- نجاح تركيب منصة المرحلة التطويرية الـ11 من حقل بارس الجنوبي
- المرحلة الـ11 تستهدف إنتاج 56 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز
- الانتهاء من تطوير حقل بارس الجنوبي يلبي استهلاك الغاز المحلي واحتياجات التصدير
- إيران تشيد بتطوير حقل الغاز بجهود وطنية بعد تخلي شركات دولية عن المشروع
اقتربت إيران من استكمال المرحلة الأخيرة من تطوير حقل بارس الجنوبي، بما يعزز إنتاج الغاز في البلاد من أجل الاستهلاك المحلي، ويساعد البلاد على الظهور بوصفها مُصدّرًا إقليميًا مهمًا.
فقد أنهت شركة النفط الوطنية الإيرانية -المسؤولة عن تطوير أحد أكبر حقول النفط والغاز في العالم- تركيب منصة المرحلة التطويرية الـ11، يوم الأربعاء (28 يونيو/حزيران 2023)، بالتعاون مع شركة بتروبارس وشركة الهندسة والإنشاءات البحرية الإيرانية.
إنتاج الغاز المستهدف للمرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي هو 56 مليون متر مكعب يوميًا، وستدر هذه المرحلة من 4 إلى 5 مليارات دولار سنويًا، بحسب تصريحات وزير النفط الإيراني جواد أوجي، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "طهران تايمز" (Tehran Times).
بالإضافة إلى ذلك، ستساعد في إنعاش قطاع النفط والغاز الإيراني، الذي كان يعاني على مر السنين بسبب العقوبات وانخفاض الاستثمار.
وأشار الوزير إلى تأخر لمدّة 22 عامًا في تطوير هذه المرحلة -التي تُعد آخر المراحل غير المطوّرة من حقل بارس الجنوبي-، مضيفًا أن إنتاجها سيساعد على تقليص الفجوة بين إنتاج الغاز واستهلاكه في البلاد.
تطوير آخر مراحل حقل بارس الجنوبي
جرى نقل المنصة وتركيبها التي يبلغ وزنها 3.2 ألف طن -وهي الأثقل في حقل بارس الجنوبي- في عملية غير مسبوقة من قبل خبراء إيرانيين، ما يعني إطلاق العد التنازلي لبدء إنتاج الغاز، في حفل يحضره الرئيس إبراهيم رئيسي في الأسابيع المقبلة.
وتطلّب نقل المنصة طن لوجستيات قوية، ما دفع إيران إلى إحضار السفينة الرافعة "أوشنيك 5000" من المياه الروسية، وأنجزت المهمة.
وقال أوجي -في حفل تركيب المنصة-: "تركيب مثل هذا الهيكل الثقيل يتطلب عملًا هندسيًا معقدًا ودقيقًا، وهو ما جرى إنجازه جميعًا في عهد الحكومة الـ13 لإنتاج الغاز من المرحلة الـ11".
وستبدأ المرحلة الآن في الإنتاج عند 15 مليون متر مكعب يوميًا، وتصل إلى طاقة نهائية تبلغ 56 مليون متر مكعب من الغاز، و50 ألف برميل من مكثفات الغاز، و750 طنًا من الكبريت يوميًا، عند اكتمال تطويرها، وفق ما جاء في تقرير نشرته شبكة "برس تي في" (Press TV) الإيرانية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد بناء المنصة الثانية وتركيبها -الجاري حاليًا- وحفر آبار جديدة في المرحلة الـ11، بمثابة خطوة مهمة في سعي إيران لتحقيق استقلال الطاقة والاستقرار الجيوسياسي، ما سيزيد بصورة كبيرة من قدرة إنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي.
وهناك فوائد اقتصادية كثيرة لاستكمال المرحلة التطويرية الـ11 من حقل بارس الجنوبي، إذ تشير التقديرات إلى أنها ستخلق ما يصل إلى 10 آلاف فرصة عمل، وستجلب 20 مليار دولار من الدخل إلى إيران.
وقال أوجي: "لكي ننتج من هذه المرحلة، لم ننتظر رفع العقوبات ومشاركة الشركات الأجنبية. الآن تُترك شركات توتال وشل تتساءل كيف فعلنا ذلك في غضون 20 شهرًا".
صفقة توتال لتطوير حقل الغاز الإيراني
وقّعت شركة توتال إنرجي الفرنسية صفقة بقيمة 4.9 مليار دولار مع شركة النفط الوطنية الإيرانية في ظل الحكومة السابقة، لإنتاج ملياري قدم مكعّبة يوميًا من المرحلة الـ11، أو 400 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا بما في ذلك المكثفات، وكان من المقرر أن يبدأ الإنتاج أوائل عام 2021.
ففي عام 2005، وقعّت شركة النفط الوطنية الإيرانية مذكرة تفاهم لتطوير المرحلة الـ11 من حقل بارس الجنوبي، وإنشاء محطة لإنتاج الغاز المسال بسعة 10 ملايين طن.
وانضمت شركة بتروناس الماليزية لاحقًا إلى المشروع الذي تبلغ تكلفته 11.2 مليار دولار في مشروع مشترك، بنسبة 40% لشركة توتال إنرجي الفرنسية، و50% لشركة النفط الوطنية الإيرانية، و10% لشركة النفط الوطنية الماليزية.
