التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين قد يزيد نسبة الاحتباس الحراري عالميًا (دراسة)

بأكثر من النسب المتوقعة

نوار صبح

كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الهيدروجين قد يشكّل مخاطر كبيرة بالنسبة إلى تغير المناخ، إذ إنه من المحتمل أن يتسبّب في تفاقم الاحتباس الحراري بنِسب أعلى مما أعلنه في السابق، وبدرجة أكبر مما استقر في يقين العلماء، لا سيما أنه أحد غازات الدفيئة غير المباشرة، بحسب ما نشرت مجلة "نيتشر"، في يونيو/حزيران الجاري (2023).

وأشارت الدراسة إلى أن التأثيرات غير المباشرة للهيدروجين تظهر بدرجة أكبر من اليقين أنها أعلى من أيّ وقت مضى، ما يزيد من المخاطر المناخية لتسرُّب هذا الغاز، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقدّر علماء المناخ من 4 دول ينتمون إلى 6 مؤسسات مختلفة - بقيادة مركز سيسيرو النرويجي لأبحاث المناخ الدولية أن احتمال تسبب الهيدروجين في حدوث الاحترار العالمي على مدى 100 عام تبلغ 11.62.8 ±، أعلى قليلًا مما وجدته دراسة تاريخية في المملكة المتحدة، العام الماضي.

من الناحية العملية، يعني هذا أن قدرة هذا الغاز على إحداث الاحتباس الحراري العالمي في الغلاف الجوي يمكن أن تتراوح بين 8.8 و 14.4.

ويعتمد ذلك على مجموعة من العوامل، بما في ذلك مقدار هيدروجين تمتصه التربة على مستوى الأرض ومدى تأثير تفاعله مع الجزيئات المحمولة جوًا الأخرى التي تسبب الاحترار العالمي.

ويمتص الغلاف الجوي الهيدروجين بنحو 65-85% من خلال التربة، ما يجعلها "حوض هيدروجين" رئيس، حسبما نشره موقع هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight) في 7 يونيو/حزيران الجاري.

أحد غازات الدفيئة غير المباشرةتغير المناخ والاحتباس الحراري

يعدّ الهيدروجين من غازات الدفيئة غير المباشرة لأنه على الرغم من أنه لا يتسبب في حدوث ارتفاع في درجة الحرارة من تلقاء نفسه، إلّا أنه يتفاعل مع جزيئات محمولة بالهواء تسمى جذور الهيدروكسيل لإطالة عمر الميثان في الغلاف الجوي وزيادة إنتاج الأوزون، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري.

ووجدت الدراسة، التي استعملت 5 تقنيات لوضع نماذج مختلفة للوصول إلى استنتاجاتها بدلًا من الطريقة النمطية، أن احتمال تسبُّب هذا الغاز في حدوث الاحتباس الحراري العالمي على مدى 20 عامًا تبلغ 37.3 ± 15.1، بينما يكون الحدّ الأدنى عند 3.31 ± 0.9 على مدى 500 عام.

وتُقاس القدرة على إحداث الاحتباس الحراري العالمي مقابل احتمال حدوثه لكل كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون، ما يعني أنه في النطاق المركزي للدراسة، سيكون لكل كيلوغرام هيدروجين تأثير الاحترار نفسه مثل 11.6 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون.

ويُعدّ هذه الاحتمال أعلى من تقدير حكومة المملكة المتحدة البالغ 11 ± 5، الذي كُشف عنه العام الماضي، وقد ضاعف بحدّ ذاته التقديرات السابقة لاحتمال تسبُّب الغاز النظيف في الاحتباس الحراري العالمي على مدى 100.

الاحتباس الحراري بسبب الهيدروجين

قبل ذلك، قدّرت الدراسة احتمال تسبُّب الهيدروجين في الاحتباس الحراري العالمي على مدى 100 عام بنحو 5.8 فقط، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ووجد بحثان أكاديميان آخران، استشهدت بهما دراسة مجلة نيتشر، أن احتمال تسبب هذا الغاز في الاحتباس الحراري العالمي على مدى 100 عام كانت أعلى من ذلك، إذ قدّر أحدهما العام الماضي بـ 12.8 ± 5.2، وقدّرها بحث آخر، لا يزال قيد المراجعة، بـ12 ± 6.

وتوصلت الدراسة، التي تضمنت بيانات من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التابعة للحكومة الأمريكية وجامعة باريس ساكلاي الفرنسية، بالإضافة إلى جامعة كاليفورنيا وجامعة إدنبرة، إلى نطاق أصغر بشأن الرقم المركزي البالغ 11.6، ما يشير إلى درجة أعلى من اليقين.

وقد يكون يعود هذا إلى استعمال الباحثين 5 أنظمة مختلفة لوضع نماذج الغلاف الجوي للوصول إلى استنتاجهم، إذ أكدت الدراسة "أهمية إبقاء تسرب الهيدروجين عند الحدّ الأدنى لتحقيق فوائد التحول إلى اقتصاد الهيدروجين".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق