أصبحت صادرات النفط القازاخستاني عبر الأراضي الروسية أمرًا صعبًا بشكلٍ متزايد، بسبب تداعيات غزو موسكو أوكرانيا، ما استلزم إيجاد حلول بديلة.
فقد اشترت قازاخستان ناقلات لشحن نفطها عبر بحر قزوين والبحر الأسود، بدلًا من خط أنابيب التصدير الرئيس عبر روسيا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، اعترف نائب وزير الطاقة القازاخستاني يرلان أكنزينوف بأن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين -الذي يمرّ عبر روسيا- ما زال هو الطريق الأكثر ربحًا لصادرات البلاد من النفط الخام.
وشدد على أن وسائل النقل الأخرى تجد "صعوبة في منافسة" اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
ناقلات تصدير النفط القازاخستاني
قال نائب وزير الطاقة يرلان أكنزينوف، إن وحدة تابعة لشركة النفط والغاز الحكومية القازاخستانية "قاز موناي غاز" (KazMunayGas)، اشترت ناقلتين تبلغ حمولة كل منهما 8 آلاف طن (58.4 ألف برميل) -وهي سفن صغيرة نسبيًا وفقًا لمعايير صناعة النفط- لنقل الخام عبر بحر قزوين.
وأضاف أن الشركة تخطط لشراء سفينتين تبلغ حمولة كل منهما 80 ألف طن (584 ألف برميل) -وهو أحد أحجام البضائع الأكثر شيوعًا- للعمل في البحر الأسود، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في العام الجاري (2023)، صدّرت قازاخستان 300 ألف طن (2.2 مليون برميل) من النفط عبر بحر قزوين وعبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان، الذي يمتد من أذربيجان إلى تركيا، وتهدف إلى إرسال نحو 1.5 مليون طن (11 مليون برميل) إجمالًا في العام الجاري، وفقًا لما صرّح به أكنزينوف.
وهذا مجرد جزء صغير من صادرات اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، والتي بلغ إجماليها هذا العام 40.5 مليون طن (295 مليون برميل) من النفط القازاخستاني في الغالب حتى 18 أغسطس/آب، بحسب الأرقام التي نشرها موقع اتحاد خط الأنابيب الإلكتروني.
يُذكر أن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين شَحَن نحو 80% من صادرات قازاخستان النفطية العام الماضي (2022)، إذ يحمل الخام عبر خط أنابيب بري من الحقول الرئيسة في البلاد إلى محطة ناقلات النفط على البحر الأسود، بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي.
ويُعدّ النفط من المحطة بديلًا متزايد الأهمية للخام الروسي بالنسبة لأوروبا، منذ غزو أوكرانيا.
ومع ذلك، فإن انقطاع عمليات المحطة في ربيع وصيف عام 2022 أجبر قازاخستان على كبح إنتاج النفط مؤقتًا، كما أدت الحرب إلى زيادة المخاطر على الشحن في المنطقة.
خطط قازاخستان لتعزيز إنتاج النفط
قال أكنزينوف، إن انقطاع التيار الكهربائي أدى لخفض إنتاج النفط المقرر في قازاخستان خلال العام الجاري (2023) إلى 89 مليون طن (649.7 مليون برميل)، من الخطة الأولية البالغة 90.5 مليون طن (660.7 مليون برميل).
وأضاف أن البلاد تخطط لنقل 10 ملايين طن (73 مليون برميل) من النفط الروسي إلى الصين في العام الجاري (2023)، ومرة أخرى في عام 2024.
تتمتع قازاخستان أيضًا بالقدرة على زيادة صادرات النفط إلى الصين بما يصل إلى 6.5 مليون طن (47.5 مليون برميل) سنويًا، ارتفاعًا من مليون طن (7.3 مليون برميل) من المقرر إرسالها في العام الجاري (2023)، وهو الأمر الذي سيعتمد على المصالح الاقتصادية للمنتجين، بحسب ما أكده نائب وزير الطاقة القازاخستاني.
