استقبلت مصر أول سفينة تعمل بالوقود الأخضر في العالم، قادمة من رحلة طويلة في طريقها إلى أوروبا، وذلك بحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وأعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب، وصول أول سفينة حاويات تعمل بالوقود الأخضر في العالم، إذ استقبلها ميناء شرق بورسعيد التابع للمنطقة مساء أمس.
يأتي ذلك في أولى رحلات أول سفينة تعمل بالوقود الأخضر في العالم -التابعة لشركة الشحن العالمية ميرسك- إلى ميناء مصري مطلّ على شرق المتوسط، إذ كانت السفينة قادمة من رحلتها من آسيا مرورًا بأفريقيا من خلال مصر، ومنها إلى أوروبا.
وقد وصلت سفينة الحاويات إلى ميناء شرق بورسعيد المصنف ضمن أهم 10 موانٍ على مستوى العالم، وفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر مؤخرًا، والذي يعكس ثقة الخطوط الملاحية في مواني الهيئة الاقتصادية لقناة السويس خصوصًا، لما تشهده من عمليات تنمية وتطوير ملحوظ، والمواني المصرية عمومًا، نتيجة للإستراتيجية الاقتصادية للدولة المصرية القائمة على تنمية المقدّرات الوطنية وتعظيم الاستفادة منها.
جدير بالذكر أن ميناء شرق بورسعيد التابع للمنطقة الاقتصادية هو أحد المواني التي نالت النصيب الأكبر في نتائج التنمية، وانعكس ذلك على مؤشرات أداء الميناء.
ومؤخرًا، جرى التعاقد على إقامة مشروعات بأرصفة الميناء كاملًا، ويجري العمل على بعض التوسعات لاستقطاب مشروعات أخرى، إلى جانب ملاصقة الميناء للمنطقة الصناعية المتكاملة بشرق بورسعيد، والتي جُهِّزَت لاستقبال العديد من المشروعات العملاقة في المدة المقبلة.
إنتاج الوقود الأخضر في مصر
يشهد إنتاج الوقود الأخضر في مصر خطوات متوالية ضمن المساعي الرامية إلى تقليل الانبعاثات، وتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري.
وضمن هذا الإطار، وقّعت مصر في 20 أبريل/نيسان من العام الماضي 2022 مذكرة تفاهم مع تحالف الوقود الأخضر المكون من شركتي "زيرو ويست" و"إي دي إف رينيوابلز"، لإقامة مشروع داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، لإنتاج 350 ألف طن من الوقود الأخضر سنويًا، بهدف تموين السفن.
وهدفت المذكرة -الموقّعة بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحالف الوقود الأخضر- إلى إقامة مشروع داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة، لإنتاج 140 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا قابلة للزيادة تدريجيًا لنحو 350 ألف طن سنويًا، بحجم استثمارات يبلغ 3 مليارات دولار.
وطُرحت هذه الرغبة خلال لقاء وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا مع رئيس شركة هانيويل العالمية لمنطقة شمال أفريقيا خالد هاشم، ورئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط محمد محيسن.
وأكد خالد هاشم -خلال ذلك اللقاء- أن موقع مصر الجغرافي المتميز يؤهلها لأن تصبح مركزًا محوريًا يربط أوروبا بالشرق الأوسط، خاصة في مشروعات الوقود الأخضر لتموين السفن وإنتاج الهيدروجين والأمونيا.
وأشار إلى أن شركة هانيويل العالمية تمتلك حلولًا تكنولوجية متطورة للطاقة الخضراء وخفض الانبعاثات، وأنها أبدت رغبتها القوية بالعمل في مجالات البتروكيماويات وإنتاج الوقود الأخضر لتموين الطائرات باستثمارات تصل إلى نحو 200 مليون دولار.
وفي يوم السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلن مجلس إدارة الهيئة الاقتصادية لقناة السويس موافقته على إضافة حزمة من الحوافز الاستثمارية الجديدة لمستثمري المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتعزيز تنافسيتها ضمن مثيلاتها الإقليمية لتوطين صناعة الوقود الأخضر في مصر، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاعاتها الصناعية المستهدفة.
وتقوم إستراتيجية الهيئة الاقتصادية لقناة السويس نحو توطين صناعة الوقود الأخضر في مصر، على 3 محاور رئيسة: تصنيع الوقود الأخضر (هيدروجين أخضر - أمونيا خضراء - ميثانول)، والعمل على الصناعات المكملة لتصنيع الوقود الأخضر من محللات كهربائية وألواح شمسية وتوربينات رياح، ونشاط تموين السفن بالوقود الأخضر.
اقرأ أيضًا..
- انقطاع الكهرباء في مصر.. خبراء يقدمون حلولًا عملية بتكلفة اقتصادية
- أنس الحجي: الصين تقتنص صدارة طاقة التكرير عالميًا من أميركا.. وتدير علاقاتها بتوازن (صوت)
- خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان "نقطة تحول".. وهذه أبرز التحديات (مقال)