وفي عام 2008، أعلنت توتال وبتروناس أن تكاليف التطوير المرتفعة في أعقاب ارتفاع أسعار الصلب أجبرتهما على تأخير اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستثمار بعد أن مددت إيران الموعد النهائي مرارًا وتكرارًا، وأخيرًا طردتهما طهران من المشروع الذي طغت عليه المساومة على شروط العقد.
ثم مُنح المشروع لشركة النفط الوطنية الصينية في عام 2010، بموجب خطة مالية بقيمة 4 مليارات دولار، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا للعقد، كان من المفترض أن تكون شركة النفط الوطنية الصينية قد جلبت المرحلة الـ11 إلى الإنتاج في غضون 52 شهرًا، لكن التأخيرات الطويلة أجبرت إيران على التخلي عنها في عام 2012.
وبعد الإطاحة بالشركة الصينية، قررت إيران تنفيذ تطوير القطاع البحري بصفة مستقلة، وقبل الجزء البري، لأن العمل في كلا القسمين كان يستغرق وقتًا طويلًا.
انسحاب توتال مجددًا.. وتطوير إيراني
بعد ذلك، جرى توقيع مذكرة تفاهم للتنمية البحرية للمرحلة الـ11 بين شركة بتروبارس -المملوكة بالكامل لشركة النفط الوطنية الإيرانية- وشركة الهندسة والإنشاءات البحرية الإيرانية في مايو/أيار 2013، بهدف بناء وتشغيل سترة ومنصتين وخطين من خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز إلى المصفاة البرية.
وفي وقت لاحق من أغسطس/آب 2013، مُنح عقد تطوير الحقل لشركة بتروبارس بموجب صفقة إعادة الشراء التي يجري فيها تعويض المطوّر عن استثماراته في النفط أو الغاز بمجرد بدء الإنتاج، بالإضافة إلى معدل عائد ثابت.
ووفقًا للعقد، تعهدت بتروبارس ببناء وتركيب منصتين لرؤوس الآبار (قاعدة وسطح) وحفر 12 بئرًا في كل منصة، إلى جانب بناء خطي أنابيب بطول نحو 135 كيلومترًا لنقل الغاز إلى الأرض، وكذلك مرافق لتسلُّم وفصل وتثبيت المكثفات، بالإضافة إلى صهاريج تخزين المكثفات على الأرض، ومنشآت تصدير مكثفات الغاز.
بالكاد مرت 8 أشهر على توقيع العقد، حتى انسحبت بتروبارس من المشروع، مع إعلان وزير النفط -آنذاك- بيجان زنغنه أن المرحلة الـ11 لم تكن الأولوية في ذلك الوقت، وأن القرار سيُتخذ في الوقت المناسب.
وتدخلت توتال مرة أخرى في عام 2015، وعرضت العمل في حقل بارس الجنوبي، ووقعت الشركة الفرنسية عقدًا ثانيًا لمدّة 20 عامًا في عام 2017، بعد أن أبرمت إيران الاتفاق النووي مع الغرب.
وكانت توتال المشغل للمشروع الذي تبلغ تكلفته 5.9 مليار دولار، بحصة 50.1% إلى جانب شركة النفط والغاز الصينية المملوكة للدولة "سي إن بي سي" بنسبة 30%، وشركة بتروبارس بنسبة 19.9%.
وانسحبت توتال مرة أخرى من المشروع في أواخر أغسطس/آب 2018، بعد أن فشلت في الحصول على إعفاء من العقوبات الأميركية التي أُعيد فرضها على طهران.
ثم حلّت شركة "سي إن بي سي" محل توتال بوصفها مشغلًا، لكنها علّقت -أيضًا- الاستثمار خوفًا من العقوبات الأميركية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، ما ترك بتروبارس تسيطر بصورة كاملة على المشروع.
وبدأت شركة النفط الوطنية الإيرانية العمل بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2018، واضطرت إلى بناء منصتين -الأمر الذي يستغرق عادةً 5 سنوات لإكمال منصة واحدة- لإنتاج 56 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز.
ومع تنصيب الحكومة الجديدة في أغسطس/آب 2021، اُقترحت مبادرة جديدة في شركة النفط الوطنية الإيرانية، التي بموجبها جرت إزالة إحدى المنصات في المرحلة الـ12 التي لم يعد إنتاجها اقتصاديًا، وتركيبها في المرحلة الـ11.
وهو ما مكّن الشركة الإيرانية من إنهاء تطوير المرحلة الـ11، واستعدادها لبدء الإنتاج قريبًا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغاز الطبيعي في إيران:
موضوعات متعلقة..
- إضراب في حقل بارس الجنوبي للغاز وإيران تتهم"قوى أجنبية"
- حقل بارس الجنوبي في إيران يجذب استثمارات بـ21 مليار دولار
- حقل بارس الجنوبي.. نقص الغاز يهدد إيران (مقال)
اقرأ أيضًا..
- 6 أسباب دفعت السعودية لتمديد خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا
- مخطط إسرائيلي يهدد صادرات مصر من الغاز المسال
- أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من الرياح البحرية عالميًا يبدأ الإنتاج
- أكبر احتياطيات الفوسفات عالميًا.. المغرب يفقد الصدارة (إنفوغرافيك)