صفقات النفط والغاز العالمية تسجل 57 مليار دولار في الربع الثاني من 2023 (تقرير)
بزيادة 60%
محمد عبد السند
سجّلت القيمة الإجمالية لعقود صفقات النفط والغاز العالمية زيادة كبيرة، خلال الربع الثاني من العام الجاري (2023)؛ ما يعكس حالة الزخم في سوق تواجه العديد من التعقيدات الجيوسياسية، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط (2022).
وغالبًا ما يُنظر إلى تزايد عدد الصفقات في هذين المصدرين الحيويين للوقود الأحفوري، على أنهما مؤشران إيجابيان للنمو الاقتصادي العالمي، ومناخ الاستثمار بوجه عام.
وفي ضوء هذه الخلفية، شهدت القيمة الإجمالية لعقود صفقات النفط والغاز المعلنة زيادة كبيرة نسبتها 60% على أساس فصلي، خلال الربع الثاني من العام الجاري (2023)، مدعومة في ذلك بالعقد الضخم الخاص بمشروع الغاز المسال في حقل الشمال الجنوبي الكائن في مدينة رأس لفان شمال قطر، حسبما أظهر أحدث تقرير صادر عن شركة البيانات والتحليلات الرائدة "غلوبال داتا".
وأظهر التقرير، الذي يحمل عنوان "تحليلات عقود صناعة النفط والغاز حسب القطاع والمنطقة والعقود الممنوحة وكبار المقاولين 2023"، أن قيمة إجمالي صفقات النفط والغاز قد صعدت من 35.4 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023، إلى 56.7 مليارًا في الربع الثاني من عام 2023، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تراجع أعداد الصفقات
لم تستطِع أحجام عقود صفقات النفط والغاز العالمية مواكبة الزيادة في القيمة؛ إذ تراجعت من 1.625 عقدًا في الربع الأول من عام 2023، إلى 1.256 عقدًا في الربع الثاني من العام ذاته.
وقال محلل النفط والغاز في "غلوبال داتا" بريتام كاد: "الدفعة القوية على مستوى القيمة ترجع -أساسًا- إلى عقد أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات والتشغيل الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار في المشروع المشترك بين شركتي تكنيب إنرجي وكونسوليديتيد كونتراكتورز".
وأوضح كاد: "يستهدف العقد المذكور إنتاج 16 مليون طن سنويًا من الغاز المسال من مشروع حقل الشمال الجنوبي في دولة قطر"، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومثّلت أعمال التشغيل والصيانة ما نسبته 54% من إجمالي عقود صفقات النفط والغاز العالمية في الربع الثاني من العام الجاري (2023)، تليها عقود المشتريات بنسبة 18%، ثم عقود المجالات المتعددة، مثل الإنشاءات والتصميم والهندسة والتركيب، والمشتريات بنسبة 11%.
وتشتمل بعض من عقود النفط والغاز الأخرى البارزة، التي أبرمت خلال المدة المذكورة، على عقدين لشركة هيونداي إي أند سي، يبلغ قوامهما نحو 5 مليارات دولار، والممنوحين لها من عملاقة النفط السعودية الحكومية أرامكو، وتوتال إنرجي الفرنسية.
ويغطي العقدان أعمال الهندسة والشراء والإنشاءات والتشغيل والمرافق والمرافق ذات الصلة في توسعة مجمع أميرال للبتروكيماويات في مدينة الجبيل الصناعية الواقعة شرق المملكة العربية السعودية.
وحصلت المجموعة الهندسية الإيطالية ماير تكنيمونت -أيضًا- على عقدين رئيسين بقيمة نحو 2 ملياري دولار من أرامكو، وتوتال إنرجي لتنفيذ أعمال هندسة وشراء وإنشاء وحدات المشتقات، ووحدات البولي إيثيلين عالي الكثافة لتوسعة مجمع أميرال.
حقل الشمال الجنوبي
أبرمت شركة قطر للطاقة عقد الهندسة والمشتريات والإنشاءات الرئيس لمشروع حقل الشمال الجنوبي، في مايو/أيار (2023)، والذي يشتمل على خطيْن عملاقيْن لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، بسعات إنتاجية إجمالية تصل إلى 16 مليون طن سنويًا.
ويراهن البلد الخليجي الصغير من حيث المساحة، على هذا المشروع العملاق، إلى جانب مشروع حقل الشمال الشرقي، في رفع السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال، من 77 مليون طن سنويًا حاليًا إلى 126 مليون طن سنويًا.
وتضع قطر للطاقة يدها على 75% من أسهم المشروع، كما وقّعت اتفاقيات شراكة مع كبريات شركات الطاقة العالمية -توتال إنرجي الفرنسية، وشل الأنغلو هولندية، وكونوكو فيليبس الأميركية- للحصة المتبقية البالغة 25%.