واردات مصر من الغاز الإسرائيلي.. كيف انقلب التصدير إلى استيراد؟ (القصة الكاملة) - تحديث
تداعيات الحرب في غزة توقف تدفق الغاز الإسرائيلي إلى القاهرة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بدأت بعد مسار طويل من نزاعات قانونية
- ملف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل ينتهي بتسوية تحكيم دولي 2019
- بدء تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر لأول مرة في يناير 2020
- حركة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تكسر 3 أرقام قياسية في 2023
- مصر تطمح إلى أن تكون مركزًا إقليميًا لتصدير الغاز شرق البحر المتوسط
- الحرب في غزة تُوقف واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
تطورت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بصورة متسارعة منذ عام 2020 حتى النصف الأول من عام (2023)، مع خطط جديدة لزيادة الاستيراد، وسط رغبة القاهرة في تعزيز صادرات الغاز المسال، للاستفادة من الطلب الأوروبي المتزايد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إلّا أن اندلاع الحرب في غزة، بدءًا من 7 أكتوبر/تشرين الأول، حالَ دون ذلك، بل توقفت الواردات تمامًا.
وأوقفت إسرائيل -من جانب واحد- صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعدما كانت قد تضررت بشدة بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، خاصة مع إغلاق حقل تمار.
ويأتي ذلك تزامنًا مع مناهضة مصر والأردن لاستمرار الحرب على غزة، ورفضهما الانخراط في مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى دول الجوار.
وأدى هذا الانقطاع المفاجئ في واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد وزيادة مدد الانقطاع من ساعة إلى ساعتين أو أكثر، بحسب المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري المستشار سامح الخشن.
وقبل شهر ونصف من الحرب، كانت إسرائيل قد أعلنت استعدادها لزيادة صادرات الغاز إلى مصر من حقل تمار البحري بمقدار 38.7 مليار متر مكعب إضافية لمدة 11 عامًا، وفقًا لتصريح وزير الطاقة يسرائيل كاتس، نشرته وكالة رويترز في 23 أغسطس/آب 2023.
ولم يتضمن تصريح الوزير الإسرائيلي-الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أيّ تفاصيل قانونية أو مالية حول صفقة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي الجديدة، كما لم يعلّق الجانب المصري عليها، لكن تطورات الحرب الأخيرة في غزة ربما تؤثّر في مستقبل هذه الصفقة سلبًا.
وتتسم البيانات الخاصة بواردات مصر من غاز إسرائيل بالندرة الرسمية، مع ضعف الإفصاحات الدورية المعلنة صراحة من الطرفين، واختلاط بيانات الصادرات والواردات من وإلى مصر.
ومن هذا المنطلق، تستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها تجارة الغاز بين مصر وإسرائيل منذ مرحلة التصدير الجدلية الممتدة (تحضيرًا وتنفيذًا وإيقافًا) منذ عام (2001) وحتى (2012)، وإلى مرحلة الاستيراد الممتدة منذ التحضير لها في عام (2014) مرورًا ببدء التنفيذ عام (2020) وحتى تصاعد الواردات ثم توقفها في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قصة التصدير.. متى بدأت وكيف توقفت؟
بدأت أولى محطات تجارة الغاز بين مصر وإسرائيل في يناير/كانون الثاني 2001، في صورة تعاقد بين شركة الكهرباء الإسرائيلية المملوكة للحكومة "إلكتريك كورب"، وشركة غاز شرق البحر المتوسط "إي إم جي".
ونص الاتفاق على أن تُورّد شركة البحر المتوسط للغاز "إي إم جي" 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى شركة الكهرباء الإسرائيلية لمدة 15 عامًا، لكن التوريد لم يتم حتى عام 2005 لخلافات حول التسعير، وفقًا لوثائق قانونية، اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت الهيئة المصرية العامة للبترول قد حصلت على موافقة مجلس الوزراء المصري في (18 سبتمبر/أيلول 2000)، لبيع 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا إلى شركة غاز شرق البحر المتوسط لمدة 15 عامًا، بهدف تصديره إلى دول شرق البحر المتوسط بسعر ثابت يتراوح بين 0.75 و1.25 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتضمّن قرار مجلس الوزراء -آنذاك- منح الإذن لشركة "إي إم جي" بتنفيذ خط نقل الغاز إلى إسرائيل، المعروف بخط أنابيب عسقلان-العريش، وهو الخط نفسه، الذي تمر منه واردات مصر من الغاز الإسرائيلي -حاليًا-، إلى جانب خط أنابيب الغاز العربي البري الذي اُعتمد عليه -أيضًا- بدءًا من مارس/آذار 2023.
ويمتد خط عسقلان-العريش على طول 89 كيلومترًا، ويبدأ من مدينة العريش المصرية وينتهي إلى مدينة عسقلان، ويبلغ قطره قرابة 36 بوصة بسعة نقل تصل إلى 7 مليارات متر مكعب سنويًا.
اتفاقية تصدير 2005.. لماذا تعرضت للنقد؟
في 30 يونيو/حزيران 2005، وقّعت الشركة المصرية القابضة للغاز اتفاقًا جديدًا مع شركة غاز شرق البحر المتوسط "إي إم جي"، لتصدير 1.7 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إسرائيل ولمدة 20 عامًا.
وقُوبلت هذه الاتفاقية بموجة احتجاجات شعبية واسعة تطورت إلى نزاع قضائي في المحاكم المصرية، إلا أن الاتفاقية نُفّذت وبدأ ضخ الغاز المصري إلى إسرائيل عبر خط عسقلان-العريش في 2008.
وجاء ذلك بالتزامن مع دخول الحكومة المصرية في تفاوض مع الجانب الإسرائيلي حول تعديل الاتفاقية وتحسين السعر الذي تعرّض لانتقادات حادة، بسبب انخفاضه عن الأسعار العالمية المقارنة في حينها.
ووقع الطرفان تعديل الاتفاقية في 31 مايو/أيار 2009، ليصبح سعر الغاز 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مع تطبيقه بأثر رجعي منذ بدء ضخ الغاز إلى الجانب الإسرائيلي، وفقًا لنص الاتفاق المعدل الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ومع أحداث ثورة يناير/كانون الثاني 2011، تعرّض خط عسقلان-العريش، لسلسلة من الهجمات المسلحة أدت إلى تفجيره أكثر من 14 مرة على مدار عام ونصف العام، ما أثر في إمداداته بصورة كبيرة.
وأسهم زخم الثورة في صعود ملفات تصدير الغاز المصري إلى المشهد مجددًا، ما دفع رئيس الوزراء المصري -آنذاك- عصام شرف في 13 أبريل/نيسان 2011 إلى طلب مراجعة كل عقود تصدير الغاز المصري مع الخارج، بما في ذلك إسرائيل والأردن.
كم خسرت مصر من إلغاء الاتفاقية عام 2012؟
أعلنت الشركة المصرية القابضة للغاز بعدها بعام (19 أبريل/نيسان 2012)، إلغاء اتفاق تصدير الغاز مع إسرائيل، ما أدى إلى نشوب نزاع تحكيم دولي رفعته تل أبيب ضد القاهرة للحصول على تعويضات نتيجة أضرار ادعتها من فسخ التعاقد المصري من جانب واحد.
وفي يونيو/حزيران 2012، أصدرت محكمة مصرية حكمًا جديدًا بحبس وزير البترول المصري السابق سامح فهمي، ورجل الأعمال المصري الراحل حسين سالم، بالسجن 15 عامًا في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل.
وعللت المحكمة حكمها بتورط الشخصين في تصدير الغاز المصري بأسعار بخسة كبدت الدولة خسائر بقيمة 715 مليون دولار، إلا أن أحكامًا أخرى صدرت بتبرئتهما وآخرين بعدها بـ4 سنوات، وفقًا لنص حكم محكمة النقض المصرية (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
في 8 ديسمبر/كانون الأول 2015، حصلت شركة الكهرباء الحكومية الإسرائيلية على حكم تحكيم دولي يلزم الهيئة العامة المصرية للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس) بدفع تعويض قيمته 1.76 مليار دولار بسبب قرارها وقف إمدادات الغاز الطبيعي، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس الأميركية.
وفي 17 يونيو/ حزيران 2019، توصل الجانب المصري إلى تسوية مع شركة الكهرباء الإسرائيلية، تدفع مصر بموجبها نصف مليار دولار فقط على أقساط لمدة 8 أعوام ونصف العام.
قصة استيراد مصر للغاز الإسرائيلي.. كيف بدأت وأين وصلت؟
بهذه التسوية سالفة الذكر أُغلقت قصة تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل نهائيًا بعد عقدين من الجدل والنزاعات المحلية والدولية، لتبدأ قصة أخرى عكسية تمامًا، بشأن واردات مصر من الغاز الإسرائيلي هذه المرة.
