استقبل ميناء كراتشي، اليوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران (2023)، ثاني شحنة من النفط الروسي إلى باكستان، في إطار الاتفاق الموقّع مؤخرًا بين موسكو وإسلام آباد.
جاء وصول الناقلة التي تبلغ شحنتها 55 ألف طن (400 ألف برميل) من خام الأورال بعد تأخُّر نحو أسبوع، بسبب عدم وجود مساحات كافية في صهاريج تخزين مصفاة باكستان المحدودة.
كانت أول شحنة من النفط الروسي إلى باكستان قد وصلت في 12 يونيو/حزيران الجاري، إذ تشكّل إمدادات الخام من موسكو واحدة من خطط حكومة إسلام آباد لتخفيف فاتورة الطاقة في ظل معاناة البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.
تفاصيل الشحنة الثانية
كشفت تقارير أن السفينة "كلايد نوبل" كانت تحمل نفط الأورال في بحر العرب، وهي في طريقها إلى ميناء كراتشي، وبمجرد الانتهاء من خطة الرسو، سيبدأ تفريغ الحمولة.
كان من المقرر أن تصل الشحنة الثانية من النفط الروسي إلى باكستان، بموجب الصفقة بين إسلام آباد وموسكو، في 20 يونيو/حزيران، ومع ذلك، تأخّرت لمدة أسبوع، ومن المقرر أن ترسو اليوم الثلاثاء، حسبما ذكرت صحيفة غيو نيوز.
وكشفت المصادر أن عدم وجود مساحة في صهاريج تخزين مصفاة باكستان، أول مصفاة محلية تحصل على النفط الخام من روسيا، كان السبب وراء التأخير.
وتسلّمت إسلام آباد شحنة أولى من النفط الروسي إلى باكستان في 12 يونيو/حزيران، عندما رست ناقلة تحمل 45 ألف طن (330 ألف برميل) من النفط الخام في ميناء كراتشي.
كانت باكستان قد قدّمت الطلب الأول لشحن 100 ألف طن (730 ألف برميل) من النفط الخام الروسي في أبريل/نيسان من هذا العام، بعد مفاوضات استمرت شهورًا بين البلدين بشأن شروط وأحكام الصفقة.
الاتفاق الروسي الباكستاني
بموجب الاتفاق، أرسلت روسيا أول ناقلة نفط تحمل 100 ألف طن من الخام إلى أحد مواني سلطنة عمان مطلع الشهر الجاري، ومع ذلك، قررت السلطات الباكستانية نقلها عبر سفن أصغر، إذ لا يمكن لميناء كراتشي استيعاب السفن الكبيرة التي تحمل أكثر من 50 ألف طن من البضائع النفطية.
جدير بالذكر أن السفينة، التي كانت محمّلة بخام الأورال في 21 أبريل/نيسان بميناء روسي، تأخّرت لمدة 10 أيام لأسباب فنية، إذ وصلت إلى قناة السويس في 17 مايو/أيار، وانتظرت في طابور طويل لمدة 12 يومًا لعبور القناة.
تأتي ثاني شحنة من النفط الروسي إلى باكستان في وقت تشتد فيه حاجة البلاد لتأمين احتياجاتها من الوقود بأسعار مخفضة، كما تسعى إسلام آباد لاقتناص فرصة الخصومات الروسية على إمدادات الطاقة، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان وزير النفط الباكستاني مصدق مالك قد أكد في تصريحات مؤخرًا أن بلاده دفعت قيمة أول وارداتها من الخام الروسي بالعملة الصينية.
وتستورد باكستان 70% من احتياجاتها النفطية من الخارج، وبصورة رئيسة من السعودية والإمارات، إذ تجمعها علاقات ودّية وسياسية، فضلًا عن القرب الجغرافي نسبيًا، والنقل عبر مضيق هرمز، كما استوردت 154 مليار برميل من النفط خلال العام الماضي (2022)، بحسب تقرير لشركة كبلر لتحليل البيانات، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خلط النفط
قال عاملون في صناعة النفط، إن مصفاة باكستان المحدودة تعمل حاليًا على تكرير النفط الروسي لإنتاج المشتقات النفطية التي تشتد الحاجة إليها، إذ خُلِط الخام الروسي مع الخام العربي، الذي وصل قبل أيام قليلة.
وقال وزير النفط الباكستاني، في تصريحات سابقة،: "أجرينا تكرارًا لخلطات مختلفة من المنتجات، ولن يؤدي تكرير الخام الروسي بأيّ سيناريو إلى خسارة"، مضيفًا: "نحن على يقين من أنها ستكون مجدية تجاريًا".
في نهاية مايو/أيار المنقضي، كُشِفت تفاصيل الشحنة، إذ قالت تقارير، إن حجم أول تدفّقات النفط الروسي إلى باكستان سيبلغ نحو 750 ألف برميل من خام الأورال.
وستحصل باكستان على الشحنة عبر شحنات صغيرة في شهر يونيو/حزيران الجاري، واتفق البلَدان على وصول الشحنة الروسية أولًا إلى أحد المواني في سلطنة عمان بشهر مايو/أيار، ثم تنقله إسلام أباد بصورة شحنات صغيرة إلى ميناء قاسم في كراتشي خلال النصف الأول من شهر يونيو/حزيران.
وعلى الرغم من عدم كشف سعر الصفقة، فإن المباحثات بين البلدين تركزت على شراء باكستان النفط الروسي بسعر يقلّ 20 دولارًا للبرميل عن خام برنت المؤرخ، مع إمكان الدفع بعملات غير الدولار.
موضوعات متعلقة..
- أول شحنة من النفط الروسي إلى باكستان مدفوعة بالعملة الصينية (تحديث)
- الكشف عن تفاصيل أولى صفقات النفط الروسي إلى باكستان
اقرأ أيضًا..
- اهتمام عالمي بالطاقة الشمسية المركزة بمشاركة 4 دول عربية (تقرير)
- صفقة استحواذ في الجزائر قد تكتب فشل مشروع سولار 1000 (خاص)
- اكتشافات الغاز المصري تتلقى صدمة على يد إيني الإيطالية