سوق شفرات توربينات الرياح تسجل 83 مليار دولار نهاية 2032 (تقرير)
محمد عبد السند
تشهد سوق شفرات توربينات الرياح العالمية رواجًا كبيرًا بدعم من صعود الطلب على استعمال طاقة الرياح في توليد الكهرباء النظيفة المستدامة ذات التكلفة المنخفضة.
ومع ذلك تواجه تلك السوق مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى حلول ابتكارية، كي لا تقف حجر عثرة أمام ازدهار أحد قطاعات الطاقة المتجددة التي يُعول عليها في جهود الحياد الكربوني.
وفي هذا الإطار، توقع تقرير حديث صادر عن موقع أبحاث السوق "ماركت ريسيرش فيوتشر"، نمو سوق شفرات توربينات الرياح العالمية بنسبة 20.50% خلال المدة بين عامي 2023 و2032، حسبما أوردت منصة "غلوبال نيوز واير" Global Newswire.
وأوضح التقرير -الذي يحمل اسم "معلومات سوق شفرات توربينات الرياح من حيث نوع المادة والحجم والسعة والتطبيق، والمنطقة - توقعات حتى عام 2023"- أن حجم السوق سيصل إلى نحو 83.03 مليار دولار أميركي بحلول نهاية عام 2032، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
آلية عمل الشفرات
شفرات توربينات الرياح هي هياكل ديناميكية هوائية ضخمة تشكل مكونًا رئيسًا من توربينات الرياح.
وهذه الشفرات مُصممة لالتقاط الطاقة الحركية للرياح، جرى تحويلها إلى طاقة دورانية، تُستعمل بعد ذلك في توليد الكهرباء.
ويُراعى أن تُصنع شفرات توربينات الرياح من مواد مركبة مثل الألياف الزجاجية أو ألياف الكربون، إذ ينبغي أن تكون تلك الشفرات خفيفة الوزن ومعمرة، وقادرة على التصدي للقوى الناتجة عن الرياح.
وتُستعمل شفرات توربينات الرياح على نطاق واسع في قطاع الطاقة المتجددة، وتحديدًا في مزارع الرياح البرية والبحرية.
ويجري تركيب مزارع الرياح البرية على الأرض، وعادةً في مناطق تتمتع بوفرة في موارد الرياح.
وتُثبت الشفرات بمركز التوربين، وبينما تهب الرياح على السطح المنحني للتوربين، تُنتج معها قوة رفع ديناميكية، ما يؤدي في النهاية إلى تدويرها.
في المقابل توجد مزارع الرياح البحرية في المسطحات المائية، وغالبًا في المناطق الساحلية.
تأثير "كوفيد-19"
كان لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" تأثير متفاوت على سوق شفرات توربينات الرياح العالمية.
فبينما أدى الوباء في بادئ الأمر إلى تأخيرات مطولة في مشروعات شفرات توربينات الرياح، وكذلك تعطل سلاسل الإمدادات، تبقى آفاق تلك السوق إيجابية للغاية.
ومن المتوقع أن يؤدي قطاع الطاقة المتجددة، من بينه الرياح، دورًا حاسمًا في التعافي الاقتصادي، وظهور مبادرات التحفيزات الخضراء التي جرى استحداثها في أعقاب الجائحة العالمية.
وتزداد الحاجة إلى مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة، ما يتمخض عنه نمو الاستثمارات في مشروعات طاقة الرياح.
ومع تعافي الاقتصادات وتركيز الدول على جهود إزالة الكربون، يُتوقع أن تشهد سوق شفرات توربينات الرياح نموًا كبيرًا في مدة ما بعد "كوفيد-19".
محركات السوق
يُسهم الاستعمال المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة، بدافع المخاوف إزاء التغيرات المناخية، والحاجة المتنامية إلى توليد الكهرباء المستدامة، في تحفيز الطلب على شفرات توربينات الرياح.
وتنفذ الحكومات حول العالم سياسات داعمة وتقدم تحفيزات دورية لدعم الطاقة المتجددة، ما يؤدي إلى التوسع في مشروعات طاقة الرياح.
وتُسهم التحسينات التي تشهدها تقنية شفرات توربينات الرياح، مثل الشفرات الطويلة عالية الكفاءة، في تعزيز سعة إنتاجية الكهرباء المولدة، وتحسين أداء التوربينات بوجه عام.
وهذه التطويرات تمكّن مزارع الرياح من توليد الكهرباء بتكلفة تنافسية، ما يدعم نمو السوق في نهاية المطاف.
كما أن نمو الاستثمارات في مشروعات الرياح البحرية، لا سيما في المناطق التي تزخر بموارد رياح، يوفّر فرصًا جيدة لازدهار سوق شفرات توربينات الرياح.
وتتطلب مزارع الرياح البحرية شفرات كبيرة وقوية، ما يدعم الطلب على حلول شفرات الرياح البحرية المتخصصة.
قيود السوق
رغم صورتها الوردية، تواجه سوق شفرات توربينات الرياح عددًا من القيود التي قد تؤثر سلبًا في نمو تلك الصناعة الحيوية التي لا غنى عنها لطاقة الرياح بوجه عام.
ويتمثّل أحد تلك التحديات في النقل والخدمات اللوجستية المتضمنة عملية توصيل شفرات التوربينات الكبيرة إلى مواقع مزارع الرياح البرية النائية أو حتى مزارع الرياح البحرية.
وهناك تحدٍ آخر يعترض نمو تلك السوق، يتمثّل في حجم الشفرات ووزنها، ما يجعل النقل صعبًا ومُعقدًا، ومن ثم يتطلب معدات متخصصة وبنية تحتية معينة.
وأخيرًا، تشتمل عملية تصنيع شفرات توربينات الرياح على تكاليف باهظة وتقنيات تصنيع متطورة، ما يمكن أن يؤثر في الربحية، ويعرقل نمو تلك السوق.
موضوعات متعلقة..
- تقنية جديدة لتدوير شفرات توربينات الرياح.. الخردة تتحول إلى طلاء
- أول شفرات توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في آسيا
- خطة لإنشاء 6 مصانع لتدوير توربينات الرياح منتهية الصلاحية في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- الأبعاد الجيوسياسية في قطاع الطاقة للتحالف الإستراتيجي بين إيران وفنزويلا (مقال)
- أسهم أكبر مصنعي الألواح الشمسية تهبط أكثر من 40%.. ما السبب؟
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