وبدأت إرهاصات هذه القصة عام 2014، في إطار خطط إستراتيجية طموحة تستهدف انتقال مصر من مجرد أحد مصدري الغاز إلى أوروبا، إلى مركز إقليمي لاستقبال غاز دول شرق البحر المتوسط وإسالته وإعادة تصديره إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وفي إطار هذا التوجه الإستراتيجي الجديد، انفتح باب واردات مصر من الغاز الإسرائيلي لأول مرة، مع توقيع أول اتفاق بين شركتين -إسرائيلية ومصرية- في هذا المجال عام 2018.
وفي فبراير/شباط 2018، أبرمت شركة ديليك الإسرائيلية المالكة لحقوق التنقيب في حقلي تمار وليفياثان، اتفاقًا لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى شركة دولفينوس المصرية الخاصة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ونص الاتفاق، الذي بلغت قيمته 15 مليار دولار، على توريد الشركة الإسرائيلية 64 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من حقلي تمار وليفياثان إلى دولفينوس القابضة لمدة 10 سنوات.
إلا أن ضخ الغاز الإسرائيلي لم يبدأ رسميًا إلا في 16 يناير/كانون الثاني 2020، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز في حينها واطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتطور التفاوض بين الشركتين بعد ذلك، ما أدى إلى زيادة العقد إلى 19.5 مليار دولار مع رفع المدة إلى 15 عامًا، وزيادة الكميات المتفق على توريدها إلى 85 مليار متر مكعب سنويًا، وفقًا لوكالة رويترز.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، أعلنت مصر اكتفاءها الذاتي من الغاز الطبيعي وعدم حاجتها إلى الاستيراد لأغراض محلية، بعد تشغيل حقل ظهر العملاق رسميًا قبلها بـ8 أشهر.
هل غيّر حقل ظهر معادلة الاستيراد؟
اكتُشف حقل ظهر العملاق عام 2015 على يد شركة إيني الإيطالية، وبدأ إنتاجه التجريبي في 15 ديسمبر/كانون الأول عام 2017، ثم بدأ تشغيله تجاريًا في 31 يناير/كانون الثاني 2018، وفقًا لرحلة الحقل التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة في الإنفوغرافيك أدناه:
وصُنف حقل ظهر ضمن أكبر 10 حقول منتجة للغاز الطبيعي في العالم عام 2022، بعد 4 حقول روسية متصدرة، و5 حقول في النرويج وإيران وتركمانستان وأستراليا والصين، وفقًا لبيانات شركة غلوبال داتا المنشورة على موقع أوفشور تكنولوجي المتخصص (offshore technology).
وبلغ إنتاج الحقل في عام 2022، قرابة 2.6 مليار قدم مكعبة يوميًا (73.9 مليون متر مكعب يوميًا)، مع توقع وصوله إلى ذروته الإنتاجية بحلول 2030، عند مستوى 3.1 مليار قدم مكعبة يوميًا (88.8 مليون متر مكعب يوميًا).
واستنفد الحقل 23.42% من احتياطياته القابلة للاستخراج الاقتصادي حتى الآن، لكنه سيظل مُجديًا اقتصاديًا حتى 2050، مع احتمال استخراج 13.6 تريليون قدم مكعبة (386.6 مليار متر مكعب) من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج الاقتصادي، وفقًا لتقديرات غلوبال داتا التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم ذلك، فإن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يعاني من الانخفاض منذ عام 2022، إذ سجل 64.5 مليار متر مكعب، متراجعًا من 67.8 مليار متر مكعب في عام 2021، وفق بيانات معهد الطاقة البريطاني.
كما تراجع المتوسط الشهري لإنتاج الغاز في مصر بنسبة 10%، ما يعادل 560 مليون متر مكعب خلال أول 8 أشهر من 2023، مقارنة بالمدة نفسها من 2022، بحسب بيانات مبادرة المنظمات المشتركة (جودي).
وبلغ متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 5.06 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية أغسطس/آب الماضي، مقابل 5.62 مليار متر مكعب في المدة المقابلة من 2022.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج مصر من الغاز شهريًا خلال 3 أعوام من يناير/كانون الثاني 2021 حتى أغسطس/آب 2023:
وبلغ حجم احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في مصر 63 تريليون قدم مكعبة (1.78 تريليون متر مكعب) بنهاية 2022، وفقًا لتقديرات أويل آند غاز جورنال.
ورغم إعلان الحكومة المصرية الاكتفاء الذاتي من الغاز في الربع الأخير من عام 2018، فإنها لم تتخل عن خطط الاستيراد، بل أعلنت تمسكها به في إطار خطتها الإستراتيجية للتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز المسال.
