التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

أكثر 6 مدن تضررًا بظاهرة الجزر الحرارية الحضرية.. أبرزها القاهرة ومدريد

دينا قدري

أظهرت دراسة حديثة النقاط الأكثر حرارة التي تأثرت بظاهرة الجزر الحرارية الحضرية (UHI) في جميع أنحاء العالم، باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية.

وأجرت شركة آروب (ARUP) للاستشارات العالمية في مجال التنمية المستدامة، الدراسة من خلال عينة على امتداد مساحة 150 كيلومترًا مربعًا من المراكز الحضرية في مجموعة متنوعة من المدن تشمل القاهرة، لندن، لوس أنجلوس، مدريد، مومباي، نيويورك.

ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية هي منطقة حضرية أو مدينة كبرى أكثر دفئًا من المناطق الريفية المحيطة بها، بسبب الأنشطة البشرية المتمركزة فيها، ويكون الفرق في درجة الحرارة ليلًا أكبر منه خلال النهار، ويظهر بوضوح أكبر عندما يكون هبوب الرياح ضعيفًا.

وقد سلّط مؤلّفو الدراسة -التي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها- الضوء على الكيفية التي يؤدي بها تصميم المدن إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الحضرية، إذ غالبًا ما تُدفع الطبيعة إلى الخارج، والمباني الشاهقة المصنوعة من الفولاذ والزجاج.

ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية في 6 مدن

وتشهد المدن ارتفاعًا في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ؛ إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد المدن المعرّضة لدرجات حرارة تصل إلى 35 درجة مئوية وأكثر، بمقدار 3 مرات بحلول عام 2050.

وأظهرت الدراسة أن مدريد لديها أشدّ "النقاط الساخنة" عند 8.5 درجات مئوية، ثم مومباي في المرتبة الثانية عند 7 درجات مئوية، بينما شهدت نيويورك ولندن "أقلّ النقاط الساخنة" عند 4.5 درجة مئوية.

ووجدت أن المناطق الساخنة في القاهرة التي تأثّرت بظاهرة الجزر الحرارية الحضرية قد سجلت درجات حرارة أعلى بمقدار 5 درجات مئوية من المناطق الريفية المحيطة، وفق ما جاء في الدراسة التي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيلها.

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر النقاط سخونة في غالبية المدن كانت تفتقد إلى التغطية النباتية التي سجلت مستويات أقلّ من 6%، في حين كانت أكثر النقاط برودة في المدن هي التي تحتوي على تغطية نباتية أكثر من 70%، وعُثر عليها بالكامل تقريبًا في الحدائق، بعيدًا عن المناطق السكنية والتجارية.

وقد أسهم ذلك بحدوث تقلبات في التأثير الحراري داخل المدن؛ إذ شهدت "بولاق الدكرور" في القاهرة، التي تفتقد للتغطية النباتية، نحو 6 درجات مئوية أعلى من المناطق الجنوبية لجزيرة القرصاية على نهر النيل، التي يتميز أكثر من 60% من سطحها بخصائص طبيعية (28% نباتات و30% مياه) ودرجات حرارة أقلّ 6 درجات مئوية.

وذكرت الدراسة أن 3 مدن قد شهدت أسوأ " نقاط ساخنة" خلال المساء أو الليل؛ موضحة أن الحرارة الحضرية تُعدّ مشكلة خاصةً في الليل، بسبب امتصاص مواد، مثل الأسمنت للحرارة في النهار، ثم إطلاقها ببطء عند غروب الشمس.

وهو ما يسبّب بدوره ضغوطًا ومشكلات صحية لدى المواطنين، وخاصةً الأطفال وكبار السن.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- المسار الصحيح في مواجهة تغير المناخ:

تغير المناخ

تأثير الحرارة في المدن الحضرية

صممت آروب "خريطة الحرارة الحضرية" لمساعدة المدن على فهم كيفية تأثير الحرارة فيها، وما يمكن عمله لخفضها، وهي واحدة من المقارنات الدولية القليلة لتأثير الحرارة الحضرية في درجات حرارة الهواء خلال النهار والليل.

وصرّحت رئيسة التصميم الإيجابي للطبيعة في آروب، ديما زغيب: "لقد صممنا عن غير قصد العديد من مدننا لتكون حارّة، لقد دفعنا الطبيعة بعيدًا.. ملأنا شوارعنا بالأسمنت، وبنينا مباني عالية من الصلب والزجاج.. كما حصرنا مساحاتنا الخضراء إلى حدٍّ كبير في الحدائق الكبرى، بعيدًا عن معظم المناطق السكنية".

وأضافت: "إن البحيرات والأشجار والنباتات والتربة وغيرها من الأسطح التي تسمح للمياه بالتخلل إلى الأرض هي بنية تحتية حيوية ضرورية لمساعدتنا على التكيف مع تغيّر المناخ".

كما قالت: "إن التحدي الذي نواجهه بوصفنا مصممين هو التفكير بشكلٍ خلاق في نشر الطبيعة بصورة إستراتيجية وعادلة في جميع أنحاء مدننا.. واليوم لدينا الأدوات الرقمية الحديثة لمساعدتنا في تحديد الأماكن التي يُمكن أن يكون للاستثمار بالحلول فيها أكبر تأثير".

توصيات لمواجهة ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية

قدّم مؤلفو الدراسة عدّة توصيات من أجل السيطرة على تداعيات ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، تتمثل فيما يلي:

  1. زيادة غطاء الأشجار: أثبتت الأشجار أنها تقلل من درجات الحرارة في المدن، وتقلل من الوفيات المرتبطة بالحرارة، كما هو موضح بدراسة حديثة في لانسيت في المدن الأوروبية، إذ إن زيادة غطاء الأشجار بالمدينة إلى 30% من الممكن أن يمنع 2644 حالة وفاة.
  2. إنشاء أسطح أكثر نفاذًا: تميل الأسطح القابلة للنفاذ، مثل التربة المكشوفة أو المزروعة، إلى امتصاص حرارة أقلّ، مقارنةً بالأسطح غير النفاذة، مثل الخرسانة أو الأسفلت، وزيادة الأسطح النفاذة والسماح للمياه بالتسرب إلى الأرض ستؤدي إلى تبريد البيئة المحيطة.
  3. استغلال كل مساحة ممكنة: أكثر من نصف المساحة في المدن، بما في ذلك الأسطح والشوارع، هي مساحة مفتوحة، تمثّل فرصة لتوفير حماية أكبر للمباني، وتشمل بعض هذه التدابير تخضير واجهات المباني، وتخضير الأسطح، أو استعمال الدهانات البيضاء لتغيير درجة انعكاس الأسطح وتقليل كمية الحرارة الممتصة من الشمس.
  4. إنشاء جزر باردة: مع توقّع استقبال المدن لموجات حارّة كل صيف، يجب إنشاء شبكة من الأماكن الباردة في المدن ليلجأ إليها الناس، فعلى سبيل المثال، تسهم إعادة نوافير المياه إلى المدن في الحفاظ على صحة المواطنين، وتصبح نقطة الوصول الرئيسة إلى المياه خلال وقت الجفاف.
  5. تحفيز تغيير السلوك: يجب على الناس تغيير أسلوب حياتهم في المدن خلال العقد المقبل، بما في ذلك قيلولة الظهيرة، وإعادة النظر في ساعات العمل، وإغلاق المتاجر والمطاعم خلال موجات الحر الشديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق