صادرات الغاز المسال المصرية تتوقف.. وانخفاض ضخم متوقع بالإيرادات

مي مجدي

2023-07-19

1 46٬067

محطة إدكو المعنية بصادرات الغاز المسال المصرية — محطة إدكو – الصورة من موقع الشركة المصرية للغاز المسال

بعد أن حققت صادرات الغاز المسال المصرية طفرة غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الجاري، تتزايد التوقعات بتراجع الإيرادات في ظل توقّف الصادرات الذي جرى الإعلان عنه رسميًا قبل قليل، في مفاجأة صادمة.

وفي هذا الشأن، قال وزير البترول المصري طارق الملا، اليوم الأربعاء 19 يوليو/تموز (2023)، إن بلاده لن تستأنف صادرات الغاز المسال قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول (2023)، حسب مقابلة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح الوزير أن مصر تعتزم استئناف صادرات الغاز المسال من خلال محطتي الإسالة إدكو ودمياط خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأرجع الوزير ذلك إلى موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد، ما أدى إلى زيادة استهلاك محطات الكهرباء من الغاز، إلى جانب رغبة الحكومة في خفض استهلاك المازوت في توليد الكهرباء؛ نظرًا لارتفاع أسعاره عالميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وسبق أن صرّح طارق الملا أن صادرات الغاز المسال المصرية توقفت في يونيو/حزيران (2023)، نتيجة عوامل موسمية، من بينها ارتفاع الاستهلاك المحلي، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يعزز الطلب على الغاز لأغراض التبريد.

تراجع إيرادات صادرات الغاز المسال المصرية

في الوقت نفسه، توقّع وزير البترول المصري تراجُع الإيرادات من صادرات الغاز المسال المصرية بنحو 50% خلال العام الجاري (2023)؛ بسبب تراجع الأسعار العالمية، إذ انخفضت الأسعار بنحو الثلثين، مقابل المستويات القياسية التي سجلتها خلال عام 2022، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن".

وبحسب التقديرات الأولية لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، استطاعت محطتا الإسالة في إدكو ودمياط تصدير نحو 1.44 مليون طن إلى الأسواق الأوروبية (الاتحاد الأوروبي وتركيا وبريطانيا) خلال الربع الأول من العام الجاري.

واستحوذت صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا على قرابة 76% من إجمالي الصادرات خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية مارس/آذار (2023).

في حين بلغت صادرات الغاز المسال المصرية إلى الأسواق الآسيوية نحو 0.46 مليون طن، بحصّة 24% من الإجمالي.

وخلال عام 2022، بلغت إيرادات مصر من صادرات الغاز 8.4 مليار دولار، مقارنة بـ3.5 مليار دولار في عام 2021.

استهلاك الغاز في مصر

ذكر التقرير السنوي الصادر عن شركة الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، للعام المالي الماضي 2021-2022، أن قطاع الكهرباء في مصر استحوذ على قرابة 58.3% من إجمالي استهلاك الغاز في البلاد.

وتتعرض البلاد لموجة حارة قاسية -حاليًا- بسبب منخفض الهند الموسمي، وشهد العديد من المحافظات انقطاع الكهرباء لمدد متفاوتة وصلت إلى 6 ساعات يوميًا.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي، إن استهلاك الكهرباء في مصر زاد بصورة كبيرة، وانعكس ذلك بوضوح على استهلاك الغاز، والضغط الشديد على الشبكات الخاصة به، ونجم عن ذلك انخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء.

وأشار مدبولي إلى بدء تخفيف الأحمال منذ يومين مع انخفاض الضغوط، حتى يمكن الوصول للضغوط العادية لشبكة الغاز.

وأكد استمرار تخفيف الأحمال بالتناوب حتى منتصف الأسبوع المقبل، لتستعد الشبكة ضغوطها من الغاز.

زيادة الصادرات

سبق أن قررت الحكومة المصرية تطبيق خطة لترشيد استهلاك الغاز في محطات الكهرباء منذ شهر أغسطس/آب (2022)، في خطوة لزيادة الصادرات لتوفير العملة الصعبة.

ويأتي انقطاع الكهرباء في مصر تزامنًا مع بدء تطبيق المرحلة الثانية من خطة الحكومة لترشيد الاستهلاك التي انطلقت في مطلع يوليو/تموز (2023)، بحسب ما أشارت إليه مصادر في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مصدر مسؤول في وزارة البترول المصرية، إن نقص الغاز يعدّ السبب الرئيس في حدوث أزمة الكهرباء، مشيرًا إلى تراجع إنتاج حقل ظهر -أكبر حقول الغاز المصرية.

وانخفض إنتاج الحقل إلى قرابة 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، بجانب عدم وجود اكتشافات جديدة أو تطوير للحقول القديمة، وفقًا لتصريحاته.

وانخفض إنتاج مصر من الغاز إلى أدنى مستوى في 3 سنوات، مسجلًا 5.841 مليار قدم مكعبة في مايو/أيار، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..