تعزيز واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
في مطلع 2020، بدأت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي فعليًا، مع خطط لتعزيزها على المدى الطويل، كان آخرها التصريحات الإسرائيلية (23 أغسطس/آب 2023) المبشرة بصفقة جديدة لزيادة تصدير الغاز للقاهرة بجانب الاتفاق السابق.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن بلاده ستزيد صادراتها إلى مصر من حقل تمار البحري بمقدار 38.7 مليار متر مكعب إضافية لمدة 11 عامًا، لكن القاهرة لم ترد حتى الآن على طلب أرسلته منصة الطاقة، للتعليق.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت في مايو/أيار 2023 على خطة توسعة شبكة خطوط الأنابيب الإسرائيلية لزيادة صادراتها إلى مصر في إطار مذكرة التفاهم الثلاثية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي لتصدير الغاز المسال إليه من مصر وإسرائيل (15 يونيو/حزيران 2022).
وتعتمد خطة الحكومة المصرية على توجيه واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى مجمعين للإسالة وصناعة البتروكيماويات، أحدهما في مدينة دمياط الساحلية والآخر في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة.
وتُعد مصر الدولة الوحيدة التي تمتلك محطات إسالة في منطقة شرق البحر المتوسط، إذ تمتلك محطات إسالة الغاز في دمياط وإدكو بقدرات إسالة تصل إلى 12 مليون طن سنويًا (16.32 مليار متر مكعب).
وتكتمل الخطة بتصدير الغاز المسال إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز الذي يمر من قبرص، كما تخطط لتصديره إلى أفريقيا والشرق الأوسط لاحقًا، ما يوفر لمصر عائدات كبيرة من تجارة الغاز الإقليمية والدولية المراهن عليها لتوفير النقد الأجنبي، بالتزامن مع ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد ولا يُتوقع زوالها في سنوات قليلة.
وبلغت صادرات مصر من الغاز المسال 8.9 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 9 مليارات متر مكعب عام 2021، وارتفاعًا من 1.8 مليار متر مكعب فقط عام 2020، مع استحواذ أوروبا على غالبية الصادرات، وفق بيانات معهد الطاقة البريطاني.
بينما تشير بيانات مبادرة المنظمات المشتركة "جودي" إلى أن مصر صدرت 3.8 مليار متر مكعب من الغاز المسال خلال أول 4 أشهر من 2023، وفق آخر البيانات المتاحة، خاصة أن القاهرة قررت وقف التصدير بسبب زيادة الطلب المحلي مع ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما تسبَّب في أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إلّا أن الصادرات يبدو أنها عادت من جديد خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر 3 شحنات خرجت من محطات الإسالة المصرية، وفق ما ذكرته مصادر مُطّلعة إلى منصة الطاقة.
يوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حركة صادرات مصر من الغاز المسال خلال السنوات الـ3 الأخيرة حتى أبريل/نيسان 2023:
ويستعد الشركاء في حقل أفروديت للغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص لبناء خط أنابيب تحت سطح البحر يربط الحقل بمحطات الإسالة في مصر، وفقًا لتطور رصدته وحدة أبحاث الطاقة مطلع يونيو/حزيران 2023.
وعلى الجانب الآخر، تفكر إسرائيل في إنشاء خط أنابيب خاص يربط حقول الغاز الإسرائيلي بأوروبا مرورًا بقبرص واليونان، ما قد يهدد خطط مصر الإستراتيجية في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير غاز منطقة شرق المتوسط، لكن تطورات هذا الخط ما زالت متأرجحة ولم تُحسم بعد.
لغز بيانات واردات مصر من الغاز
تُظهر بيانات نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قيمة واردات مصر من الغاز وصادراتها بصورة دورية منتظمة سواء من الغاز المسال أو خطوط الأنابيب.
إلا أن هذه البيانات لا تتطرق إلى مصدر الغاز المستورد، رغم أن مصر لا تستورد سوى الغاز الإسرائيلي الذي تجري إسالته في محطات دمياط وإدكو، ثم يصدر إلى أوروبا، بحسب معلومات وحدة أبحاث الطاقة.
استنادًا إلى ذلك، تعتمد منصة الطاقة المتخصصة بصورة عامة على رصد واردات مصر من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب، بوصفها غازًا إسرائيليًا حصريًا، مع احتمال تعقد عمليات الرصد في المستقبل حال استيراد مصر الغاز من دول أخرى، وبقاء البيانات المعلنة مجملة دون تفصيل أو ذكر للمصدرين.
