أميركا تستهدف شراء 12 مليون برميل لملء احتياطي النفط الإستراتيجي
خلال 2023
الطاقة
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة شراء أكثر من 12 مليون برميل لملء احتياطي النفط الإستراتيجي، الذي سجل تراجعًا ملحوظًا بعد إفراجات واشنطن خلال العام الماضي عن ملايين البراميل لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار النفط على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
وتستهدف إدارة بايدن إعادة شراء ما لا يقلّ عن 12 مليون برميل من النفط لدعم احتياطي الطوارئ لديها خلال 2023، من بينها 6 ملايين برميل أُعلِنَت سابقًا.
تعيد واشنطن الشراء ببطء لملء احتياطي النفط الإستراتيجي بعد بيع أكثر من 200 مليون برميل العام الماضي، بما في ذلك بيع 180 مليون برميل، لمحاربة ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
مخزونات الطوارئ في أميركا
دفعت المبيعات من احتياطي النفط الإستراتيجي المستويات في مخزون الطوارئ إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1983.
قالت وزارة الطاقة يوم الجمعة الماضي، إن 5 شركات، من بينها إكسون موبيل، باعت 3.1 مليون برميل إلى احتياطي النفط الإستراتيجي للتسليم في أغسطس/آب.
وأعلنت الإدارة طلبًا جديدًا لشراء 3 ملايين برميل للتسليم في سبتمبر/أيلول، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة: إن الإدارة "ستواصل البحث عن فرص لعمليات إعادة شراء إضافية، إذ تسمح ظروف السوق والقيود المفروضة على عمليات احتياطي النفط الإستراتيجي"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
بدأت الولايات المتحدة تكوين احتياطي النفط الإستراتيجي في السبعينيات؛ للحدّ من آثار التخفيضات غير المتوقعة في إمدادات النفط، خاصة بعد المقاطعة النفطية التي تعرّضت لها البلاد عام 1973، من قبل الدول العربية، في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول.
وصممت أميركا الاحتياطي الإستراتيجي لاستيعاب نحو 714 مليون برميل من النفط الخام عبر 4 مواقع تخزين على طول خليج المكسيك، إذ توجد غالبية طاقة التكرير الأميركية.
وتتمثل إحدى المهام الأساسية لاحتياطي النفط الإستراتيجي في الاحتفاظ بمخزونات كافية للوفاء بالتزامات الولايات المتحدة بموجب برنامج وكالة الطاقة الدولية لعام 1974.
ومن المتوقع أن يظل موقعان من مواقع التخزين الأربعة في لويزيانا، وتكساس، قيد الصيانة حتى أواخر هذا العام، مما يحدّ من إعادة الشراء.
صراع سياسي على احتياطي النفط
على الرغم من أن الولايات المتحدة أقلّ اعتمادًا على واردات النفط مما كانت عليه في عام 1983، كان المستوى المنخفض في احتياطي النفط الإستراتيجي محط اهتمام الجمهوريين، الذين يقولون، إن الرئيس الديمقراطي جو بايدن قد عرّض أمن الطاقة للخطر، إذ يبلغ الاحتياطي حاليًا نحو 351.7 مليون برميل.
وأصبحت المبيعات من الاحتياطي أيضًا نقطة مؤلمة في العلاقات مع السعودية التي تعمل مع دول+ على خفض الإنتاج لضبط الأسواق، وهو ما تراه واشنطن سببًا رئيسًا في ارتفاع الأسعار.
وقالت إدارة بايدن، إنها دفعت سعر متوسط قدره 73 دولارًا للبرميل، مقابل تسليم النفط في أغسطس/آب، مقارنة بمتوسط 95 دولارًا لبرميل الخام الذي باعته العام الماضي.
كانت وزارة الطاقة الأميركية قد أعلنت مطلع العام الجاري خطتها لإعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي، وربطت ذلك بانخفاض أسعار النفط من خام غرب تكساس الوسيط عند -أو أقلّ من- مستوى يتراوح بين 67 و72 دولارًا للبرميل.
أسعار النفط
يراقب المتعاملون في أسواق النفط المشهد عن كثب، بينما تبدأ الحكومة الأميركية في إعادة تعبئة مخزون الطوارئ، إذ إن مشترياتها ستؤدي إلى الضغط على الإمدادات المتاحة في السوق.
قد تؤدي زيادة استهلاك النفط داخل الولايات المتحدة إلى صعود أسعاره، ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار البنزين في منتصف موسم القيادة الصيفي، وربما يثني هذا إدارة بايدن عن تجديد احتياطي النفط الإستراتيجي بكميات أكبر.
واستقر خام غرب تكساس الوسيط عند 69.42 دولارًا للبرميل أمس الثلاثاء، مرتفعًا بنحو 3.4% على أمل زيادة الطلب على الوقود في الصين، بعد أن خفض المصرف المركزي سعر الإقراض قصير الأجل لأول مرة في 10 أشهر.
وكانت شركة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" الاستشارية، ومقرّها واشنطن، قد كتبت في مذكرة للعملاء يوم الجمعة: "يبدو أن وزارة الطاقة الأميركية تتطلع إلى تجديد الاحتياطي في سلسلة من المشتريات الصغيرة بدلًا من الكبيرة، لتقليل الضغط الصعودي على النفط الخام في موسم القيادة الصيفي وموسم الانتخابات الرئاسية".
موضوعات متعلقة..
- تطورات صفقة إعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. أنس الحجي يكشف نوعية الكميات وموعد السحب (صوت)
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب العالمي على النفط قد يبلغ ذروته قبل 2030
- إنتاج الغاز المغربي قد يرتفع 300% قريبًا بفضل الاكتشافات الجديدة
- تويوتا تستعد لثورة كهربائية.. بطارية تُشحن في 10 دقائق (فيديو)