بالأرقام.. صفقة الغاز التاريخية بين تركيا والمجر والكشف عن دور قطر
أسماء السعداوي
كُشف النقاب عن تفاصيل جديدة بشأن اتفاقية تصدير الغاز من تركيا إلى المجر لأول مرة عبر خطوط الأنابيب.
تطمح تركيا لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الغاز إلى أوروبا، مدعومة بموقعها الإستراتيجي المميز وعمليات الاستكشاف الضخمة في البحر الأسود، فضلًا عن استقبالها للإمدادات من روسيا وأذربيجان المجاورتين.
وتسعى أنقرة لاستغلال حاجة أوروبا الماسّة للغاز، بعد قطع التدفقات الروسية المنقولة عبر خط نورد ستريم؛ إذ تبحث القارة العجوز عن بدائل موثوقة ومستدامة لتلبية احتياجاتها وتحقيق أمن الطاقة لديها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأبرمت شركة بوتاش التركية المملوكة للدولة اتفاقًا وُصف بالتاريخي مع شركة الطاقة المجرية "إم في إم" (MVM)، حسب تقرير نشرته منصة "إل إن جي برايم" (lngprime).
ووقّع صفقة الغاز بين تركيا والمجر، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، ووكيل الإدارة العامة بوزارة الطاقة المجرية جابور تشيبك، ومدير عام "بوتاش" برهان أوزجان.
صفقة الغاز بين تركيا والمجر
يشمل الاتفاق بين تركيا والمجر تصدير 275 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المجر، وسط مساعي الدولة الأوروبية لدعم ركائز أمن الطاقة لديها.
تقول بوتاش، إن الغاز الطبيعي سيبدأ بالتدفق إلى المجر، بدءًا من عام 2024 المقبل.
وفي بيان صحفي صدر اليوم الأربعاء الموافق 23 أغسطس/آب 2023، قالت شركة خطوط أنابيب النفط التركية: "اتفق الطرفان على تطوير سبل التعاون بشأن استعمال البنية الأساسية المتينة لنقل الغاز المسال ومرافق تخزين الغاز الطبيعي".
وثمّنت بوتاش الاتفاق، بقولها، إنها "ستقدم إسهامًا كبيرًا" لأمن إمدادات الطاقة في أوروبا.
وبحسب البيان، فتلك هي المرة الأولى التي تصدِّر فيها تركيا الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى دولة أوروبية لا تربطها معها حدود مشتركة.
تعليقًا على صفقة الغاز بين تركيا والمجر، قال المتحدث باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس بمنصة "إكس" (X) -تويتر سابقًا-، إن الاتفاقية الإستراتيجية جزء من مبادرة شاملة لتعزيز الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
وأضاف أن الخطوة تستهدف تعزيز أمن الطاقة واستقرار أسعار الغاز، بالنظر لأزمة الطاقة الدولية الناجمة عن النزاعات والعقوبات.
يحقّ لشركة "إم في إم" المجرية استعمال مرافق الغاز التركية لاستيراد الغاز المسال من قطر، وتعمل صوفيا والدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق لاستيراد الغاز المسال بدءًا من 2027.
وتأمل المجر في تلقّي شحنات من الغاز المسال من قطر، بدءًا من عام 2027، لكن الدولة الخليجية وأكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، لا تمتلك فائضًا للتصدير حتى عام 2027، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خط "ترك ستريم"
أكد وزير خارجية المجر بيتر سيارتو أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بلاده قد تكللت بالاتفاق على زيادة تعزيز العلاقات المشتركة.
وأوضح سيارتو أن بلاده مهتمة بشراء الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب ترك ستريم، مشيرًا إلى دور تركيا المهم في مجال نقل الطاقة.
وعَدَّ خط أنابيب ترك ستريم الذي يربط روسيا بتركيا بديلًا لخطوط نورد ستريم التي تركت أوروبا في أزمة طاقة مازالت آثارها باقية حتى الآن.
أُقيم خط الأنابيب التركي بالشراكة بين موسكو وأنقرة، بوصفه بابًا خلفيًا لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.
ووافقت تركيا في العام الماضي (2022) على استضافة مركز لتصدير الغاز الروسي، بعد كشف موسكو خططها لاستبدال أجزاء كبيرة من خطوط "نورد ستريم" التي تعرّضت للانفجار في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي (2022).
دخل خط ترك ستريم حيز التشغيل، في 8 يناير/كانون الثاني 2020، بهدف نقل وتصدير الغاز الروسي إلى تركيا عبر البحر الأسود، فضلًا عن إرسال الغاز إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا من خلال تركيا.
تصل سعة خطّ الأنابيب التركي إلى نحو 31.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، ويمتد إلى قسمين، أحدهما بحري من مدينة أنابا في روسيا إلى ولاية "قرقلار إيلي" التركية، وكلتاهما على البحر الأسود، بطول 930 كيلومترًا.
يتضمن القسم البحري فرعين، الأول يغذّي تركيا بالغاز الروسي مباشرةً، والثاني يغذّي دول أوروبا.
كما يشتمل القسم البري على خطّين، أحدهما بطول 142 كيلومترًا، والثاني بطول 70 كيلومترًا، قرب سواحل البلدين.
صادرات الغاز المسال
سبق أن أبرمت تركيا وبلغاريا المجاورة اتفاقًا آخر، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي 2023، لتصدير 1.5 مليار متر مكعّب سنويًا لمدة 13 عامًا.
وبموجب الاتفاق بين شركة الغاز الحكومية بلغارغاز وشركة بوتاش التركية، ستمنح بلغاريا حق الوصول لشبكة الغاز التركية ومحطات تصدير الغاز المسال.
استقبلت بلغاريا أول شحنة غاز مسال قادمة من تركيا في مطلع العام الجاري 2023، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسلّمت شركة شينير إنرجي الأميركية -أكبر مصدّري الغاز المسال في أميركا- شحنة الغاز المسال إلى محطة التصدير البرية إريغليسي على بحر مرمرة، ومنها توجهت إلى بلغاريا.
كانت بلغاريا تعتمد بصورة شبه كاملة على الغاز الروسي، لكن موسكو أوقفت تدفّق الإمدادات بسبب رفض بلغاريا الدفع بالروبل الروسي.
وقال وزير الطاقة البلغاري، روسين خريستوف: "سنتمكن -عبر هذا الاتفاق- من تأمين فرصة شراء الغاز من جميع المنتجين الدوليين وتفريغه في تركيا، وهو ما يناسبنا على النحو الأمثل من الناحية اللوجستية".
وتستورد بلغاريا مليار متر مكعب من الغاز من أذربيجان لتلبية ثُلث الطلب السنوي، كما أبرمت عقودًا مع مزوّدي الغاز، لتستقبله عبر اليونان.
موضوعات متعلقة..
- عودة نفط كردستان العراق إلى تركيا يتوقف على شرط جديد
- تجدد مفاوضات عودة نفط كردستان العراق إلى تركيا.. وأردوغان يوفد "حلَّال العُقد"
- معلومات عن أول مشروعات الهيدروجين الأخضر في تركيا
اقرأ أيضًا..
- صادرات الوقود الأحفوري الروسي تسجل مفاجأة.. و8 دول عربية بين المستوردين
- الغاز المسال الأميركي يؤمّن احتياجات ألمانيا لمدة 17 عامًا
- أول شحنة غاز مسال تتحرك عبر طريق بديل لقناة السويس