يعدّ منجم السكري في مصر أحد المقومات الرئيسة لقطاع التعدين، والذي تعوّل عليه الحكومة في زيادة المساهمة بإجمالي الناتج المحلي إلى 5% بدلًا من 1% بحلول عام 2030.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة سنتامين الأسترالية (صاحبة امتياز استغلال منجم السكري لإنتاج الذهب)، مارتن هورغان، خطط الشركة لزيادة إنتاج الذهب في مصر، وخفض التكاليف التشغيلية بالمنجم.
وتخطط الشركة إلى رفع إنتاج منجم السكري في مصر خلال العام الجاري (2023) إلى ما بين 450 و480 ألف أوقية، مقارنة بحجم إنتاجها في 2022، البالغ نحو 440 ألف أوقية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
التنقيب عن الذهب في مصر
استعرض هورغان خطط سنتامين لزيادة رقعة التنقيب عن الذهب في مصر، موضحًا أن شركته تقدّمت عام 2020 بطلب للحصول على منطقة امتياز إضافية تبلغ 3 آلاف كيلومتر مربع، حسبما ذكرت سي إن إن الاقتصادية.
وشدد رئيس سنتامين على أن هناك فرصًا محتملة في هذه المناطق من الصحراء الشرقية، وهي موزعة على 3 مناطق، واحدة حول منجم السكري، واثنتان تقعان إلى الشمال من منجم السكري في مصر.
وقال: "لقد كنّا نشيطين في عملية الاستكشاف، ونحفر حاليًا في عدد من النقاط المستهدفة التي حددناها من خلال الدراسات الجيولوجية لاحتمال وجود فرص فيها، وإذا نجحنا نعتقد إنه يمكن أن تزيد إنتاجية منجم السكري".
احتياطيات منجم السكري
توقّع المسؤول الأول في شركة سنتامين الإسترالية استمرار منجم السكري في مصر بالإنتاج لمدة تتراوح بين 10 و15 عامًا أخرى.
تُقدَّر احتياطيات منجم السكري بنحو 5.8 مليون أوقية من الذهب، وهو ما يمدّ عمر المنجم بنحو 12 عامًا أخرى، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويقع منجم السكري بالصحراء الشرقية الغنية بالمعادن الثمينة، وهو تابع لمحافظة البحر الأحمر، ويحتوي على مخزون من المعدن الأصفر هشّ وسهل التسكير.
وتبلغ مساحة المنجم -الذي يعتمد على مياه البحر الأحمر في تعويم المواد الخام والإحلال والترسيب بمحطات المتابعة- نحو 160 كيلومترًا مربعًا.
وبمقتضى اتفاق استغلال منطقة السكري، تحصل الحكومة المصرية على 5% من الأرباح تحت بند "إتاوة"، ويجري تقاسم الأرباح بواقع 50% و50%.
ويُصدّر الذهب الذي تقوم شركة سنتامين بإنتاجه إلى أحد مصافي الذهب في سويسرا لاعتماده والحصول على شهادة النقاء اللازمة للاعتراف به، ثم تعود النسبة المخصصة لمصر في صورة سبائك أو حصيلة دولارية.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يستعرض أبرز المعلومات عن منجم السكري لإنتاج الذهب في مصر:
تكاليف إنتاج الذهب
أكد هورغان أن متوسط تكلفة إنتاج الأوقية في منجم السكري ما بين 1200 و1400 دولار، في الوقت الذي تباع فيه بنحو 1900 دولارُا.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف تخفيض تكاليف الإنتاج بمقدار 100 أو 200 دولار، من خلال تنفيذ عدد من المبادرات لتقليل مصاريف التشغيل، من بينها تشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 36 ميغاواط، لتعمل في منطقة منجم السكري.
وأوضح أن مصر تتمتع بوجود شمس وفيرة، "وهو ما شجع خيارنا بالتحول عن استعمال الديزل لصالح الطاقة الشمسية"، وهو ما أدى إلى تخفيض انبعاثات الكربون بنحو 60 ألف كيلوغرام سنويًا، والاستغناء عن 100 ألف لتر من الديزل يوميًا.
وتطمح مصر إلى زيادة الاستثمارات في قطاع التعدين، إذ تستهدف وصول الاستثمارات في القطاع إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2040.
وفي هذا الإطار، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا اليوم الخميس 20 يوليو/تموز توصُّل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية لاتفاق مع شركتي باريك غولد الكندية وسنتامين على البنود التجارية والمالية والقانونية لنموذج عقد استغلال المعادن بعدد من مناطق الامتياز التي فازت بها الشركتان في المزايدة العالمية للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة واستغلالها.
وأكد الملا أن الاتفاق أحد النجاحات التي حققتها الدورة الحالية لمنتدى مصر للتعدين، خاصة أن الشركتين "باريك" و"سنتامين" عالميتان، ولديهما الخبرة والملاءة المالية والتقنيات للإسراع بتنفيذ الاتفاق وتحقيق نتائج أعمال تضاف لما يحققه قطاع التعدين من تطور.
موضوعات متعلقة..
- إيرادات منجم السكري للذهب في مصر تتجاوز 7.5 مليار دولار
- احتياطيات منجم السكري في مصر تقفز فوق 11 مليون أوقية ذهب في 2022
- منجم السكري في مصر.. أحد أشهر أماكن إنتاج الذهب في العالم (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- انقطاع الكهرباء في مصر بشكل غير مسبوق.. هل الغاز السبب؟
- دمج الهيدروجين الأخضر في شبكات الكهرباء الصغرى يحل معضلة "تقطع" الطاقة المتجددة
- سيناريو واحد فقط يصعد بأسعار النفط إلى 100 دولار