المغرب يستضيف محللًا كهربائيًا للهيدروجين.. فريد من نوعه بشمال أفريقيا
الطاقة
يستعد المغرب لاستضافة وتشغيل أول محلل كهربائي للهيدروجين في شمال أفريقيا، خاص بشركة "فيردي هيدروجين VERDE HYDROGEN" الأميركية؛ بما يتماشى مع جهود المملكة للتوسع في الاستثمارات الخضراء.
وأعلنت الشركة الأميركية، التي تتخذ من مدينة بوسطن مقرًا لها، عزمها الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر في المملكة المغربية، وذلك من خلال توقيع اتفاقية تطوير وتشغيل مشروع لآليات التحليل الكهربائي بقدرة 2 ميغاواط، وهو المحلل الذي وصفه بيان الشركة بأنه "الأول من نوعه في شمال أفريقيا".
ومن المقرر أن يكتمل المشروع، الذي وقّع المغرب عقده مع الشركة الأميركية في 30 يونيو/حزيران (2023)، لتطوير وتشغيل أول محلل كهربائي للهيدروجين في شمال أفريقيا، في أوائل العام المقبل (2024)، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
محلل كهربائي فريد من نوعه
بتوقيع عقد المشروع الجديد، تنضم شركة "فيردي هيدروجين" الأميركية إلى الشركات التي تستثمر بوقود الهيدروجين في المغرب، والتي تتنافس للحصول على حصة من الوقود المستقبلي، وهو ما تستهدفه المملكة لتنمية الاستثمارات العالمية في هذا المجال.
يشار إلى أن الهيدروجين الأخضر ينتج من الماء، من خلال عملية التحليل الكهربائي، التي يجري من خلالها فصل جزيئات الهيدروجين عن جزيئات الأكسجين، باستخدام الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، بدلًا من الوقود الأحفوري.
وقالت "فيردي هيدروجين" إن تنفيذ مشروع أول محلل كهربائي للهيدروجين في شمال أفريقيا، والذي من المقرر أن تستضيفه المغرب، يشكّل تطورًا كبيرًا لسوق الهيدروجين الأخضر في شمال القارة السمراء، وفق البيان الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة ستيف ماكرون، أن هناك ثقة كبيرة بأن فريق الشركة سينجح في تلبية جميع التزاماته؛ إذ سيكون المشروع هو الأول من العديد من الآليات الأخرى التي ستنجزها الشركة في شمال أفريقيا، والتي من المقرر أن تؤدي دورًا حاسمًا في تطوير اقتصاد الهيدروجين.
يشار إلى أن شركة "فيردي هيدروجين VERDE HYDROGEN" الأميركية، تُعَد واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال حلول الهيدروجين الأخضر الخالية من الكربون؛ إذ تقدم أحدث المحللات الكهربائية للهيدروجين.
وتشتهر الشركة بأنها صاحبة أكبر محلل كهربائي فردي داخل حاوية في العالم، بجانب مزيج من المحللات الكهربائية للهيدروجين متعددة الـ"غيغاواط"، وهو المجال الذي تعمل فيه على مدار الأعوام الـ20 الماضية، كما أن فريقها البحثي يعمل باستمرار على تطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وحازت الشركة الأميركية العديد من الجوائز بجانب براءات الاختراع عن تقنياتها، بجانب إنشائها مجموعة كبيرة من محطات التزود بخلايا وقود الهيدروجين، سواء للمركبات العادية أو الحافلات والحاويات العملاقة.
الهيدروجين الأخضر في المغرب
تُعَد المملكة المغربية من أبرز 6 دول في العالم تمتلك إمكانات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته؛ الأمر الذي يؤهّلها للاستحواذ على ما نسبته 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفق تقرير لمجلس الطاقة العالمي.
ومن بين الإمكانات الكبيرة التي يملكها المغرب، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، السطوع الشمسي الكبير، وكذلك قوة الرياح، بالإضافة إلى ما يزيد على 3 آلاف كيلومتر من السواحل، التي تسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تحلية مياه البحر بواسطة مصادر الطاقة المتجددة.
يشار إلى أن المغرب كان قد وضع خطة في عام 2021، لإنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، استنادًا إلى إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، وذلك بهدف تسريع التحول الطاقي وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، في 2050.
وتتطلب هذه الخطوة استثمارات ضخمة؛ لذلك قدّمت المملكة عروضًا للمستثمرين العالميين لبدء مشروعات إنتاج الهيدروجين؛ إذ وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكومة إلى وضع خطة سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر، بداية من الأطر التنظيمية والمؤسساتية، وصولًا إلى مخطط البنى التحتية اللازمة.
موضوعات متعلقة..
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. شركة أميركية تعزز أمال الجزائر والمغرب
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب يؤهله لقيادة شمال أفريقيا (دراسة)
- استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب أقل تكلفة من إنتاجه في أوروبا (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز يشهد خط أنابيب ثالثًا.. ومصر تترقب
- ما علاقة أسعار النفط بالمخزونات والاحتياطيات؟ وهل تتأثر بالملء الأميركي؟ (تقرير)
- اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم .. كيف يُفيد أوروبا؟