أجبر تفاقم ظاهرة سرقة النفط في نيجيريا، حاكمَ إحدى الولايات على طلب المساعدة والدعم من القوات المسلحة في البلاد، لمحاولة السيطرة عليها.
وطلب حاكم ولاية أنامبارا، تشوكواما سولودو، من نائب رئيس القوات البحرية الأدميرال إيمانويل أوغالا، زيادة القوات المسلحة البحرية في أنامبارا، يوم الجمعة 11 أغسطس/آب (2023)، حسبما ذكر موقع "بزنس داي"، الأحد 13 أغسطس/آب 2023.
وتضغط سرقة النفط في نيجيريا على موازنة أكبر منتج للخام في أفريقيا، كما تثير التوتر بين أطياف المجتمع المختلفة، بسبب تبادل الاتهامات حول الجهات المسؤولة عن التوسع الكبير في ممارسة هذه الجريمة.
وفي شهر يونيو/حزيران الماضي (2023)، وجّه زعيم المتمردين السابق أساري دوكابو، في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس الجديد للبلاد بولا تينوبو، الاتهام للقوات المسلحة بسرقة النفط.
وقال دوكابو: "الجيش متورط بالكامل في عمليات سرقة النفط، وعلينا أن نوضح الأمر جيدًا للشعب النيجيري بأن جيشه يسرق 99% من النفط، وعلى نحو خاص سلاحي الجيش والبحرية"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
سرقة النفط في نيجيريا
قال حاكم ولاية أنامبارا النيجيرية تشوكواما سولودو، خلال لقاء مع مسؤولين من القوات البحرية وبعض الجهات الأمنية الأخرى: "هناك حاجة لزيادة وجود القوات البحرية بسبب زيادة سرقة النفط".
وأضاف سولودو: "إن سرقة النفط في المناطق الجنوبية الشرقية باتت تمثّل تهديدًا وجوديًا، لكن مع تعيينك الإستراتيجي -يقصد نائب رئيس القوات البحرية- سيعرف اللصوص وضعهم عند اقتلاع جذورهم".
وكان رئيس نيجيريا الجديد، الذي تولّى منصبه بداية شهر يونيو/حزيران الماضي (2023)، قد اختار أوغالا نائبًا جديدًا لرئيس القوات البحرية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع سولودو: "الولاية تستحق أن تعيش في ازدهار وأمان"، في حين وعد نائب رئيس القوات البحرية حاكم الولاية بمضاعفة الجهود لضمان عودة الأمن إلى المنطقة.
نشاط دون ترخيص
وتدهورت أوضاع قطاع النفط بسبب السرقة في ولاية أنامبارا النيجيرية، خلال السنوات الـ3 الأخيرة، إذ تتولى شركتان غير مرخصتين أعمال استكشاف غير قانونية، وفقًا لما رصده موقع "بيزنس داي".
وتسببت أنشطة الشركتين بأضرار بيئية هائلة في عدد من مناطق الولاية، مثل: أوغوانوتشا وأوغويكبل وأوموناكو وأوسامالا، كما تأثرت الأحياء المائية سلبًا بالتلوث الناجم عن أنشطة الشركتين غير الشرعية، ودُمِّرت الأراضي الزراعية.
وقال قائد مجتمع في أوغوانوتشا كريس أوكووسا: "إن لصوص النفط في أراضينا منذ 3 سنوات، وليس لديهم رخص من الحكومة لأخذ نفطنا، ويبدو أن الحكومة لا تعي ذلك".
وأضاف: "يوميًا تحمل 20 شاحنة نحو 45 ألف لتر من النفط تأتي من مناطق أوغوانوتشا وأوغويكبل وأوموناكو وأوسامالا، ثم تُنقل على دفعات عبر مجاري المياه في أوغاكوبا وأوتشوتش، لتُكَرَّر في مصافي نفط بمنطقة أوغوتا في ولاية إمو، لتزويد المراكب الصغيرة بالوقود".
يُذكر أن مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية قد كشفت، في شهر أبريل/نيسان الماضي، خسارة نيجيريا 619.7 مليون برميل من النفط الخام، جراء عمليات سرقة النفط بين عامي 2009 و2020.
ضياع إيرادات وأرواح
لا تؤدي سرقة النفط في نيجيريا إلى ضياع إيرادات ضخمة فقط، بل تودي بحياة بعض المواطنين أيضًا.
على سبيل المثال، تعرّض خط أنابيب ترانس نيجر للانفجار في 2 مارس/آذار 2023، خلال محاولة سرقة، ما أودى بحياة 12 شخصًا، حسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سياق متصل، قال مدير شركة شل في نيجيريا، الدكتور أوساغي أوكوبور، إن إغلاق خط أنابيب ترانس نيجر من مارس/آذار 2022 حتى مارس/آذار 2023 تسبّب في خسارة نحو 65 ألفًا و700 ألف برميل من النفط يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- خطوط تحت البحر.. سرقة النفط في نيجيريا تشهد تطورات جديدة
- قطار سرقة النفط في نيجيريا يصل لتخزين المسروقات داخل الكنائس والمساجد
- إلغاء دعم الوقود في نيجيريا يتصدر الجدل بين مرشحي الرئاسة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان توقع أول صفقة غاز مسال مع شركة ألمانية
- أكبر محطة طاقة شمسية في الأردن.. مشروع ضخم بتقنية مميزة (صور)
- أكبر الدول المستهلكة للنفط عالميًا.. السعودية في القائمة (إنفوغرافيك)