وبحسب البيانات، ارتفعت فاتورة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يوليو/تموز 2023، بنسبة 42.9%، لتسجل 1.494 مليار دولار، مقارنة بـ1.063 مليار دولار في المدة المماثلة من 2022.
وتشير البيانات المتاحة عن إنتاج الحقول في إسرائيل إلى أنه يقترب من 28 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، يُصدر ثلثها تقريبًا إلى مصر والأردن، في حين يستهلك الباقي محليًا.
وبلغ حجم صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن خلال العام الماضي 2022 قرابة 9.21 مليار متر مكعب من إجمالي 21.29 مليار متر مكعب منتج خلال العام الجاري، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز (23 أغسطس/آب 2023)، واطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
كم بلغت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 3 سنوات؟
رغم بدء تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر رسميًا في 16 يناير/كانون الثاني عام 2020، فإن بيانات مبادرة المنظمات المشتركة "جودي" لم تبدأ ملاحظة الواردات المصرية إلا بداية من يوليو/تموز 2020، مع رصدها أول كمية في هذا الشهر (174 مليون متر مكعب).
وأظهرت بيانات "جودي" التي حللتها وحدة أبحاث الطاقة، زيادة في واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في الشهر الثاني للرصد (أغسطس/آب 2020) عند 302 مليون متر مكعب.
وظل متوسط واردات مصر من الغاز الإسرائيلي يتراوح بين 300 و350 مليون متر مكعب خلال الشهور التالية باستثناءات طفيفة تهبط فيها الواردات الشهرية إلى ما دون الـ300 مليون متر مكعب، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من أكتوبر/تشرين الأول 2020 وحتى سبتمبر/أيلول 2021.
يوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حركة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي منذ بدء بيانات الاستيراد يوليو/تموز 2020 وحتى أغسطس/آب 2023 :
بينما تحرك متوسط الواردات إلى 417 مليون متر مكعب في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وظل عند هذه المستويات حتى سجل مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 614 مليون متر مكعب مارس/آذار 2022.
وتزامنت زيادة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي منذ عام 2022، مع إعلان شركة نيوميد إنرجي تشغيل مسار آخر للتدفقات عبر خط أنابيب الغاز العربي البري في 4 مارس/آذار 2022، لتجنب اختناقات خط عسقلان-العريش الرئيس.
وبُني خط أنابيب الغاز العربي البري لنقل الغاز المصري إلى الأردن ولبنان وسوريا بالأساس، إلا أن التطورات المتسارعة في واردات مصر من الغاز الإسرائيلي أدت إلى زيادة الحاجة إلى خط إضافي، لتجنب اختناقات الخط الرئيس.
وعادت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي لفترة من الهبوط لأشهر عديدة، حتى عاودت الارتفاع وكسرت حاجز الـ700 مليون متر مكعب بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتصل إلى 736 مليون متر مكعب في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
واستهلت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي عام 2023 برقم قياسي جديد بلغ 740 مليون متر مكعب في يناير/كانون الثاني 2023، ثم سجلت رقمًا قياسيًا آخر في مارس/آذار الماضي عند 814 مليون متر مكعب.
وسجلت الواردات رقمًا قياسيًا ثالثًا في مايو/أيار 2023، عند 823 مليون متر مكعب، لتهبط بعدها قليلًا إلى 782 مليون متر مكعب في يونيو/حزيران 2023، قبل أن تتراجع إلى 712 مليون متر مكعب في يوليو/تموز، ثم إلى 655 مليون متر مكعب في أغسطس/آب، وهو آخر شهر رصدته بيانات مبادرة المنظمات المشتركة "جودي".
ومن المتوقع ظهور انخفاضات حادة في بيانات الأشهر المتبقية من عام 2023 -لم تصدر بعد- مع قيام إسرائيل بقطع إمدادات الغاز عن مصر والأردن، على خلفية حرب غزة الممتدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تنبيه.. حُدِّثَ هذا التقرير في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
موضوعات متعلقة..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 70% خلال فبراير
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقفز بأكثر من 100%
- صادرات الغاز المسال المصرية في وضع صعب.. والأرقام تصل إلى "الصفر"
- قفزة في واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال 3 أشهر
اقرأ أيضًا..
- تقنية لإنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم
- دعم الوقود الأحفوري عالميًا يقفز إلى 7 تريليونات دولار (تقرير)
- قيمة صادرات النفط السعودي تفقد 42 مليار دولار في 6 أشهر (إنفوغرافيك)
ولصالح من التستر على ما تم من اصلاحات لعيوب خطيرة فى خط عملاق سوف يكون له اثار أكثر خطورة فى المستقبل؟ خاصة انه تابع المحطات الكهرباء لشركة سيمنس التي اقترضنا مليارات الدولارات انشائها
كيف لرئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء ولرئيس القابضة لكهرباء مصر وكيف لوزير الكهرباء ان يباركوا هذه المهزلة ؟ ولصالح من؟ وهل هناك تورط لبعض القيادات العليا فى الكهرباء مع الشركة الصينية؟كما حدث في فضايح رشاوي ألستوم بكهرباء مصر والتي كشفتها وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2014 واعترفت ألستوم بأنها مذنبة ونادمة بشدة وغرمت ملايين الدولارات لحفظ التحقيقات، واعترف عاصم الجوهري المدير التنفيذي لشركة بجسكو استشاري وزارة الكهرباء المصرية بأنه بالفعل تلقي رشاوي ووزعها علي مسؤلين رفيعي المستوي بكهرباء مصر كما جاء التحقيقات الأمريكية وعليه تم سجنه 42 شهر ورد رشاوي قيمة 5 مليون دولار مع العلم لن لم يقدم مسؤل من المستشارين المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر الي المحاكمة الي وقتنا الحالي بعد مرور 10 سنوات علي هذه الفضيحه.
وفي كل مرة نشير ونكشف فساد بكهرباء مصر نرفع نداء الي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه عليه أحداث ثورة عاجلة علي قوي الفساد بكهرباء مصر مع إظهار الإجراءات للعلن وعلى الملأ لصور المحاسبة الفعلية ازاء كل من اخطأ وتجاوز وعبث بالمال العام وبالموارد العامة واعلى منطق الزمرة والشلة والمحسوبية ومارس سياسة تعارض المصالح. وان يعفى من المسؤولية كل من هو غير اهل لتحملها، ليس مجرد كلام، ما نريده اخيرا وبالحاح هو احياء روح جديدة للمسؤولية، والمرجوا ان يفهم القصد والمعنى من هذه الدعوة المقرونة برسالة مفادها: ان عملا كبيرا وشاقا نفترض أنه ينتظر سيادة الرئيس المصري القائد عبدالفتاح السيسي
نختم بالقول إن الفساد مدمر للتنمية يا سيادة الرئيس فهناك ايادي داخل قطاعات الكهرباء المختلفة تدعمها قوي داخلية وخارجية تعبث وتفسد وتخرب دون المساس بها والواجب عليك يا سيادة الرئيس ان تحاسبهم في كل ملف فساد وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين مخلصين
التسعير البخس كان في عهد حسني مبارك، وتم إلغاء الإتفاقية بعد ثورة 2011 التي نتج عنها الرئيس المرحوم محمد مرسي ( الرئيس المنتخب) . ثم عادت الإتفاقية بعد الإنقلاب وتم تبرئة المتهمين في هذه القضية. اللهم أضرب الضالمين بالضالمين وأخرجتا منهم سالمين. الحق ظاهر وواضح كوضوح الشمس
الخصخصة سياسات تدمير الوطن الذي مرر حياة العباد (الأجهزة الرقابية درع الاهمال وسيف الفاسدين)
كل الذين يحبون أوطانهم مفروض ألا يأكلوا ألسنتهم إن كانوا فعلا محبين، منتمين، يوجعهم ألم الوطن، ويحزنهم خسرانه، ولا يغيب علينا أن الاشارة إلى الخطأ هي خير وسيلة لعلاجه، وان الاعتراف بالخطأ هو خير وسيلة لاصلاحه، وان الخطأ الفادح المستدام هو أكلشيه (كله تمام) التي نسمعها من المسئولين في قطاعات الكهرباء المختلفة في مصر،كلما أطلوا علينا طلتهم البهية في التلفزيون، لا يهمهم الوطن، الاهم ما يصل النافذين من خيرات في وظائفهم ومناصبهم، ولم يكتف المتربحون من عقود وقد انتفخت أرصدتهم، الى الآن ينهبون، يكشف عن ذلك ما نتابعه في الصحف من (بلاوي) النهب التي لم يسلم منها كبراء، ووجهاء، ووزراء، ومسؤولون، أصر كل منهم على تقاسم كعكة الوطن دون ترك حتى الفتات، حتى أفقروا الوطن، وضيعوه! فما حدث في فضيحة رشاوي ألستوم بكهرباء مصر ليس ببعيد وقد اشارنا إليها مرارا وتكرارا لان جميع من المتورطين في رشاوي ألستوم بكهرباء مصر لم يتم تقديمهم الي المحاكمة أو حتي وعزلهم من مناصبهم واستبدالهم بوطنيين بعد مرور 10 سنوات علي إدانة ألستوم دوليا..السؤال، كيف التصدي لفاسدين شفطوا خيرات الوطن الطيب بالسلطة ونفوذها بينما تعيش الأكثرية على حافة الحياة ليس معها إلا أوجاع فاقتها، وفقرها؟ كيف يتنفس الوطن المتعب وبعض الحرامية ما زالوا على كراسيهم الهزازة، يختبئون ببجاحة خلف شعارات الشرف الذي هو منهم براء؟ والى متى سيظل الناس يسمعون مسؤولا يقول في مؤتمره (لا يوجد لدينا فساد وسأضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين) ثم بعد أيام تظهر فضائح وملفات فساد عديدة هم متورطين بها، الى متى يعيش الناس الصدمة بين الأقوال والأفعال؟ من يريد وطنا متعافيا فليقل كيف السبيل لبلوغ المراد، وقطع يد الفساد التي مررت حياة العباد!
