مسؤول أممي: كوب 28 ستشهد سجالات حادة لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار
داليا الهمشري
يعلّق العالم آمالًا عريضة على قمة المناخ كوب 28 المقرر عقدها بالإمارات في مدينة إكسبو دبي، خلال المدة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ونبّه استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، مندوب مصر وأفريقيا في المكتب التنفيذي لحصر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التابع للهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ، الدكتور سمير طنطاوي، إلى أهمية قمة المناخ المقبلة في ظل التقلبات المناخية الجامحة التي يشهدها العالم حاليًا.
وأشار طنطاوي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إلى أن قمة المناخ كوب 28 ستكون على قدر كبير من الأهمية؛ نظرًا لأنها ستشهد المراجعة الأولى للإجراءات التي اتخذتها الدول من أجل خفض الانبعاثات الكربونية.
ارتفاع مُطّرد
يقول استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، إن تركيزات الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي بلغت -حتى الآن- نحو 424 جزءًا في المليون وفقًا لقياسات وكالة ناسا، مؤكدًا أن هذا يمثّل ارتفاعًا مُطّردًا في غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي، ما يعني أن درجة الحرارة في تزايد مستمر.
وأضاف الدكتور سمير طنطاوي أن وصول غازات الاحتباس الحراري إلى 450 جزءًا في المليون يعني ارتفاع درجتين في متوسطات درجة حرارة الغلاف الجوي، ولهذا وُضعت اتفاقية باريس للمناخ من أجل الحيلولة دون حدوث ذلك.
وتابع طنطاوي أن قمة المناخ كوب 28 ستشهد مناقشات المراجعة الأولى لتعهدات الدول الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية في جلسات مُكاشفة ستعرض خلالها الدول كافةً خططها التي ستُوضح مدى جدّيتها في السعي لتحقيق أهدافها المناخية والتزامها باستبدال مصادر الطاقة النظيفة بمصادر الطاقة التقليدية.
كما ستكشف مدى تمسّك بعض الدول باستعمال مصادر الوقود الأحفوري، وفي مقدّمتها الفحم الذي يُعدّ أكثر أنواع الطاقة التقليدية تلويثًا للبيئة.
صندوق المخاطر والأضرار
أوضح طنطاوي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن قمة المناخ كوب 28 ستشهد -كذلك- عرض لنتائج اجتماعات اللجنة المُكلّفة بالنظر في تفعيل وتشغيل صندوق المخاطر والأضرار، الذي تمخضت عنه نتائج قمة المناخ السابقة كوب 27.
ولفت طنطاوي إلى أنه كان من المقرر أن تعقد هذه اللجنة 4 اجتماعات لعرض نتائجها خلال كوب 28، حيث عقدت اجتماعين -حتى الآن- وما يزال أمامها اجتماعين آخرين قبل صياغة التقرير النهائي الذي سيُقدم إلى قمة المناخ المقبلة.
وأشار طنطاوي إلى أن نتائج هذه الاجتماعات ستُناقَش خلال كوب 28 للنظر في الخطوات المستقبلية، إمّا أن تشهد القضية تطورًا وإصدار قرارات خاصة بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار وبدء تحديد مصادر التمويل والدول المُستفيدة وآلية الحصول على التمويل وغيره، أو عدم التوصل إلى اتفاق بين الدول.
وتوقّع طنطاوي أن تشهد مناقشات تفعيل صندوق الخسائر والأضرار خلال COP28 تحديات وبناءً عليه، يمكن النظر في تمديد مدة عمل هذه اللجنة.
قمة المناخ كوب 28
أكد استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة أن الدول الصناعية الكبرى ما يزال لديها بعض التحفظات الخاصة بصندوق الخسائر والأضرار.
وأوضح أن قمة المناخ السابقة كوب 27 قد شهدت موقفا متشددا من قبل بعض الدول الصناعية التي رأت أن هناك العديد من الصناديق، وليس هناك ضرورة لإنشاء صندوق للخسائر والأضرار.
واقترحت هذه الدول تمويل الخسائر والأضرار من أحد الصناديق الموجودة -حاليًا- مثل صندوق المناخ الأخضر أو صندوق التكيف، وما إلى ذلك.
كما رأت بعض الدول الصناعية أن هناك عددًا من الدول النامية لا تستحق الاستفادة من موارد هذا الصندوق؛ نظرًا لأنها ذات اقتصادات بازغة النمو،.
