سوق الرياح البحرية العالمية تقفز إلى 66 مليار دولار بحلول 2026 (تقرير)
بدعم من زيادة الاستثمارات
محمد عبد السند
- تزايد وتيرة الاستثمارات في صناعة الرياح البحرية
- الطلب على الكهرباء النظيفة يرتفع في أنحاء العالم
- صناعة الرياح البحرية تشهد نموًا سريعًا في الوقت الراهن
- تسرّع دول عديدة وتيرة تركيبات الرياح البحرية لتنويع مزيج الطاقة
تشهد سوق الرياح البحرية العالمية ازدهارًا ملحوظًا في الوقت الراهن، مع تسارع عجلة الاستثمارات في تلك الصناعة المهمة، وتنامي الطلب على توليد الكهرباء النظيفة المستدامة رخيصة التكلفة من المصادر المتجددة، والرغبة في زيادة حصتها في مزيج الطاقة العالمي.
ويضخ العديد من حكومات الدول العالمية المزيد من الاستثمارات في ذلك القطاع الحيوي، ضمن خطة أوسع تهدف إلى التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وصولًا إلى أهداف الحياد الكربوني.
وفي هذا الإطار، توقع تقرير حديث أن ترتفع قيمة سوق الرياح البحرية العالمية إلى 65.8 مليار دولار بحلول عام 2026، من 31.8 مليار دولار في عام 2021، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 12.3%، وفق ما أوردته منصة غلوب نيوزواير GlobeNewswire.
تزايد الاستثمارات
ذكر التقرير، الذي نشرته مؤسسة "ماركيتس أند ماركيتس"، أن تزايد الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة يقود -على الأرجح- سوق الرياح البحرية العالمية إلى الارتفاع، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات تركيب توربينات الرياح البحرية في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ، ما يُظهر نموًا قويًا في تلك الصناعة الحيوية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقع التقرير -أيضًا- أن يُسهم الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة، والجهود المتواصلة لخفض الانبعاثات الكربونية عبر العالم، في إتاحة فرص ذهبية لنمو سوق الرياح البحرية خلال فترة التوقعات.
وتشهد صناعة الرياح البحرية نموًا سريعًا في الوقت الراهن، وتُسهم كثيرًا في تلبية معايير كفاءة الطاقة في البلدان الواقعة في أوروبا وآسيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.
وتشهد سوق الرياح البحرية تحسينات متلاحقة، واستثمارات مكثفة لسد معدلات الطلب المتنامية على الكهرباء المتجددة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح البحرية في عامي 2021 و2022:
أهداف طموحة
تضع بلدان -مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا- أهدافًا طموحة بشأن تركيبات الرياح البحرية. ومن ثم فإن الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة سيحفّز نمو سوق الرياح البحرية العالمية.
ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، يتعيّن أن تصعد حصة المصادر المتجددة في معدلات توليد الكهرباء عالميًا على أساس سنوي من 25% في الوقت الحالي إلى 86% بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، تماشيًا مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وفي سبيل تحقيق هذا، يجب أن يضخ العالم استثمارات قدرها 110 تريليونات دولار في سوق الرياح البحرية العالمية بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
وسيتمخض عن هذا التغيير تحول ملحوظ من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
13.3 تريليون دولار
توقعت شبكة "بلومبرغ" إنفاق ما إجمالي قيمته 13.3 تريليون دولار في أصول توليد الكهرباء النظيفة خلال المدة بين عامي 2019 و2050، مع بناء محطات لتوليد الكهرباء الخالية من الكربون سعة 15.145 غيغاواط.
وستمثّل طاقتا الرياح والشمس ما نسبته 50% من معدلات توليد الكهرباء العالمية بحلول عام 2050، وفق تقديرات بلومبرغ.
وبدأ ظهور مزارع الرياح البحرية في ظل تزايد الحاجة إلى تقليص انبعاثات غازات الدفيئة، المسبب الرئيس للتغيرات المناخية، وزيادة حصة الكهرباء المتجددة في مزيج الطاقة العالمي.
تأثير التقنيات
مع تزايد معدلات استهلاك الكهرباء عالميًا، من المتوقع أن تؤثر التقنيات في إنتاج الكهرباء ونقلها وتوزيعها واستعمالها.
وتقود الكهرباء المولدة بمصادر الطاقة التقليدية إلى ظهور التغيرات المناخية، والتلوث البيئي، وغيرها من القضايا الخطيرة الأخرى ذات الصلة.
وبناء عليه، تكتسب سوق الرياح البحرية العالمية الزخم المتسارع، رغم امتلاكها الكثير من المقومات التي لم تُستغل حتى الآن.
منطقة آسيا المحيط الهادئ
توقع تقرير "ماركيتس أند ماركيتس" أن تُظهر منطقة آسيا المحيط الهادئ نموًا قويًا خلال مدة التوقعات. وتضم هذه المنطقة كلًا من الصين واليابان وفيتنام وتايوان وكوريا الجنوبية.
وشهدت المنطقة معدلات طلب قوية على طاقة الرياح، بفضل مظاهر التحضر والتصنيع السريعين.
ومع التحول صوب إزالة الكربون، والتنمية المستدامة، زاد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، وتسرّع الحكومات في دول آسيا المحيط الهادئ وتيرة الجهود الرامية لتطوير طاقة الرياح البحرية وتركيبها.
وفي هذا الصدد تُسهم التطورات التقنيّة واستهلاك الكهرباء النظيفة في تعزيز معدلات تركيب الكهرباء المولدة بطاقة الرياح، ما يقود بدوره إلى توفير فرص في الأسواق الناشئة بمنطقة آسيا المحيط الهادئ.
وتسرّع دول عديدة وتيرة تركيبات الرياح البحرية، بُغية تنويع مزيج الطاقة لديها إلى جانب تحقيق أهدافها الخاصة بالحياد الكربوني، اتساقًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.
استثمارات ومخططات
يتصاعد جذب المستثمرين إلى صناعة الرياح العالمية من خلال المخططات الداعمة والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للشبكات التي تستهدف تعظيم معدلات توليد الكهرباء بطاقة الرياح، إلى جانب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومن المتوقع أن تنمو سوق الرياح البحرية في الصين بفضل المبادرات الحكومية الرامية لخفض الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى التحول صوب مزيج الكهرباء المتجددة البديلة.
وتسرّع الدولة الأكثر تعدادًا للسكان في العالم جهود تطوير طاقة الرياح البحرية، وهي تتصدر -الآن- سوق الرياح البحرية في منطقة آسيا المحيط الهادئ.
موضوعات متعلقة..
- الهند تخطط لطرح مناقصة مزدوجة لحقول النفط ومزارع الرياح البحرية
- طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة تواجه مخاطر.. "قد لا تصل للسعودية"
- مستقبل الرياح البحرية في المملكة المتحدة (تقرير)
- مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة تضيف 5 آلاف وظيفة خلال عام
اقرأ أيضًا..
- أكبر شركات الصلب الآسيوية تخطط لإزالة الكربون.. ما دور الهيدروجين؟
- صفقة استحواذ في الجزائر قد تكتب فشل مشروع سولار 1000 (خاص)
- الديزل الروسي يواصل التدفق إلى المغرب وتركيا.. ومفاجأة سعودية