الى متى يرتكب كثيرون إثما لا يعاقب عليه القانون بطريقة (الفهلوة) وعمل ما لا نتقن، وادعاء العلم فيما لا نفهم، والاستهتار، والاستسهال، واللامبالاة حتى يعم الخراب؟ الى متى يوضع الرجل غير المناسب بالواسطة، والمحسوبية، والفلوس مكان رجل مناسب يحوذ كل مؤهلات المنصب ولا يعين فيه؟ الى متى يوكل الامر لمن يفتقد الرؤية، والخطة، والقرار مجاملة لفلان أو علان بينما هناك عقول تستطيع الابتكار، والانجاز بفهم ووعي؟ من أراد وطنا متكافئا فليعدل الموازين.
فقد اثار تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ يكشف نية شركتين أجنبيتين شراء محطة كهرباء بني سويف - إحدى أكبر محطات الكهرباء في مصر - جدلاً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن شركتي "أكتيس Actis" البريطانية و"إدرا باور هولدنقز - Edra Power Holdings" الماليزية، أبديتا اهتماماً متجدداً بشراء محطة كهرباء "سيمنز" في بني سويف، في صفقة قد تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار.
وتقدمت الشركتان عام 2019 بصفقة لشراء الملكية الكاملة وتشغيل المنشأة التي تقع في بني سويف جنوبي العاصمة القاهرة، لكنها لم تتحق حينها، وأنشأت الحكومة المصرية محطة بني سويف "سيمينز" عام 2018 بتكلفة مليارين و500 ألف يورو، ويبلغ إجمالي القدرة الكهربائية للمحطة نحو 4800 ميجاوات، غياب التعليق الرسمي لم يصدر أي تعليق من الحكومة المصرية حول الأنباء المتداولة بشأن طرح محطة كهرباء بني سويف للبيع أو أن الشركتين تقدّمتا بشكل رسمي لشراء المحطة، ونتساءل عن الجدوى من بيع محطة بني سويف، موضحاً: "إحنا من بلد، الحكومة فيها تريد بناء محطة كهرباء تعتمد على الرياح بتكلفة تصل 5 مليارات دولار، في وقت بتبيع فيه أكبر محطة كهرباء في مصر في مدينة بني سويف بثلث ثمنها"، ومحطة بني سويف تقع على بعد 110 كيلومترات جنوبي العاصمة القاهرة، بالقرب من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، استغرق إنشاؤها 3 سنوات من عام 2015 إلى 2018، وافتتحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطل مباشرة من الجانب الغربي لها على نهر النيل، وتقع على مساحة 500 ألف متر مربع، تتكون المحطة من 12 توربينة، منها 8 توربينات من النوع الغازي و4 توربينات من النوع البخاري، وتبلغ قدرة التوربينة الواحدة 400 ميجاوات.
في حين خاطبت الحكومة المصرية البنوك الألمانية المقرضة لمحطات كهرباء سيمنز للحصول على الموافقات اللازمة لطرح حصص من المحطات الثلاث البالغة قدرتها 14.4 جيجاوات أمام المستثمرين، وفق ما نقله موقع اقتصاد الشرق عن ثلاثة مسؤولين حكوميين لم يسمهم. أدرجت الحكومة محطة توليد الكهرباء التي أنشأتها شركة سيمنز في بني سويف ضمن برنامج الطروحات الحكومية في وقت سابق من العام، لكن بموجب عقود التمويل التي وقعتها الحكومة مع البنوك، لا يمكن إتمام البيع دون الحصول على موافقة الجهات المحمولة... بالتأكيد سيقولون ان البيع سيكون لصالح مصر وسيضاعف الاستثمار ونحن نذكركم بما حدث في صفقة بيع شركة النصر للغلايات(المراجل البخارية) هي إحدى الصفقات الصارخة التي تحوي كم هائل من الفساد وهي عنوان صارخ علي التفريط في شركة تنتج انتاجا حيويا فهي الشركة التي أنشئت لإنتاج أوعية الضغط من طن واحد الي 12طنا، وبسعات تصل الي 1300طن بخار في الساعة ومراجل توليد كهرباء واوعية غازات سائلة ووحدات تنقية مياه الشرب وتحلية مياه البحر، فالشركة أنشئت لتزويد المستشفيات والمصانع محطات الطاقة النووية بالمراجل والأوعية،وكانت الشركة تتبع الشركة القابضة للصناعات الهندسية، وعلي الرغم ان شركة كانت تحقق ارباحا منذ انشائها 1991م،إلا أن إدارتها ومن تعاون معها كانو مستهدفين في النهايه لبيعها، فمن غير المعقول واللامعقول واللا منطقي ان تتم عمليات توسع استثمارية لشركة مقرر بيعها الا لهدف اغراقها في الديون حتي تظهر ان تخسر، ولابد ان نتذكر ايضا حوادث انفجارات الغلايات قبل خصخصة الشركة بشهور وقيل وقتها ان الانفجارات حدثت بسبب عيوب في التصنيع؟ اليس هذا السبب مثير للتساؤل والاهتمام كيف لشركة انتجت انتاجا جمال وطابق للمواصفات ولعشرات السنين ان تنتج فجأة وقبل البيع بعدة شهور انتاجا غير مطابق للمواصفات الا اذا كان هناك اهمال متعمد في مراحل الإنتاج المختلفة في منتج بهذه الأهمية الخطورة ولا يحتمل الخطأ أو أو عبثا مهما كان طفيفا، ولم تقف المؤامرة الموجعه علي بيع ماكينات المصنع خرده، بل هناك حلقة مغلقة احكمت علي الشركة وعلي حق مصر في جودها المهم فقد اسندت عملية التقييم الي بيت خبرة أمريكي وقدر الشركة بما يتراوح بين 16الي 24مليون دولار، وهو سعر يساوي اقل من ربع سعر الأرض المقامة عليها المصنع والتي كان يساوي وقتها 100 مليون دولار، وتم وقتها بيع الأصول الثابته بمبلغ 11 مليون دولار وبيع المخزون بمبلغ مليون دولار ليصبح ثمن الشركة كاملا 17 مليون دولار بيعت لصالح شركة أمريكية كندية، وتكتمل حلقة الفساد واهدار المال العام باعفاء الشركة الكندية الأميركية من الديون والضرائب المستحقة من شركة النصر الغلايات وبعد خصم هذه المستحقات من الثمن الإجمالي للشركة ليصبح المتبقي من ثمن الشركة 2.5مليون جنيه مصري اي اقل من ثمن شقة حديثة علي نيل القاهرة.... ولأن الفساد حلقات متواصلة بعد بيع الشركة تم إسناد عمليه انشاء محطة كهرباء الكريمات بقيمة 600مليون دولار الي شركة المراجل البخارية المصرية التي بيعت للشركة الأميركية الكندية، فهل هناك دليل أكثر من ذلك الفساد إهدار المال العام والتلاعب بمقدرات الشعب مستقبلهم، ومما يزيد امر الفساد وضوحا انه كانت هناك عروض من شركات إيطالية فرنسية ويابانية لكن المسؤلين اختاروا العرض الأسوأ، وأصبح إنتاج الغلايات العملاقة التي تعتمد عليها محطات إنتاج الكهرباء محطات الطاقة النووية في يد مالكها الأمريكي الكندي.
ففى ظل الاستبداد يعتمد الفساد على قيادة سياسية هى التى تحمى أو تعاقب وأحيانا تمارس الحماية وأن قوة الفساد مستمدة من ضعف السياسيين حتى وإن بدوا مهيمنين على أذرع الإدارة والإعلام والأمن.
وفي ختام كلامي نقول أن مكافحة الفساد فى مصر تتطلب وجود قوة لمحاسبة المخالفين لقرارات الدولة برلمان حقيقي وقوى يحاسب المفسدين فى مصر و الأحزاب المدنية التى يجب أن تقوم بملء الفراغ السياسي وتبعث الحيوية فى الجسد السياسي .
حتى لا يستمر ثقب الفساد بالتوسع متخذاً طرقا وأساليب وأدوات عديدة لنهب موارد مصر