ضمن إستراتيجيتها الهادفة إلى زيادة إنتاج النفط الليبي، واستغلال كل الإمكانات المتاحة لتحقيق هذا الهدف، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن خطوة جديدة في هذا الاتجاه.
ووجّهت مؤسسة النفط الليبية، اليوم الأحد 13 أغسطس/آب (2023)، دعوة إلى شركات القطاع الخاص الوطنية، للاستثمار في زيادة الإنتاج وتطوير الحقول الهامشية المكتشفة، والتي ما زالت غير مطورة حتى الآن، وفق ما جاء في بيان، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وطالب مجلس إدارة المؤسسة بالالتزام بإعلان إجراء مناقصة لطلب عروض الاستثمار في زيادة إنتاج النفط الليبي وتطوير الحقول، بحيث تُراعى فيها معايير الشفافية وتكافؤ الفرص، ثم إحالة العروض بعد المفاضلة، وتقييمها فنيًا إلى المؤسسة لاعتمادها.
ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز قدرة البلاد على إنتاج المزيد من النفط، الأمر الذي يدعم الموازنة العامة للبلاد، التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية لتشغيل مؤسساتها الخدمية والإنتاجية الأخرى.
يشار إلى أن الحقول الهامشية، هي حقول النفط الصغيرة ذات الإنتاج الأقل والجدوى الاقتصادية المحدودة، التي لا تشكل إغراءًا للشركات العالمية العاملة في قطاع النفط لدى أي دولة.
جهود زيادة الإنتاج والاستكشاف
تسعى المؤسسة الوطنية إلى تعظيم الاستفادة من عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف والتطوير من الحقول النفطية، بهدف زيادة إنتاج النفط الليبي، وذلك من خلال عقد اتفاقيات وتوقيع عقود مع شركات محلية وأجنبية، للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وفي 25 يوليو/تموز الماضي 2023، أعلنت المؤسسة توقيع عقد بين الشركة الوطنية للحفر وصيانة آبار النفط، وشركة "إس إل بي" (شلمبرجيه سابقًا)، وذلك لحفر 3 آبار جديدة، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف الاتفاقية بين الشركتين، المحلية والأجنبية، التوسع في تطوير الآبار القائمة في ليبيا، بالإضافة إلى حفر آبار جديدة، بما يدعم الجهود الرامية لزيادة إنتاج النفط الليبي ليصل إلى حاجز الـ2 مليون برميل يوميًا، خلال السنوات الـ3 المقبلة.
في الوقت نفسه، تنفّذ مؤسسة النفط، من خلال شركاتها التابعة، خطط تأهيل الآبار المغلقة، أو التي انخفض معدل إنتاجها لأسباب فنية، بجانب حفر آبار جديدة، للحفاظ على معدلات إنتاج النفط في ليبيا الحالية، ورفعها وفق الإمكانات المتاحة.
يشار إلى أن إنتاج النفط الليبي كان قد شهد تعطلًا كبيرًا، في منتصف يوليو/تموز الماضي، بعد توقّف الإنتاج من حقلي الفيل والشرارة النفطيين، بسبب أزمة القبض على وزير المالية السابق فرج بومطاري، الذي كان قد اختُطف إثر أنباء ترشُّحه لمنصب محافظ المركزي.
واستعاد حقل الفيل النفطي قدرته على الإنتاج في 16 يوليو/تموز (2023)، بكامل طاقته البالغة 70 ألف برميل يوميًا، وبعدها بيوم واحد عاد حقل الشرارة -الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 300 ألف برميل يوميًا- إلى الإنتاج جزئيًا، بعد الإفراج عن بومطاري.
حجم إنتاج وصادرات النفط الليبي
في الوقت الحالي، يبلغ متوسط إنتاج النفط الليبي نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، بينما تتبنى الحكومة الليبية، بالتعاون مع مؤسسة النفط، خطة لزيادة حجم الإنتاج إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، بحلول نهاية العام الجاري 2023.
كما تتضمن خطط زيادة وتعظيم مردودات النفط في ليبيا، رفع مستوى الإنتاج إلى 2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، وفق البيانات التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويعزز استقرار مستويات إنتاج النفط الليبي قدرة الدولة الواقعة في شمال أفريقيا على زيادة صادراتها، ومن ثم تنمية الإيرادات التي تدعم الموازنة العامة للبلاد، إذ إن المبيعات سجلت في مايو/أيار الماضي نحو 1.661 مليار دولار.
وانقسمت مبيعات مؤسسة النفط الليبية خلال المدة المذكورة، إلى 1.572 مليار دولار من مبيعات النفط الخام، و29 مليون دولار من مبيعات الغاز والمكثفات، بالإضافة إلى 60 مليون دولار من مبيعات المشتقات النفطية، و616 ألف دولار من قطاع البتروكيماويات.
وكانت صادرات النفط الليبي قد تعرضت إلى أزمة كبيرة خلال السنوات الـ10 الماضية، مع توقّف عمليات الإنتاج أكثر من مرة، إمّا كلّيًا أو جزئيًا، وذلك على خلفية الصراعات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الليبي يستعيد عافيته بعد الإفراج عن وزير المالية السابق
- إغلاق حقل الفيل يعيد شبح وقف صادرات النفط الليبي من جديد (فيديو)
- توتال إنرجي تدعم إنتاج النفط الليبي بصفقة استحواذ جديدة
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب تحتل المركز الثاني
- مسؤول: الهيدروجين في الجزائر قادر على سد حاجة أوروبا.. وهذه أبرز الأسباب (حوار وفيديو)
- التعاون النووي بين المغرب وروسيا ضروري لثلاثية "الغذاء والماء والطاقة" (مقال)