أخبار النفطرئيسيةنفط

خطة لزيادة إنتاج النفط في الكونغو قبل مراجعة خطوط الأساس لأوبك+

دينا قدري

من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط في الكونغو بشكل كبير بحلول العام المقبل (2024)، قبل مراجعة خطوط الأساس الخاصة بدول تحالف أوبك+ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي قد تشهد زيادة في الحصص.

واتُّفِقَ على خفض إنتاج التحالف الإجمالي بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا في عام 2024، بعد ساعات من المفاوضات المتوترة في الاجتماع الوزاري الأخير لأوبك+ في 4 يونيو/حزيران، إذ أخفقت الكونغو ونيجيريا وأنغولا وغينيا الاستوائية في الوصول إلى حصصها في السنوات الأخيرة.

ومُنحت الدول مهلة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لإثبات قدرتها على زيادة الإنتاج، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتسابق أعضاء أوبك من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى لإظهار أحجام إنتاج أكبر لتجنّب تخفيضات كبيرة في خطوط إنتاجهم الأساسية، التي تُحسب من خلالها الحصص، سواء بالخفض أو الزيادة.

إنتاج النفط في الكونغو

صرّح وزير النفط في الكونغو برونو جان ريتشارد إيتوا بأن إنتاج بلاده يُعدّ أقلّ بقليل من 300 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ، لكنه سيرتفع إلى 400 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ بحلول العام المقبل (2024)، معظمه من النفط.

وقال إيتوا: "لدينا توقعات عالية للغاية لزيادة الإنتاج في عام واحد"، وذلك في مقابلة مع منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global)، على هامش ندوة أوبك الدولية في فيينا، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتبلغ حصة إنتاج النفط في الكونغو حاليًا 310 آلاف برميل يوميًا، لكن الإنتاج بلغ 290 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار الماضي، وفقًا لمسح أجرته "إس آند بي غلوبال" لإنتاج أوبك+.

وكان من المتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاج الكونغو من النفط والغاز إلى 114.2 مليون برميل من النفط المكافئ في عام 2030، من 108.6 مليون برميل من النفط المكافئ في عام 2023، مدفوعًا بقائمة من المشروعات الجديدة، وفقًا لتوقعات من "إس آند بي غلوبال".

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصة إنتاج النفط في الكونغو خلال عام 2024:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024

إنتاج الغاز في الكونغو

في الوقت الذي تتطلع فيه البلاد إلى تعزيز إنتاجها في المستقبل، قال وزير النفط في الكونغو برونو جان ريتشارد إيتوا: "إن مشروعات الغاز تبشر بالخير.. آمل أن نتمكن من مضاعفة إنتاج الغاز في غضون عامين أو 3 أعوام مقبلة"، وذلك في المقابلة التي اطّلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

أحد هذه المشروعات هو مشروع الغاز "مارين 12"، الذي تأمل الكونغو إطلاقه في ديسمبر/كانون الأول المقبل؛ ومن شأن هذا الإنتاج الإضافي أن يوفر إمدادات إلى السوق المحلية، التي تعتمد على الغاز بنسبة 70% من الكهرباء، وكميات أخرى مثل غاز النفط المسال للطهي.

وسيدعم الغاز من "مارين 12" -أيضًا- خطط إنتاج وتصدير الغاز المسال الرئيسة للبلاد؛ إذ تتوقع الكونغو إطلاق شحنات الغاز المسال في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما تتوقع زيادة الصادرات من 600 ألف طن متري سنويًا إلى 3 ملايين طن متري من الغاز المسال في عام 2025، عند تشغيل محطة غاز مسال عائمة أخرى بقدرة 2.4 مليون طن سنويًا؛ إذ تهدف البلاد إلى أن تصبح واحدة من أكبر 5 دول مصدّرة للغاز المسال في العالم.

وأضاف إيتوا أن الكونغو تتوقع إعلان اكتشاف كبير للغاز في غضون عام، وهي تمضي حاليًا قُدمًا في تشريعات جديدة لصناعة الغاز.

خفض إنتاج أوبك+ وأسعار النفط

خفّض أعضاء أوبك+ الإنتاج الفعلي والحصص في محاولة لدعم الأسعار، إذ قرر وزراء التحالف -خلال اجتماعهم الأخير في شهر يونيو/حزيران الماضي- تعديل شهر الأساس في المدّة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 40.46 مليون برميل يوميًا.

كما أعلنت السعودية و8 دول أخرى في التحالف أن الخفض الطوعي الإضافي، الذي بدأت تنفيذه في مايو/أيار 2023 بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا، سيمتد حتى نهاية عام 2024، بدلًا من نهاية العام الجاري.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024، بعد تمديد الخفض الطوعي:

حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024

وأعلنت السعودية خفضًا إضافيًا بمقدار مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز، ثم مدّدته شهرًا آخر في أغسطس/آب، كما قررت روسيا خفض صادرات النفط الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.

ومن جانبه، قال وزير النفط في الكونغو برونو جان ريتشارد إيتوا، إن أسعار النفط الحالية عند مستوى جيد بالنسبة لجمهورية الكونغو.

وأوضح -في تصريحاته التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة-: "نحن بحاجة إلى التوازن الصحيح.. في الحقيقة، نحو 70 دولارًا للبرميل اليوم هو سعر جيد.. كان هذا هو الأساس لميزانيتنا: 70-75 دولارًا للبرميل".

كما أشار وزير النفط في الكونغو إلى أن الأسعار العالمية يجب أن تكون عند مستوى من شأنه أن يدعم 3 احتياجات رئيسة للسوق: جذب الاستثمار، ودعم متطلبات ميزانية المنتجين والاحتياجات الاجتماعية، وتمويل انتقال الطاقة.

وقال: "لا نريد أن تكون الأسعار مرتفعة للغاية؛ لأنها إذا كانت مرتفعة للغاية، فإنها ستقلل من الاستهلاك".

زيادة الدول الأعضاء في أوبك

أعرب وزير النفط في الكونغو برونو جان ريتشارد إيتوا عن دعمه لزيادة الحوار خارج أعضاء أوبك+ الحاليين، وسط دعوات لزيادة حصة أوبك في السوق.

وقال إيتوا: "دعوتُنا للدول المنتجة الأخرى لا تتمثل في الانضمام إلى أوبك وأوبك+، ولكن فقط للتحدث معنا، ثم سنرى ما أفضل شيء للسوق، للنفط، للغاز، لنا جميعًا.. تحالف أوبك+ هو نقطة انطلاق جيدة.. أتمنى أن يكون لدينا المزيد من الحوار مع الدول الأخرى".

ويستهدف أوبك+ تعاونًا أكبر مع المنتجين من خارج المجموعة، وربما يضيف أعضاء جددًا إلى التحالف؛ فقد قال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص -في 5 يوليو/تموز الماضي، إنه يدعم التوسع الذي سيزيد من تأثيرها في السوق.

وعلى المدى الطويل، حذّر وزير النفط في الكونغو من أن نقص الاستثمار في قطاع النفط والغاز من قبل المصارف الدولية سيكون خطأ كبيرًا، لا سيما في أفريقيا، حيث يفتقر مئات الملايين إلى الكهرباء، وحيث اتجهت الحكومات الغربية لإمدادات جديدة بعد تحرّكها لتقليص واردات النفط والغاز من روسيا بعد الغزو.

وقال إيتوا: "كيف يمكنك إنتاج المزيد إذا لم تستثمر؟".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق