أدنوك الإماراتية تحفر أول بئر في العالم لحقن الكربون واحتجازه بالمياه الجوفية
محمد عبد السند
أنجزت أدنوك الإماراتية مشروعها غير المسبوق في مجال إزالة الكربون من عملياتها المختلفة، في إطار استثمارات الشركة في الطاقات النظيفة والتقنيات المستقبلية، بهدف مواكبة أعمالها للمستقبل والإسهام في بناء مستقبل مستدام منخفض الكربون.
كما يأتي المشروع في إطار مساعي شركة بترول أبوظبي الوطنية لترسيخ مكانتها بوصفها موردًا مسؤولًا وموثوقًا للطاقة لعملائها والأسواق الكبرى حول العالم.
وفي هذا الإطار أنجزت أدنوك عمليات الحفر لمشروعها التاريخي المتمثل في حفر أول بئر في العالم لحقن ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، حسبما أورد موقع "أويل أند غاز ميدل إيست".
ويمثّل المشروع خطوة جديدة مهمة في إطار الجهود التي تبذلها الشركة لتقليص الانبعاثات في عملياتها؛ تمهيدًا لخفض كثافة انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وصولًا إلى هدفها الأسمى المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الجاري (2050).
مرحلة التشغيل
ذكرت أدنوك، على حسابها الشخصي على موقع لينكد إن: "نمضي -الآن- قُدمًا للاستعداد لمرحلة تشغيل البئر، والتي سيُدفن خلالها ثاني أكسيد الكربون المُحتجز من عمليات شركة فيرتيغلوب في الإمارات بطريقة آمنة ودائمة تحت الأرض".
وكانت الشركة قد كشفت النقاب عن مشروع أول بئر في العالم لحقن ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، في شهر يناير/كانون الثاني (2023)، والذي يقوم على الخبرات الكبيرة التي تتمتع بها أدنوك في هذا المجال.
وتمتلك أدنوك منشأة الريادة لاحتجاز الكربون، والتي لديها القدرة على احتجاز ما يصل إلى 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويستعمل مشروع أول بئر في العالم لحقن الكربون واحتجازه بالمياه الجوفية، وكذلك التكوينات الجيولوجية المستهدفة، نتائج المسح الزلزالي الشامل ثلاثي الأبعاد الذي أجرته أدنوك، إلى جانب سعة النمذجة السطحية الحديثة الخاصة بالشركة.
ويشير مصطلح النمذجة السطحية إلى طريقة رياضية تتوافر عادةً في تطبيقات التصميم بمساعدة الحاسوب لعرض الكائنات صلبة المظهر.
إنتاج الأمونيا
سيُسهِم المشروع في إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون، التي تُعد ناقلًا فاعلًا وميسور التكلفة للهيدروجين، يمكن زيادته بسرعة، ولديه كثافة كربون منخفضة مقارنة بأنواع الوقود الأخرى.
وسيخضع المشروع للمراقبة والتقييم، باستعمال التقنية المتطور في مركز التميز الرقمي بالثمامة التابع لأدنوك.
ويستهدف هذا التقييم ضمان أعلى مستويات من السلامة البيئية، في ظل توسّع الشركة في أنشطة احتجاز الكربون وتخزينه من أجل احتجاز 5 ملايين طن سنويًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
استثمارات مليارية
تعهّدت أدنوك بضخ استثمارات إجمالية قدرها 15 مليار دولار أميركي في مشروعات تستهدف خفض البصمة الكربونية للشركة عبر عملياتها المختلفة، بحسب ما نشره موقع أبستريم Upstream.
وستُنفذ تلك الاستثمارات عبر "مجموعة من المشروعات ضمن سلسلة القيمة المتنوعة الخاصة بها بحلول عام 2030"، حسبما ذكرت الشركة.
وتنفق شركات النفط والغاز الكبيرة في الشرق الأوسط مليارات الدولارات لتعزيز قدراتها في إنتاج المواد الهيدروكربونية، لكنها تتعهّد في الوقت ذاته بتكثيف الاستثمارات في مبادرات تحول الطاقة، بدعم من مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى جانب مشروعات الهيدروجين التي تشتمل على تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة.
ومع ذلك، لم تُدرج الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة تلك التقنيات في إستراتيجيتها التي توصي بها لتحقيق أهداف الحياد الكربوني؛ اتساقًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.
وفي مارس/آذار (2023) أعلنت أدنوك أنها ستكشف النقاب عن "حزمة من المشروعات الجديدة خلال عام 2023، من بينها أول مشروع من نوعه لاحتجاز الكربون وتخزينه، وتقنيات مبتكرة لإزالة الكربون، واستثمارات في حلول الطاقة النظيفة الجديدة، وتعزيز الشراكات الدولية".
وفي العام الماضي (2023)، أسست الشركة الإماراتية مشروعًا جديدًا تحت مسمى "الحلول منخفضة الكربون والنمو العالمي"؛ تماشيًا مع طموحها في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية تبدأ تطوير أول بئر في العالم لحقن الكربون واحتجازه بالمياه الجوفية
- أدنوك الإماراتية تنفذ مشروعًا فريدًا لتحويل الكربون إلى صخور
- أدنوك الإماراتية تخصص 15 مليار دولار لمشروعات خفض انبعاثات الكربون
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تكمل صفقة استحواذ ضخمة في الصين بقيمة 3.4 مليار دولار
- سيناريو واحد فقط يصعد بأسعار النفط إلى 100 دولار
- خبير: منجم تالا حمزة في الجزائر يغيّر خريطة احتياطيات الزنك عالميًا