وقال أكنزينوف، إن بلاده تخطط لتوسيع إنتاج الوقود في مصفاة شيمكنت في جنوبها من خلال "بناء مصفاة جديدة بشكل فعّال" هناك بحلول عام 2030.
وأضاف أن المشروع سيضاعف الطاقة الإنتاجية إلى 12 مليون طن (87.6 مليون برميل) من النفط سنويًا، بتكلفة تقديرية تتراوح بين 5 و6 مليارات دولار، مشيرًا إلى إمكان إنفاق 500 مليون دولار أخرى على توسيع خط الأنابيب المؤدي إلى المصفاة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في قازاخستان منذ عام 1985:
وقال أكنزينوف، إن مشروعًا قيد المناقشة لإزالة الاختناقات في مصفاة أتيراو غرب البلاد، ما قد يعزز طاقتها بمقدار مليون طن (7.3 مليون برميل).
وأكد أكنزينوف أن "هذه الإجراءات ستسمح لنا بتغطية احتياجات الوقود المحلية"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وأضاف: "نتطلع أيضًا إلى استئناف وزيادة صادرات المنتجات النفطية إلى قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وأوروبا"، مؤكدًا أن قازاخستان ترسل زيت الوقود إلى الاتحاد الأوروبي.
زيادة صادرات النفط القازاخستاني عبر أذربيجان
في سياقٍ متصل، كشفت شركة نقل النفط الرئيسة في قازاخستان "قاز ترانس أويل" (KazTransOil) ارتفاع تدفّق النفط إلى الأسواق الأوروبية عبر أذربيجان في أبريل/نيسان ويونيو/حزيران.
وقد بلغ تدفّق النفط القازاخستاني من حقل تنغيز عبر خط أنابيب النفط "باكو-تبليسي-جيهان" 347.1 ألف طن (2.5 مليون برميل) في الربع الثاني من عام 2023، وفق ما نقلته وكالة "ترند" (Trend) الأذربيجانية، عن مصدر من شركة النفط.
هذا الرقم أعلى بنحو 18 مرة مما كان عليه في الربع الأول من العام الجاري (2023)، عندما شُحِنَ 19.2 ألف طن (140.2 ألف برميل) فقط من نفط تنغيز عبر هذا الطريق.
كما شهدت "قاز ترانس أويل" ارتفاعًا ملحوظًا في حجم النفط المنقول عبر شبكة خطوط الأنابيب الرئيسة خلال الربع الأول من عام 2023؛ إذ وصل إلى 10.3 مليون طن (75.2 مليون برميل)، ما يمثّل زيادة قدرها 591 ألف طن (4.3 مليون برميل) على أساس سنوي.
وقد زاد نقل النفط القازاخستاني للتصدير إلى الأسواق الأوروبية عبر أذربيجان على خلفية الاتفاقية الرئيسة الموقّعة في وقت سابق بين شركة سوكار الأذربيجانية وشركة الطاقة الوطنية القازاخستانية قاز موناي غاز، التي تنص على نقل 1.5 مليون طن (11 مليون برميل) من النفط سنويًا من حقل تنغيز عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط القازاخستاني تبحث عن موانٍ روسية أكثر أمانًا
- صادرات النفط القازاخستاني إلى الصين تترقب انتعاشة ضخمة
- صادرات النفط القازاخستاني تتجاوز أزمة المرور عبر روسيا
اقرأ أيضًا..
- تأثير انقلاب الغابون في أسواق النفط.. من الخاسر الأكبر؟ (تقرير)
- قبرص قد تحرم مصر من 4.4 تريليون قدم مكعّبة من الغاز
- إعانات مشروعات الهيدروجين عالميًا تتجاوز 280 مليار دولار (تقرير)
- الربط الكهربائي بين العراق والأردن يدخل حيز التشغيل خلال أيام