كما اقترحت بعض الدول الصناعية ضرورة أن تسهم الدول النفطية في موارد الصندوق، نظرًا لأن مشكلة التغيرات المناخية - من وجهة نظرهم- ترجع لاستعمال الوقود الأحفوري من غاز ونفط وفحم.
مناقشات وسجالات حادة
توقّع الدكتور سمير طنطاوي أن تشهد جولات مؤتمر المناخ كوب 28 مناقشات وسجالات حادة.
وأبرز أن الإمارات تحاول أن تثبت لدول العالم أنها دولة تعمل على تنويع مصادر الطاقة في اقتصادها، وتسعى إلى التخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوجه نحو التوسع في الاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبذلت الإمارات جهودًا مكثفة في هذا المجال، من خلال إنشاء مدينة مصدر للطاقة المتجددة، والاستثمار في مشروعات عملاقة لإنتاج الهيدروجين، وإنشاء شبكات نقل ذكية، وغيرها من الإجراءات التي تعمل على خفض الانبعاثات.
غياب الإرادة السياسية
عبّر الدكتور سمير طنطاوي عن تفاؤله إزاء نجاح دولة الإمارات الشقيقة في تنظيم قمة المناخ كوب 28، مشيرًا إلى أن العالم أجمع في انتظار مخرجات هذه الدورة من القرارات.
وسلّط طنطاوي الضوء على أهمية هذه القمة، ولا سيما بعد تصريحات أمين عام الأمم المتحدة التي أشار خلالها إلى قرب انتهاء عهد الاحترار وبدء عصر الغليان العالمي.
وقال طنطاوي، إن هذا التصريح كان بمثابة رسالة تحذير مجازية أكد خلالها أمين عام الأمم المتحدة على أهمية اتخاذ تدابير وإجراءات حاسمة وحازمة من أجل الخفض الفوري لغازات الاحتباس الحراري من أجل إنقاذ كوكب الأرض.
إلّا أن طنطاوي قد حذّر من غياب الإرادة السياسية لدى العديد من الدول من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة التي تواجه كوكب الأرض بأكمله، مشيرًا إلى أن مشكلة تغير المناخ لا تؤثر في الدول النامية وحدها، بل يمتدّ تأثيرها لتسبّب خسائر للدول الغنية -كذلك-.
وسلّط طنطاوي الضوء على آثار التغيرات المناخية التي ظهرت في حرائق الغابات في هاواي منذ مدة قريبة، وموجات الحر الشديدة، لافتًا إلى أن أوروبا تستعد -حاليًا- لموجة حر جديدة مثل التي شهدتها خلال الشهر الماضي.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أعلنت شهر يوليو/تموز الماضي بمثابة أشدّ الشهور حرارة منذ بدء القياس.
كما أثّرت درجة الحرارة المرتفعة في العديد من دول المنطقة مثل القبة الحرارية التي ضربت 7 دول عربية خلال شهر يوليو/تموز، من خلال موجات حر شديدة وجفاف في بعض المناطق وفيضانات في أماكن أخرى وأحداث مناخية جامحة وعدم استقرار مناخي.
وأضاف طنطاوي أن هذه الآثار السلبية للتغيرات المناخية تجعل العالم في انتظار لما ستسفر عنه دورة المحادثات الجديدة خلال قمة المناخ كوب 28 في الإمارات.
موضوعات متعلقة..
- رئيس كوب 28: أفريقيا تحتاج 250 مليار دولار سنويًا للوفاء بالالتزامات المناخية
- الإمارات تتقدم بطلب لاستضافة مؤتمر المناخ "كوب 28" في 2023
- رئيس كوب 28 يجدد الدعوة لتسريع الانتقال العادل في قطاع الطاقة
اقرأ أيضًا..
- ندرة الوقود في إيران تخلق أزمة خطيرة لحكومة طهران (مقال)
- إنتاج الغاز في مصر يهبط 9.5% خلال النصف الأول من 2023 (رسوم بيانية)
- مشتريات الصين من الغاز المسال القطري والأميركي ترتفع 50% منذ بداية 2023
- سلاسل توريد طاقة الرياح البحرية تحتاج إلى 100 مليار دولار لتحقيق أهداف 2030 (تقرير)