ما علاقة العقوبات على إيران بصفقة زيت الوقود العراقي؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
وما أهمية النفط الأسود لطهران؟
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن العقوبات على إيران من أسباب حصولها على زيت الوقود العراقي عن طريق المقايضة.
وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع تويتر بعنوان "نظرة أولية إلى أسواق النفط في 2024"- أن العقوبات المفروضة على طهران، وكذلك المفروضة على فنزويلا، ليس من الواضح مصيرها خلال العام المقبل.
ولفت إلى أن إيران وفنزويلا تنتجان بأقصى إنتاجية تملكانها في كل الحالات، وذلك على مرأى ومسمع من الأميركيين وبضوء أخضر منهم، ومن ثم فإن إنتاجهما النفطي متواصل، ولكن رفع العقوبات أمر آخر، لأنه سيسمح للشركات المختلفة حول العالم بالاستثمار في هذه الدول.
إنتاج النفط في إيران
قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه "إذا استثمرت الشركات العالمية في إيران فسيزيد إنتاج النفط، ومن ثم سيزيد الأثر، فهل سيكون هناك تغيير إذ تتغير وجهات الاستثمار في هذه الدول؟".
وأضاف: "هناك إشكالية أنه كان هناك اتفاق بين بغداد وطهران بشأن استبدال زيت الوقود العراقي بالغاز الإيراني، بعبارة أخرى، يستورد العراق الغاز والبنزين والكهرباء من إيران، ولكن بغداد في بعض الاحيان لا تسدد لطهران".
ولفت الدكتور أنس الحجي، إلى أن أحد أسباب عدم السداد هو العقوبات الأميركية، لأنه لا يمكن تحويل الدولارات عبر البنوك، ومن ثم ما يحدث أن الإيرانيين يرسلون الطائرات وبعض المسؤولين، ويحصلون على أموالهم (كاش)، ولكنهم لا يستطيعون الحصول على الأموال الضخمة، لأن لهم أكثر من 10 مليارات دولار حاليًا في البنوك العراقية.
وأوضح أن طهران تريد الآن الحصول على العائدات، ومن ثم أوقفت ضخ الغاز، خاصة إلى البصرة، ما أسفر عن مشكلات كبيرة في قطاع الغاز والكهرباء، إلى أن سدد العراقيون، ولكن الآن هناك اتفاق رسمي بين العراق وإيران، على أن ترسل بغداد كميات من النفط وزيت الوقود.
يُشار إلى أن حكومة بغداد، كانت قد وقعت مؤخرًا، صفقة تستهدف إنهاء أزمة انقطاعات التيار الكهربائي عبر مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني، إذ قال مصدر من شركة تسويق النفط الحكومية سومو، إن إنتاج النفط العراقي قد يتأثر بالاتفاق.
وبموجب الصفقة، سيُدفع ثمن واردات الغاز الإيراني عن طريق مقايضة زيت الوقود العراقي، وذلك في وقت يكافح فيه ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك مع استمرار تعليق صادرات نفط إقليم كردستان، منذ 25 مارس/آذار الماضي 2023، حسبما ذكرت إس آند بي غلوبال بلاتس.
إيران وزيت الوقود العراقي
أشار مستشار خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى أن زيت الوقود العراقي، الذي يجري تبادله، يسميه العراقيون "النفط الأسود"، وهو من أردأ أنواع الوقود، الذي يُحرق في المعتاد في محطات الكهرباء، إذ تحصل طهران عليه، ولكنها تُعد من أكبر المصدرين في المنطقة لهذا النوع من النفط، ما يثير تساؤلات بشأن السبب.
وتابع أنس الحجي: "ترسل إيران الغاز إلى العراق ضمن الاتفاق الرسمي، الهادف للتلاعب على العقوبات الأميركية، لأنها تتعلق بتحويل المبالغ المالية ولا تتعلق بالتجارة البينية العينية، ومن ثم فالهدف هو تلافي العقوبات، ولكن هذا يحصل على مرأى الأميركيين، الذين يرون الأمر ويتغاضون عنه، ولا أحد يعرف السبب".
وتساءل الحجي: إذا كانت إيران لن تستعمل زيت الوقود العراقي، فلماذا تحصل على هذا النوع من النفط وماذا ستفعل به؟ موضحًا أن طهران ستعمل في النهاية على تصدير "النفط العراقي الأسود"، ولكن ما زالت طريقة التصدير غير معروفة.
وتوقع الحجي أن يُصدر زيت الوقود العراقي "النفط الأسود" على أنه نفط أنتجته بغداد إلى دول أخرى، في حين تتولى طهران تحصيل المبالغ مقابل هذه الصادرات من الدول التي ستشتريه، مؤكدًا أن هذا الأمر ما زال مجهولًا حتى الآن، ولكن لا أحد يدري ما سيحدث بشأن العقوبات على إيران في 2024.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: النفط الأميركي لن يجد سوقًا إذا تعافت إيران وليبيا (صوت)
- إنتاج النفط العراقي قد يتأثر بصفقة المقايضة مع الغاز الإيراني (تقرير)
- كيف تؤثر أزمة إيران في أسواق النفط.. وما قصة المخزون العائم؟ (صوت)
اقرأ أيضًا..
- انخفاض عائدات صادرات الغاز المسال الأسترالي 24% في يونيو
- صادرات الغاز المسال المصرية تتوقف.. وانخفاض ضخم متوقع بالإيرادات
- احتياطيات النفط العالمية ترتفع إلى 1.56 تريليون برميل.. و5 دول عربية بقائمة الكبار (تقرير)