انتشار السيارات الكهربائية في الهند يواجه تحدي ضعف البنية التحتية (تقرير)
نوار صبح
يقف الافتقار إلى البنية التحتية للشحن حجر عثرة في طريق انتشار السيارات الكهربائية في الهند، إذ تعمل جميع وسائط النقل تقريبًا في البلاد -بما في ذلك العربات ثنائية ورباعية العجلات والقطارات- بالوقود الأحفوري.
يأتي ذلك على الرغم من أن الحكومة الهندية كانت تحث صانعي السيارات والمشترين على التحول إلى السيارات الكهربائية من خلال الحوافز الضريبية والإعانات، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وما يزال تبنّي السيارات الكهربائية في الهند بطيئًا بسبب الافتقار إلى البنية التحتية للشحن، حسبما نقلت صحيفة تايمز أوف إنديا (timesofindia) عن الصحفية لدى مجموعة آسيا فايننشال نيوز غروب، ريتشا غاندي.
وتُعدّ السيارات من بين أكبر بواعث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لذا فإن التزام الهند بنظام نقل نظيف ومستدام يعتمد على التبني السريع للسيارات الكهربائية، إلّا أن الافتقار إلى البنية التحتية للشحن قد عاق تحقيق هذا الأمل.
غياب محطات الشحن في المناطق الريفية
على الرغم من أن دلهي وعددًا قليلًا من المدن الهندية الأخرى سارعت إلى إضافة محطات شحن السيارات الكهربائية، فإن هذه المحطات غير معروفة عمليًا في المناطق الريفية، ما يجعل التحول إلى السيارات الكهربائية في الهند غير ممكن لدى الجزء الأكبر من السكان.
وأظهر تقرير صادر عن وزارة النقل البري والطرق السريعة أن مبيعات السيارات الكهربائية في الهند نمت أكثر من 8 أضعاف في عامين فقط، من 2020 إلى 2022.
وتجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية بالتجزئة في الهند عتبة 700 ألف وحدة في النصف الأول من عام 2023، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدءًا من نهاية يونيو/حزيران 2023، سُجّل إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في الهند عند 721 ألفًا و971 وحدة، حسبما نشره موقع أوتو كار بروفيشنال (autocarpro) في 3 يوليو/تموز الجاري.
ويرى المحللون أن هذا النمو قائم على أساس منخفض، وأن الحفاظ عليه سيتطلب الاستثمار في دعم البنية التحتية.
ومن المقرر أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
تشكيلة السيارات الكهربائية في الهند
ليس من المستغرب إذن أن يوسع صانعو السيارات من شركة تاتا موتورز وماهيندرا المحلية إلى الشركات الأجنبية مثل كيا الكورية الجنوبية وإم جي البريطانية تشكيلة السيارات الكهربائية لديهم.
وأصبحت بعض هذه الطرازات متوفرة الآن في أسواق السيارات بأسعار معقولة، حسبما نشرته صحيفة تايمز أوف إنديا (timesofindia) في 7 يوليو/تموز الجاري.
وفي سوق السيارات الكهربائية ذات العجلتين، أصبح لدى المشترين خيارات عديدة. ويعود جزء من الفضل في ذلك إلى الحوافز التي تقدمها وزارة الصناعات الثقيلة الهندية إلى المشترين والمصنعين من خلال 3 خطط:
- خطة اعتماد السيارات الهجينة والكهربائية وتصنيعها "فيم": بدأت المرحلة الثانية من خطة اعتماد السيارات الهجينة والكهربائية وتصنيعها في الهند (إف إيه إي إم إنديا) منذ أبريل/نيسان 2019، وتقدم إلى مشتري السيارات الكهربائية دعمًا لسعر الشراء.
ويرتبط الحافز بسعة البطارية، ويبلغ حده الأقصى 20% من تكلفة السيارات ثلاثية ورباعية العجلات، و40% للسيارات ثنائية العجلات.
وتوجد إعانة قدرها 15 ألف روبية (181.57 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة للسيارات ثلاثية ورباعية العجلات.
- خطة الحوافز المرتبطة بالإنتاج: تهدف خطة الحوافز المرتبطة بالإنتاج (بي إل آي) التابعة للحكومة المركزية الهندية والمخصصة لقطاع السيارات إلى دعم التصنيع المحلي لها، بما في ذلك السيارات الكهربائية.
- خطة خلايا التركيبة الكيميائية المتقدمة: نظرًا إلى أن ركيزة السيارة الكهربائية الحديثة تتمثل في بطاريتها، فإن خطة الحوافز المرتبطة بالإنتاج الحكومية لبطاريات التركيبة الكيميائية المتقدمة (إي سي سي) تهدف إلى إنشاء 50 غيغاواط/ساعة من قدرة تصنيع هذه البطاريات في البلاد.
بطء نمو البنية التحتية للشحن
على الرغم من الحوافز والنمو في مبيعات السيارات الكهربائية، فقد نمت البنية التحتية للشحن ببطء. وأدى تفشي جائحة كوفيد-19 إلى إبطاء نموها، إذ كافحت الشركات لتوليد الإيرادات.
بوجه عام، أُنشئ المزيد من محطات الشحن العامة في المرحلة الأولى من خطة اعتماد السيارات الهجينة والكهربائية وتصنيعها مقارنة بالإنجازات في المرحلة الثانية.
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يحوّل باكستان من مستوردة لزيت الوقود إلى مصدّرة
- دولة عربية تستقبل شحنات ديزل رديئة وتعيد تصديرها
- أوروبا تبحث عن المعادن الأرضية النادرة لتعزيز الانتقال الأخضر (مقال)
