبلغ قدرة محطة ويتستون 8.9 أطنان، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتشكّل المحطتان معًا أكثر من 5% من إمدادات الغاز المسال العالمية.

كما يُثير الخلاف بين العاملين وشركة شيفرون مخاوف لكون أستراليا أحد كبار مصدري الغاز المسال العالميين، ومن شأن حدوث إضراب أن يُربك أسواق الغاز ويرفع الأسعار.

إضراب عمال شيفرون

أعلن اتحاد العمال البحري نبأ اعتزام عمال محطتي غورغون وويتستون الدخول في إضراب كامل عن العمل بدءًا من يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري.

يأتي ذلك رغم مساعي الوساطة التي تُجريها لجنة العمل العادل بدءًا من يوم أمس الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، ومن المقرر أن تستمر يوميًا خلال هذا الأسبوع.

وقال الاتحاد في منشور له بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن المفاوضات تستعصي على الحل.

ودعا اتحاد العمال البحري العاملين في محطتي غورغون وويتستون لإضراب تدريجي عن العمل بدءًا من يوم الخميس المقبل 7 سبتمبر/أيلول 2023 إذا لم يتوصل الخصمان إلى حلّ.

وتتراوح شدة الإضراب بين التوقف عن العمل لمدة قصيرة، والتوقف عن أداء مهام محددة، وصولًا إلى الإضرابات الكاملة.

وبحسب الاتحاد، سيتوقف العمال عن العمل لمدة تصل إلى 11 ساعة، كما سيمتنعون عن أداء مهام بعينها حتى 14 سبتمبر/أيلول موعد الدخول في إضراب كامل.

وفي آخر تحديث له، قال اتحاد العمال البحري، إن الإضراب الكامل قد يمتد حتى نهاية الشهر الجاري، وحينها ستضطر شركة شيفرون للموافقة على شروط العمال، مضيفًا: "لكن ليس قبل أن تخسر بضعة مليارات من الدولارات".

وتعليقًا على ذلك، يقول محلل شؤون الطاقة شاول كافونيك في مصرف "كريدي سويس غروب"، إن تنفيذ الحد الأدنى من الإضراب بدءًا من يوم الخميس "يبدو حتميًا على الأغلب".

وأضاف أن الإضراب سيُسبّب قصورًا في الإمدادات، ويهدد بالتأثير في المعروض من الغاز مع مرور الوقت، داعيًا إلى حل الأزمة عبر الوساطة قبل أن يؤدي التصعيد إلى انقطاع الإمدادات.

يوضح الرسم البياني أدناه- الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود أستراليا في قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال:

الغاز المسال في أستراليا

إمدادات الغاز المسال العالمية

يحمل التوقف الطويل لصادرات الغاز المسال في أستراليا من محطتي شيفرون، خطر إرباك الإمدادات العالمية، وزيادة المنافسة على الوقود الذي يتهافت عليه الجميع، وخاصة أوروبا، بعد توقّف الغاز الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا.

وفي تعليق على التطورات، قالت شركة الأبحاث "آي إن جي" (ING)، إن الخطوة قد تكون علامة على أن جهود الوساطة "لا تسير بصورة جيدة".

وأضافت الشركة -في مذكرة بحثية- أنه من المحتمل أن يدفع نبأ الإضراب نحو ارتفاع أسعار الغاز اليوم 5 سبتمبر/أيلول 2023.

يأتي ذلك في وقت عصيب بالنسبة لأوروبا؛ إذ تراجعت إمدادات الغاز النرويجي مع بدء أعمال الصيانة بأكبر حقل غاز في النرويج "ترول".

وتؤدي النرويج دورًا مهمًا في إمداد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز؛ إذ تُلبي نحو 25% من الطلب على الغاز هناك، وجاءت في المرتبة الـ2 بعد روسيا خلال عام 2021، بدعم من احتياطيات "ترول" أكبر حقل غاز في النرويج وحقول منطقة أوسبيرغ.

ونظرًا للعقوبات الغربية على موسكو، ومحاولة الاتحاد الأوروبي التخلص التدريجي من واردات الطاقة الروسية، وافقت النرويج على زيادة إمدادات الغاز إلى الكتلة، كما نمت بشكل كبير في عام 2022 المنصرم.

وتباينت أسعار الغاز الهولندية والبريطانية يوم أمس الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، وكان لارتفاع مستويات تخزين الغاز في أوروبا دور إيجابي؛ إذ نجحت في كبح جماح الأسعار على المدى القصير.

في المقابل، يقول محللون، إن اضطرابات صادرات الغاز المسال الأسترالية ربما تؤدي إلى تعقيد سلسلة التوريد.

ضد شيفرون وليس الشعب

في سياق متصل، عرض بعض العاملين في محطة ويتستون لإنتاج الغاز المسال في أستراليا، التابعة لشركة شيفرون، البدء في إصلاح محطة تزوّد سكان ولاية أستراليا الغربية بالغاز، في وقت سريان الإضراب، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم محطة ويتستون وحدتي إسالة ومحطة تنقل الغاز الطبيعي للسكان عبر خط أنابيب، لكن المحطة بحاجة لإصلاحات للعودة لطاقتها الكاملة، ولذلك عرض أعضاء باتحاد العمال البحري العمل خلال الإضراب لتجنّب تضرر السكان وانقطاع إمدادات الغاز.

وقال المتحدث باسم الاتحاد براد غاندي في بيان، إن أعضاءه لا يسعون من وراء الإضراب للتأثير سلبًا بمستهلكي الغاز في أستراليا الغربية؛ وذلك في بادرة منهم على حسن النوايا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق