أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية تبدأ العمل رسميًا (فيديو)
أسماء السعداوي
تعدّ أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية خطوة مهمة على طريق تحقيق أمن إمدادات الكهرباء، وزيادة قدرات الطاقة المتجددة، ضمن مساعي خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي هذا الصدد، بدأ العمل رسميًا بمزرعة "أكواسول" المقامة داخل محطة أورا لإنتاج الطاقة الكهرومائية بقدرة 340 ميغاواط، على حوض نهر سينو في كولومبيا، بحسب تقرير نشره موقع "إلكتريك" (electrek)، والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تبلغ قدرة المزرعة -الأولى من نوعها داخل البلاد والقارة- 1.5 ميغاواط، وتطوّرها شركة "نوريا إنرجي"، ومقرّها مدينة ساوساليتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لصالح شركة إنتاج الكهرباء المستقلة "أورا".
يُعدّ "أورا" أحد أكبر السدود المائية في كولومبيا، ويخزّن وراءه نحو 1.6 مليار متر مكعب من المياه، بحسب الموقع الرسمي لشركة نوريا.
إمكانات أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية
تضم المزرعة العائمة أكثر من 2800 وحدة شمسية، ومن المتوقع أن تُنتج نحو 2400 ميغاواط/ساعة من الكهرباء خلال العام الأول لتشغيلها، وهي كافية لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل السد.
ومن المتوقع أن يؤدي تشغيل أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية إلى تجنّب إطلاق أكبر من ألف و540 طنًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وسيتجاوز حجم العائدات 1.2 مليون دولار أميركي على مدار العشرين عامًا المقبلة، وفق التقرير.
وما زال المشروع تجريبيًا، وستُقارن مزرعة أكواسول الشمسية العائمة من حيث حجم الإنتاج والكفاءة بنظام توليد الطاقة الشمسية المثبت على البر.
تقول شركة نوريا إنرجي المطورة للمشروع، إنها ستستعمل تجربة أكواسول لتصميم ونمذجة أنظمة أنظمة أوسع نطاقًا، لتعظيم الاستفادة من إمكانات توليد الكهرباء من المزارع الشمسية العائمة والسدود المائية.
إنتاج الطاقة الشمسية داخل السدود المائية
ستساعد أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية بمضاعفة القدرات الإجمالية لتوليد الكهرباء من السدود المائية، إذ تؤدي دورًا حاسمًا في الحفاظ على مستويات توليد الكهرباء دون تقطّع، كما يحدث عندما تنخفض مستويات المياه أو بسبب ظروف الطقس المتقلبة، ما سيعزز موثوقية الطاقة المتجددة.
كما أن النظام الجديد المبتكر من قبل "نوريا إنرجي" مصمَّم بحيث يبقى ثابتًا فوق سطح المياه، وسيكون قادرًا على الصمود أمام تقلبات مستوى المياه حتى مستوى ارتفاع 120 قدمًا، كما من المتوقع أن يساعد في خفض تبخر المياه.
ستساعد تجربة أول مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية في تجنّب النزاعات المحتملة على الأراضي، والتي تتسبب في تعطيل إطلاق تلك المشروعات، فضلًا عن التكلفة الباهظة.
وسيُثمر الربط بين الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية العائمة والسدود في تحقيق الاستفادة الكاملة من ترابط البنية الأساسية ومرافق الكهرباء الأخرى، بحسب التقرير.
كانت شركة نوريا إنرجي قد طورت مشروعًا مماثلًا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية العائمة في أميركا الشمالية، بقدرة 4.78 ميغاواط، حسب تقرير نشره موقع "سولار كوارتر" (solarquarter) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يستعرض الفيديو التالي، الذي نشرته شركة نوريا إنرجي، صورًا حية من داخل أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية:
تجربة مميزة
يقول الرئيس التنفيذي للشركة، جوناثان وانك: إن "60% من الكهرباء النظيفة على مستوى العالم تُنتج من الطاقة الكهرومائية، يحمل ذلك فرصًا لا تحصى لنشر أنظمة الطاقة الشمسية العائمة، لتحقيق أقصى استفادة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات وتنويع مصادر الطاقة النظيفة".
من جانبه، يقول رئيس شركة أورا، رافاييل أمايا ديل فيكيو: "تسعى أورا إلى دمج الابتكار والتنمية المستدامة في عملياتها كافة، فخورون للغاية بأن أكواسول هي أكبر مزرعة شمسية عائمة في أميركا الجنوبية تُبنى داخل خزان مياه تابع لمحطة طاقة كهرومائية".
وأضاف: "نشكر شركة نوريا على التصميم الرائد لنظام الطاقة الشمسية، والشركات الأخرى ضمن التحالف المطور، لمساعدتنا على تحويل فكرة المشروع إلى واقع".
يقول المؤسس الشريك في نوريا ومدير قسم تطوير الأعمال، غايرو كريولو: "تبرهن تقنيتنا أنه يمكن توسيع نطاق أنظمة الطاقة الشمسية، وإعادة تصوّر حجم مساهمتها في تلبية احتياجات الكهرباء، سعيد لأن بلدي الأم (كولمبيا) تحتضن هذا المشروع المبتكر على أراضيها".
وأضاف: "سيساعدنا ما تعلّمناه من هذا المشروع في تطوير مشروعات أخرى على غرار أكواسول في كولومبيا والعالم بأسره".
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر ونقل خلايا الوقود يتصدران اتفاقًا بين ألمانيا وكولومبيا
- إمكانات الطاقة المتجددة في كولومبيا رهان آمن لإنقاذها من معضلة الدولة النفطية (تقرير)
- إنيل الإيطالية تعلن فشل تطوير مشروع لطاقة الرياح في كولومبيا
- الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية قد تصبح أقل المصادر تكلفة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان تستعين بخبرات إيطاليا وسويسرا في الطاقة المتجددة والهيدروجين
- أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم 2022.. دولتان تستحوذان على 77% (إنفوغرافيك)
- الهيدروجين والأمونيا.. مساران لانتقال الطاقة أم قنبلة موقوتة تهدد الحياة؟
