الطاقة النووية في أفريقيا ضرورية لتلبية طموحات توليد الكهرباء
نوار صبح
- 7 دول أفريقية أبدت اهتمامًا بالطاقة النووية
- جنوب أفريقيا شغّلت منشآت نووية لمدة 96 عامًا دون أي حوادث أو وفيات
- الطاقة النووية أرخص ثمنًا مقارنة بالمصادر الأخرى للطاقة النظيفة
- محطات الطاقة النووية تنتج الكهرباء دون انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكربون
يومًا بعد يوم تتزايد أهمية الطاقة النووية في أفريقيا، خاصة مع توالي أزمات الكهرباء في العديد من دول القارة السمراء، التي تعاني مشكلات مزمنة تؤدي إلى انقطاعات على فترات طويلة، ما يزيد من تردي الواقع المعيشي والاقتصادي في تلك الدول.
وفي ندوة منقولة بتقنية الاتصال المرئي استضافتها مؤخرًا ريبلانيت أفريكا -وهي شبكة من المنظمات الخيرية الشعبية مدفوعة بالحلول القائمة على العلم لتغير المناخ- حثّ العلماء المشاركون الدول الأفريقية على تبني الطاقة النووية بسبب انبعاثات الكربون المنخفضة وقدرات الكهرباء الأساسية.
وشارك في الندوة أماندا مبيلي من مؤسسة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا، والأستاذ في جامعة سوروتي في أوغندا عباس كاغود، والرئيس السابق لجمعية شرق أفريقيا للحماية من الإشعاع الدكتور ديفيد أوتوما، وأكدوا أهمية الطاقة النووية في معالجة تغير المناخ وأزمة الطاقة العالمية.
وأفادت شبكة ريبلانيت أفريكا، بأن 7 دول أفريقية، بما في ذلك كينيا وأوغندا، أبدت بالفعل اهتمامًا بالطاقة النووية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتشهد هذه البلدان مراحل مختلفة من التبني، مع وجود خطط لتشغيل مفاعلاتها النووية في غضون السنوات الـ10 إلى الـ15 المقبلة، وفقًا لما نشرته مجلة إي إس آي أفريكا (esi-africa) في يونيو/حزيران الجاري.
سلامة النفايات النووية
لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة والتعامل مع النفايات النووية، أوضح الأستاذ في جامعة سوروتي في أوغندا عباس كاغود، أن المزيد من البلدان تختار التخزين العميق في الموقع، الذي يتضمن دفن النفايات عالية الإشعاع في مستودع تحت سطح الأرض.
وتهدف هذه الطريقة إلى عزل النفايات من المحيط الحيوي على مدى مدة طويلة، ما يسمح لها بالتحلل وتقليل نشاطها الإشعاعي إلى مستويات أكثر أمانًا، حسب ما أعلنت شبكة ريبلانيت أفريكا.
وتوفر الطبقات الجيولوجية المناسبة مثل التكوينات الصخرية المستقرة أو رواسب الملح ثباتًا طويل الأمد واحتواء للنفايات، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وسلّطت أماندا مبيلي من مؤسسة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا الضوء على سجل بلادها الناجح في مجال الطاقة النووية، مشيرة إلى أن الدولة شغّلت منشآت نووية لمدة 96 عامًا دون أي حوادث أو وفيات.
وقالت إن "الطاقة النووية يمكن أن تكون آمنة ومجدية وبديلة قابلة للتطبيق لدول أفريقية أخرى".
وأشارت مبيلي إلى أن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية المكتسبة على مدى عمر المحطة النووية، الذي يتراوح عادةً بين 50 و60 عامًا، تفوق الاستثمار الأولي.
وأوضحت شبكة ريبلانيت أفريكا، أن الدراسات قدرت تكلفة بناء محطة طاقة نووية يمكن أن تخدم لمدة 60 عامًا بنحو ملياري دولار إلى 8 مليارات دولار.
وأضافت: "على المدى الطويل، ثبت أن الطاقة النووية أرخص ثمنًا مقارنة بالمصادر الأخرى للطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي لها عمر أقصر يبلغ 20 عامًا فقط".
تبنّي الطاقة النووية في أفريقيا
دعا الرئيس السابق لجمعية شرق أفريقيا للحماية من الإشعاع الدكتور ديفيد أوتوما، إلى تبني الطاقة النووية في أفريقيا، لما لها من قدرة على توليد كهرباء ثابتة لتلبية الطلب ليل نهار.
على عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، اللتين تتوقفان عن العمل وتعتمدان على الظروف المناخية فإن الطاقة النووية متاحة بنسبة تصل إلى 95% من الوقت، ما يجعلها في متناول الأسر وبأسعار معقولة ومثالية للتصنيع لخلق فرص العمل والثروة، بحسب شبكة ريبلانيت أفريكا.
وقال أوتوما -في إشارة إلى خطة تطوير الطاقة الأقل تكلفة في كينيا-، إنه بحلول عام 2040 سيتجاوز طلب البلاد على الكهرباء قدرتها الحالية على التوليد. وأوضح أنّ هذا يوفر حجة قوية للتبني العاجل للطاقة النووية.
وسلط أوتوما الضوء على دور الطاقة النووية في تسريع التحول من "الوقود الأحفوري، المساهم الرئيس في تغير المناخ، وتنويع مزيج الطاقة وتقليل كثافة الكربون في توليد الكهرباء".
وبيّن أوتوما أن محطات الطاقة النووية تنتج الكهرباء دون انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكربون أو غازات الاحتباس الحراري الأخرى.
تُجدر الإشارة إلى أن الانبعاثات الأولية المرتبطة بالطاقة النووية تأتي من تعدين اليورانيوم ومعالجته، وهي صغيرة نسبيًا مقارنة بانبعاثات الوقود الأحفوري، وفقًا لما نشرته مجلة إي إس آي أفريكا (esi-africa) في يونيو/حزيران الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، توفر محطات الطاقة النووية كهرباء الحمل الأساسي، وتعمل بصورة مستمرة وموثوقة، ما يساعد على تحقيق التوازن بين مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
واتفق أوتوما ومبيلي على أن الطاقة النووية تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة. وشمل ذلك الوصول إلى المياه النظيفة من خلال تحلية المياه والقضاء على الفقر من خلال تحسين سبل العيش في الاقتصادات التي تعمل بالطاقة النووية.
وقال العالمان، إن كثافة الطاقة العالية للطاقة النووية تسمح لكمية صغيرة من الوقود بإنتاج كمية كبيرة من الكهرباء، ما يقلل الحاجة إلى التعدين المكثف ونقل الوقود والانبعاثات المرتبطة بهما.
اقرأ أيضًا..
- 5 تحديات تهدد انتشار الطاقة المتجددة في المغرب
- كيف يؤثر مخزون النفط الإستراتيجي للدول المستهلكة في الأسعار؟ أنس الحجي يجيب
- أكبر 5 دول منتجة للفحم في العالم.. آسيا تتصدّر