الطاقة الكهرومائية في الهند تنتعش بـ12 مشروعًا في ولاية واحدة
بعد تأجيل 15 عامًا
حياة حسين
تشهد الطاقة الكهرومائية في الهند انتعاشًا جديدًا، من شأنه زيادة حصتها في مزيج الكهرباء، سواء على المستوى الوطني، أو الولايات المختلفة.
وفي هذا الإطار، أحيت الحكومة 12 مشروعًا للطاقة الكهرومائية من المقرر إقامتها في ولاية "أروناتشال براديش Arunachal Pradesh"، ما يعزز التنمية في الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، ويمكّنها من التفوق على الولايات الأخرى.
وكانت الحكومة قد أطلقت المشروع قبل 15 عامًا، لكنه جُمِّد منذ ذلك الحين لعدّة أسباب، لم تعلنها ببيانها المنشور في موقعها الإلكتروني، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
ولتنفيذ الـ12 مشروعًا للطاقة الكهرومائية، وقّعت الحكومتان الفيدرالية والمحلية في الولاية مذكرة تفاهم في احتفالية خاصة.
وفي 2 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)، أعلنت وزارة الكهرباء الهندية استثناء إمدادات الكهرباء المولّدة من مشروعات الطاقة الكهرومائية من قرار رسوم نظام النقل بين الولايات "آي إس تي إس"، في إطار دعمها لمصادر الطاقة المتجددة.
قدرة المشروعات
تبلغ سعة الـ12 مشروعًا -التي قررت الحكومة إحياء خطة إقامتها بعد تأخير طويل في ولاية برادش- نحو 11517 ميغاواط، وكان من المقرر أن يدشّن القطاع الخاص تلك المشروعات قبل 15 عامًا، لكن أسبابًا عديدة عطّلتها.
إلّا أن مؤسسة "بي آر إس" البحثية الهندية غير الربحية نشرت بحثًا عن مشروعات الطاقة الهندية المُعطّلة، وأسباب التأخير، وآثاره في التكلفة والتنمية.
وأشارت بملخص بحثها، المنشور في موقعها الإلكتروني، إلى أنه من بين مشروعات الطاقة التي تأخّر تنفيذها، 12 مشروعًا للطاقة الكهرومائية في الهند، وهي من بين 13 مشروعًا كان مقررًا تدشينها.
وأوضحت المؤسسة أن بحثها خلص إلى أن الأسباب الرئيسة لتأخّر مشروعات الطاقة الكهرومائية في الهند هي الاختناقات بعمليات الاستحواذ على الأراضي، وعدم حسم القضايا الخلافية المتعلقة بالبيئة والغابات، إضافة إلى عدم حسم مسألة إعادة توطين سكان مناطق مشروعات الطاقة الكهرومائية، كما وضعت القوانين المحلية والإجراءات معوقات إضافية، بالتوازي مع صعوبات التمويل.
ولاحظت لجنة البحث أن تلك العراقيل عادة ما تواجه مشروعات البنية التحتية كبيرة الحجم. كما خلصت إلى أن مشروعات المناطق الشمالية الشرقية في الهند لا تحظى ببنية تحتية كافية لتعزيز إقامتها، على رأسها الطرق والجسور التي تسمح بنقل احتياجات مشروعات تستغرق عمليات بنائها وقتًا طويلًا.
ونظريًا، كل هذه الأسباب ترفع تكلفة المشروعات، وفق المؤسسة، التي أشارت إلى أن تأخير 12 مشروعًا للطاقة الكهرومائية في الهند، زاد من تكاليفها المحددة وقت إعلانها.
نتائج التأخير
وفق بحث مؤسسة "بي آر إس" الهندية، الخاص بتأخّر مشروعات الطاقة الكهرومائية في الهند، الذي نشرته بتاريخ 27 أغسطس/آب 2021، فقد أدى التأخير إلى زيادة تكلفة الوقت التراكمي بأكثر من 100 سنة، والتمويل بنحو 315 مليار روبية (3.8 مليار دولار أميركي).
ومن الضروري ملاحظة أن الدراسة أُجريت قبل أكثر من عامين، أي إن التكلفة الإضافية قد تكون تضاعفت بعد الموجة التضخمية القياسية التي ضربت العالم في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
وقال وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة شري آر كيه سنغ، تعليقًا على قرار إقامة 12 مشروعًا للطاقة الكهرومائية في الهند، خلال احتفالية خاصة: "إن تلك المشروعات ستسهم في تعزيز نمو الولاية، وتزيد معدل دخل الفرد في برادش عن دخل الفرد في ولايتي ماهاراشترا وغوجارات".
وتابع: "الطاقة الكهرومائية في الهند واعدة مقارنةً بدول مثل أميركا وكندا والنرويج، التي استغلت نحو 90% من إمكاناتها في هذه المشروعات، وهي مصدر للطاقة الخضراء، وستسهم في زيادة المياه الجوفية".
كما تسهم تلك المشروعات في تحقيق هدف الهند بتوليد 500 ميغاواط من الكهرباء من وقود غير أحفوري بحلول عام 2030.
وتعزز -أيضًا- تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2070، الذي التزمت به في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كما ستخلق المشروعات فرص عمل هائلة، ما يعزز الاقتصاد المحلي، ويساعد على اكتساب خبرات فنية وتقنية، ما يضمن تدفقات استثمارية مليارية للمنطقة.
موضوعات متعلقة..
- اعتماد أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في تاريخ الهند
-
23.5 مليار دولار استثمارات مبدئية لمشروع الطاقة الكهرومائية الهندي
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب تحتل المركز الثاني
-
التعاون النووي بين المغرب وروسيا ضروري لثلاثية "الغذاء والماء والطاقة" (مقال)