يواصل خفض إنتاج النفط السعودي جني ثماره في الأسواق العالمية، بعد أن أدى إلى إزالة المخاوف بشأن استمرار هبوط أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا إلى شهر أغسطس/آب المقبل، الذي بدأت تنفيذه في شهر يوليو/تموز الجاري.
ونتيجة لذلك، اشترت صناديق التحوط والمديرون الماليون الآخرون ما يعادل 115 مليون برميل في أهم 6 عقود نفطية آجلة وخيارات على مدار الأيام الـ7 المنتهية في 11 يوليو/تموز 2023، وفق مقال نشرته وكالة رويترز، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت هذه الزيادة من بين أكبر زيادات مسجلة خلال السنوات الـ10 الماضية (المرتبة الـ14 من أصل 539 أسبوعًا منذ عام 2013)، وتشير إلى تعديل كبير في تقييمات المتداولين حول ميزان المخاطر.
شراء عقود النفط
عبر جميع العقود النفطية الـ6، اشترت الصناديق ما مجموعه 163 مليون برميل في الأسبوعين الأخيرين، بعد أن مدّدت المملكة العربية السعودية خفضها -البالغ مليون برميل يوميًا- لمدّة شهر إضافي، بحسب ما ذكره كاتب المقال جون كيمب.
وقاد النفط الخام الزيادة في عمليات الشراء بـ134 مليون برميل من إجمالي 163 مليون برميل، وليس المنتجات المكررة التي استحوذت على 29 مليون برميل فقط.
وارتفع إجمالي عمليات الشراء إلى 445 مليون برميل في 11 يوليو/تموز، مقارنةً بـ282 مليون برميل في 27 يونيو/حزيران، بحسب التقرير.
وتتماشى تغطية عمليات إعادة الشراء التي تركز على النفط الخام، مع تمديد خفض إنتاج النفط السعودي، لتقليل مخاطر انخفاض الأسعار الناتجة عن تباطؤ النمو في الصين وأوروبا.
ولم يكن مديرو الصناديق متفائلين بعد بشأن آفاق أسعار النفط، لكن التخفيضات خففت من بعض التشاؤم الشديد الذي أثر في السوق بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران 2023.
ارتفاع عمليات شراء الغاز الأميركي
في سياقٍ متصل، اشترت صناديق التحوط والمديرون الماليون الآخرون ما يعادل 137 مليار قدم مكعّبة من العقود الآجلة والخيارات المرتبطة بأسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة على مدار الأيام الـ7 المنتهية في 11 يوليو/تموز، وفق ما جاء في المقال.
وكانت الصناديق تشتري في كل من الأسابيع الـ5 الأخيرة، إذ اشترت ما مجموعه 822 مليار قدم مكعّبة منذ 6 يونيو/حزيران 2023.
وتراكمت لديها صفقات طويلة الأجل صافية قدرها 743 مليار قدم مكعّبة، ارتفاعًا من صفقات قصيرة الأجل صافية قدرها 79 مليار قدم مكعّبة في 6 يونيو/حزيران 2023، و1.061 مليار في 31 يناير/كانون الثاني 2023.
ويبدو أن مديري الصناديق يتوقعون شح الإمدادات المستقبلية في السوق المحلية الأميركية، الذي لم يحدث بعد.
وكان مخزون الغاز الذي يمكن سحبه ما يزال أكثر من 282 مليار قدم مكعّبة، وهو ما يُعد أعلى من المتوسط الموسمي للسنوات الـ10 السابقة في 7 يوليو/تموز.
وجرى تغيير الفائض قليلًا من أكثر من 279 مليار قدم مكعّبة في 6 يونيو/حزيران 2023، وارتفع من أكثر من 44 مليار قدم مكعّبة في نهاية يناير/كانون الثاني 2023.
ومع انخفاض أسعار الغاز الفعلية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1990، وانخفاض عدد الحفارات النشطة للتنقيب عن النفط والغاز بصورة مطردة، يتوقع معظم التجار الآن أن السوق ستشهد شح الإمدادات خلال شتاء 2023-2024.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة منذ عام 2019:
تمديد خفض إنتاج النفط السعودي
في 3 يوليو/تموز 2023، أعلنت السعودية تمديد خفض الإنتاج الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا، الذي بدأت تطبيقه في يوليو/تموز الجاري، شهرًا آخر، ليشمل شهر أغسطس/آب مع إمكان تمديده مجددًا.
وبذلك، من المقرر أن يبلغ إنتاج النفط السعودي في شهر أغسطس/آب 2023، نحو 9 ملايين برميل يوميًا، بموجب خفض إنتاج النفط السعودي، الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك+، بهدف دعم استقرار أسواق النفط وتوازنها.
وأوضح مصدر في وزارة الطاقة السعودية، أن خفض المليون برميل يوميًا سيُضاف إلى الخفض الطوعي الذي سبق أن أعلنته السعودية في أبريل/نيسان 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، وفق ما نقلته وكالة واس الحكومية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط السعودي منذ عام 2021:
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، قد أشار في حلقة سابقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة" إلى أن الخفض الطوعي لإنتاج النفط السعودي منع الأسعار من التراجع بما يصل إلى 4 أو 5 دولارات إضافية عمّا هي عليه الآن، وربما أكثر من ذلك.
وأشار الحجي إلى أن تجديد الخفض الطوعي، الذي بدأ في شهر يوليو/تموز، يُعَد محاولة للسيطرة على الذبذبة في السوق، وسحب البساط من تحت المضاربين.
موضوعات متعلقة..
- 8 خبراء: تمديد خفض إنتاج النفط السعودي منطقي.. وهذه هي الأسعار المناسبة
- هل تؤثر تخفيضات إنتاج النفط السعودي في الإمدادات لآسيا؟ تقرير يجيب
- 6 أسباب دفعت السعودية لتمديد خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- احتياطيات النفط العالمية ترتفع إلى 1.56 تريليون برميل.. و5 دول عربية بقائمة الكبار (تقرير)
- بدء إنتاج الغاز المغربي قبل الموعد المحدد.. وترخيص جديد لـ"شاريوت"
- أكبر 10 شركات توربينات رياح في العالم.. الهيمنة صينية
- صدمة.. طائرات خلايا وقود الهيدروجين والكهربائية لن تحقق الحياد الكربوني في النقل الجوي