تواصل صادرات الغاز المسال الأميركية سيطرتها على الأسواق الأوروبية بصفة خاصة، مستفيدة من العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وأعلنت شركة إكوينور النرويجية توقيع اتفاقية شراء جديدة، اليوم الأربعاء (21 يونيو/حزيران 2023)، مع شركة شينير إنرجي الأميركية لمدّة 15 عامًا، تحصل بموجبها على نحو 1.75 مليون طن من الغاز المسال سنويًا.
بهذه الاتفاقية، يصل إجمالي الأحجام التي تعاقدت عليها إكوينور مع شينير إلى نحو 3.5 مليون طن سنويًا، وفق بيان صحفي أصدرته الشركة النرويجية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وستضاعف اتفاقية البيع والشراء الجديدة أحجام الغاز المسال التي ستصدّرها إكوينور من المحطات التابعة لـ"شينير" على ساحل الخليج الأميركي.
ومع وجود المزيد من الغاز المسال الأميركي في محفظتها، ستزيد إكوينور من دورها بوصفها مصدرًا للغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، مع الحفاظ على مكانتها بصفتها مصدرًا رئيسًا إلى أوروبا، وفق ما جاء في البيان الصحفي.
توفير إمدادات طاقة آمنة وطويلة الأجل
أعرب نائب الرئيس الأول لأعمال الغاز والكهرباء في إكوينور، هيلغ هوغان، عن سعادته بالدخول في اتفاقية أخرى طويلة الأمد مع شينير.
وقال: "ستحتاج أوروبا إلى الغاز الطبيعي لضمان الطاقة المرنة عند الطلب، لدعم بناء المزيد من مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة، وسيؤدي الغاز المسال دورًا مهمًا".
وأضاف: "في أسواق أخرى، على سبيل المثال آسيا، من المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز المسال بوصفه حلًا لأمن الطاقة، فضلًا عن خفض الانبعاثات".
وشدد على أن إكوينور "لديها طموح لتعزيز دورها بوصفها موردًا رائدًا للغاز الطبيعي، ومن خلال اتفاقيات التوريد الخاصة بنا مع شينير، فإننا نوسع مكانتنا العالمية".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة كبار مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في الربع الأول من عام 2023، إذ تأتي النرويج ضمن القائمة:
من جانبه، قال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة شينير، جاك فوسكو: "يسعدنا توسيع علاقتنا مع إكوينور، إحدى شركات الطاقة الرائدة في أوروبا، بناءً على اتفاقية البيع والشراء التي نفذناها العام الماضي".
وتابع: "تؤكد اتفاقية البيع والشراء الجديدة رؤية شينير وإكوينور المشتركة لمستقبل الطاقة المبني على حلول طاقة موثوقة ومرنة وأنظف"، بحسب ما جاء في بيان صحفي أصدرته الشركة الأميركية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "من المتوقع أن توفر اتفاقية البيع والشراء هذه مزيدًا من الدعم التجاري لمشروع توسعة محطة إسالة سابين باس، الذي نواصل تطويره بصورة صارمة، من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد على إمدادات الطاقة الآمنة وطويلة الأجل، والفوائد الاقتصادية والبيئية للغاز المسال الخاص بـ(شينير)".
تفاصيل اتفاقية بيع الغاز المسال وشرائه
بموجب اتفاقية البيع والشراء، وافقت إكوينور على شراء ما يقرب من 1.75 مليون طن سنويًا من الغاز المسال من شينير ماركتينغ -التابعة لشركة شينير إنرجي- على أساس التسليم على ظهر السفينة.
وسيبدأ تسليم نصف الحجم المرتبط باتفاقية البيع والشراء عام 2027، وتسليم النصف المتبقي في نهاية هذا العقد، إذ يخضع -من بين أمور أخرى- لقرار استثمار نهائي إيجابي فيما يتعلق بخط الإنتاج الأول من مشروع توسعة محطة إسالة سابين باس.
ومدّة اتفاقية البيع والشراء هي 15 عامًا من بدء تسليم الحجم الإجمالي لاتفاقية البيع والشراء، وفق ما أكدته شينير إنرجي في بيانها.
يُذكر أنه يجري تطوير مشروع توسعة محطة إسالة سابين باس، ليشمل ما يصل إلى 3 خطوط لإسالة الغاز الطبيعي، بطاقة إنتاجية إجمالية متوقعة تبلغ نحو 20 مليون طن سنويًا من الغاز المسال.
في مايو/أيار 2023، دخلت بعض الشركات التابعة لـ"شينير إنرجي بارتنرز" في عملية المراجعة المسبقة فيما يتعلق بمشروع توسعة محطة إسالة سابين باس مع اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة بموجب قانون السياسة البيئية الوطنية.
قفزة في صادرات الغاز المسال الأميركية
من المتوقع ارتفاع صادرات الغاز المسال الأميركية بنسبة 152% بين عامي 2022 و2050، لتصل إلى 10 تريليونات قدم مكعبة، وفق سيناريو الحالة الأساسية، بحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في 27 أبريل/نيسان 2023.
وأكد التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أنه من شأن ارتفاع صادرات الغاز المسال الأميركية أن يحفّز زيادة إنتاج الغاز الطبيعي محليًا حتى عام 2050.
وفي عام 2022، بلغ إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركية نحو 87.4 مليون طن (4.16 تريليون قدم مكعبة)، بزيادة 11.7% على أساس سنوي، لتحتل المرتبة الثالثة بعد قطر وأستراليا، نقلًا عن بيانات صادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نمو صادرات الغاز المسال الأميركية ربع سنويًا في عامي 2021 و2022:
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة استمرار الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، ما يجعل بناء محطات إضافية لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة أمرًا اقتصاديًا، بحسب التقرير.
وتمتلك الولايات المتحدة 7 محطات للغاز المسال، يمكنها مجتمعة تصدير نحو 12% من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدّة مشروعات ما تزال قيد التطوير.
موضوعات متعلقة..
- نمو صادرات الغاز المسال الأميركية يهدد بمعاناة المستهلكين المحليين (تقرير)
- أوروبا تستقبل 64% من صادرات الغاز المسال الأميركية في 2022
- بالأرقام.. صادرات الغاز المسال الأميركية تحقق قفزة تاريخية بفضل حصار روسيا
اقرأ أيضًا..
- أبرز مشروعات النفط والغاز في الشرق الأوسط حتى عام 2027 (تقرير)
- نتائج أعمال شاريوت البريطانية في 2022 تواصل التقدم بفضل الغاز المغربي
- متى يكتمل حلم البرنامج النووي الجزائري.. وما سر عداء "بايدن" له؟
- استثمارات الطاقة النظيفة تحتاج إلى الارتفاع 3 مرات في الدول الناشئة والنامية (تقرير)
