غازأخبار الغازأخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةهيدروجين

نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. شركة أميركية تعزز أمال الجزائر والمغرب

ووزير إماراتي سابق يحذر من نقله عبر خطوط الغاز الطبيعي

رجب عز الدين

ما زال الجدل العلمي محتدمًا حول خطوة نقل الهيدروجين في خطوط الغاز وجدواها الاقتصادية، وسط دراسات تفيد باحتمال نقله عبر خطوط الغاز الطبيعي الحالية، في غضون سنوات قليلة.

وفي هذا الإطار، عززت شركة أميركية أمال العديد من الدول وفي مقدمتها المغرب والجزائر، في الاستفادة من البنية التحتية لخطوط الغاز في تصدير الهيدروجين إلى الخارج.

وقالت شركة ساوث كاليفورنيا غاز "سوكال غاز"، إن عملية نقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب أقلّ تكلفة وأكثر أمانًا في النقل لمسافات طويلة، مقارنة بالنقل عبر الشاحنات باهظ التكلفة، وفقًا لموقع أرغوس ميديا (Argus Media) المتخصص.

وأطلقت الشركة -التابعة لمجموعة سيمبرا إنرجي الأميركية- مشروعًا طموحًا لبناء أطول خطوط أنابيب نقل الوقود الأحضر في الولايات المتحدة تحت مسمى "أنجيليس لينك".

في المقابل، لم تغفل الشركة التنبيه إلى أن عمليات بناء وتطوير خطوط أنابيب نقل الهيدروجين ستستغرق وقتًا طويلًا يمتدّ لسنوات.

الأنابيب أرخص وأكثر أمانًا

خطوط أنابيب نقل الهيدروجين
محطة وقود تابعة لشركة سوكال غاز في كاليفورنيا، الصورة من موقع الشركة

تقول الشركة، إن خطوط أنابيب نقل الهيدروجين المقترحة يمكنها التعايش مع مشروعات مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي أو بغيره من الغازات المشابهة، ما يمكن أن يمثّل حلًا انتقاليًا في ولاية كاليفورنيا على الأقلّ.

وتُجري "سوكال غاز" تجربة مع جامعة كاليفورنيا حول مشروعات مزج الهيدروجين بهدف الوصول إلى معيار مزج آمن يصلح للاستعمال في الولاية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعتقد الشركة الأميركية أن مشروعات مزج الهيدروجين بالغاز يمكنها أن تدعم المنتجين من الطرفين، وأن تساعد في تهيئة البنية التحتية للّحاق بركب خطط انتقال الطاقة العالمية، مع إمكان استخلاص الهيدروجين من الغاز مستقبلًا بصورة أو بأخرى.

وطالبت "سوكال غاز" بتنسيق الجهود بين الهيئات التنظيمية الحكومية والفيدرالية لصياغة قواعد مرنة تسمح لمنتجي الهيدروجين بالوصول إلى خطوط الأنابيب، وفقًا لمدير تطوير الأعمال يوري فريدمان.

ويقول فريدمان، إن صدور هذه القواعد سيشجع الشركات على دخول سوق إنتاج الهيدروجين ونقله على مستوى الولايات المتحدة، ما سيصبّ في صالح الوقود الأخضر المطلوب توفيره على نطاق واسع بحلول 2030 وما بعدها.

ويريد فريدمان من السلطات المنظمة تسهيل إجراءات الوصول إلى البنية التحتية للهيدروجين على الشركات المنتجة أو شركات شحن الهيدروجين المستوفية للشروط والقادرة على دفع أسعار الاستعمال.

استعمال الشاحنات

لا توجد خطوط أنابيب نقل الهيدروجين طويلة المدى في ولاية كاليفورنيا -حاليًا-، ما يرجّح الاعتماد على نقل الهيدروجين بالشاحنات لتوفيره في السوق المحلية للولاية.

وتفكر "سوكال غاز" في استعمال الشاحنات لتوصيل الهيدروجين السائل إلى أرجاء الولاية لمدة انتقالية، في إطار الحلول التقنية المطروحة للنقاش حول نقل الوقود الأخضر في الولايات المتحدة.

وتعدّ "سوكال غاز" أكبر شركة موزعة للغاز الطبيعي في البلاد، وتقدّم خدماتها لأكثر من 21 مليون مستهلك أميركي، أغلبهم في مدينة لوس أنجلوس وجنوب كاليفورنيا.

وتدرس الشركة في الوقت الحالي بدائل توصيل الهيدروجين لقطاعات المنازل والصناعة والنقل الثقيل، بالتوازي مع دراسة جدوى خطوط أنابيب نقل الهيدروجين في الولاية.

كاليفورنيا تدرس

أطلقت لجنة المرافق العامة في ولاية كاليفورنيا دعوة للشركات المتخصصة أواخر العام الماضي (2022)، لتشجيعها على المشاركة بدراسة جدوي مشروعات إنتاج الهيدروجين في الولاية.

وتهدف الدراسة إلى تحديد المواقع المحتملة الأكثر ملاءمة لاستضافة مشروعات إنتاج الهيدروجين في ولاية كاليفورنيا الغنية بالموارد المتجددة، على حدّ تعبير شركة سوكال غاز.

وتطمح الشركة الأميركية إلى تنفيذ مشروعها المقترح لبناء أطول خطوط أنابيب نقل الهيدروجين "أنجيليس لنك" خلال السنوات المقبلة، ما سيوفر الطاقة النظيفة لمدينة لوس أنجلوس، أكبر مدن ولاية كاليفورنيا.

وتروّج الشركة أن هذا المشروع يمكنه خدمة مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة كافة في الولاية، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى مشروعات الهيدروجين والغاز، وفقًا للموقع الإلكتروني لـ"سوكال غاز".

وتتوقع الشركة أن يسهم المشروع في خفض انبعاثات قطاع الكهرباء المعتمد على الوقود الأحفوري، إضافة إلى خفض انبعاثات قطاعات الصناعة وشاحنات النقل الثقيلة، ما سيصبّ في تسريع أهداف كاليفورنيا لتحقيق الحياد الكربوني.

التحذير من خطوط أنابيب نقل الهيدروجين

خطوط أنابيب نقل الهيدروجين
وزير البيئة الإماراتي السابق عبدالله النعيمي في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة

ما زال المجتمع العلمي يدرس تجارب استعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين مع إدخال التعديلات الفنية اللازمة على هيكل بُنيتها الأساسية، لكن هذه المسألة لم تُحسم بعد مع ظهور دراسات تحذّر من احتمال تسرّب الوقود الأخضر من خطوط الغاز بصورة أكبر؛ نظرًا لاختلاف خصائصهما.

وحذّر وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي السابق، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، من خطورة الاعتماد على الدراسات العملية التي تشجع على استعمال خطوط الغاز الطبيعي في نقل الهيدروجين.

وقال النعيمي، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة، إن أغلب الدراسات الحديثة تشكك في هذا الأمر، لطبيعة غاز الهيدروجين منخفض الكثافة وصعوبة ضغطه بالدرجة نفسها التي تلائم ضغط أنابيب الغاز الحالية.

وحذّر النعيمي من احتمالات تطاير الهيدروجين بسرعة في الهواء حال نقله عبر خطوط أنابيب الغاز، ما يهدد باحتمالات تسرّب خطيرة في البلاد التي تبنّت هذه الأفكار لنقل الوقود الأخضر.

وأعلنت المغرب والجزائر خططًا، خلال العام الماضي (2022)، لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا مستقبلًا، عبر استعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية بدلًا من إهدارها.

واستندت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي إلى دراسات علمية تؤكد إمكان نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز، إلّا أن هناك دراسات تحذّر من خطورة هذه الخطوة، ما دفع الوزير الإماراتي إلى نصح المسؤولين في المغرب والجزائر بالتريّث في اتخاذ قرارات هذه المشروعات لحين استقرار الحقائق العملية.

إيني تشاركه الرأي

يعتقد النعيمي أن العالم سيصل إلى إجابات حاسمة حول بدائل نقل الهيدروجين في غضون 5 أو 10 سنوات على الأقلّ، ناصحًا بالاعتماد على مشروعات خلط الهيدروجين بالغاز المتَّفق على كونها أحد البدائل الآمنة.

وليس النعيمي وحده من يشكك في نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز الطبيعي، بل ينضم إليه -أيضًا- الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي.

واقترح ديسكالزي إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى إيطاليا، بسبب ضعف صلاحية خطوط أنابيب الغاز الحالية لنقله، وفقًا لتصريح رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ووقّعت الحكومتان الجزائرية والإيطالية، في يناير/كانون الثاني (2023)، 5 مذكرات تفاهم جديدة في مجال الطاقة، تتعلق إحداها بإنشاء خط أنابيب لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى روما.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الامارات يتمنون ان تفشل خطة نقل الهيدروجين عن طريق الانابيب لانها بمثابة الضربة القاضية لكل دول الخليج لكون النقل بالبواخر يجعله مكلف جدا وسعره مرتفع اضافة الى انه يفقد 15 في المئة من وزنه اثناء الرحلة وبالتالي لايمكنه منافسة الجزائر وليبيا لقربهامن اروبا وحتى مصر ان انجزت انابيب اما المغرب فهي جعجعة دون طحين وترويج دعائ ليس الاولايمكنه تصدير عن طريق الانابيب لانه لا يملك كميات كافية من الغاز لمزجها مع الهدروجين في. الانابيب لتصديرها والتي تشترط ان لاتقل عن 75في المئة من الغاز مايعني ان تصدير 10ملياز متر مكعب من الهدروجين مثلا يحتاج الى مزجه مع 30مليارمن الغاز وهذا غير ممكن للمغرب وبالتالي ستضطر للتصدير عن طريق البواخر وبالتالي لايمكنها منافسة الجزائر وليبيا ولكن لقربها سمن اروبا ستنافس دول الخليخ حتى عن طريق البواخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق