هيدروجينأخبار الهيدروجينرئيسية

مدافعون عن الهيدروجين في فرنسا يقدمون مطالب جديدة للحكومة

أسماء السعداوي

يمثّل الهيدروجين في فرنسا طوق نجاة للتخلص من سيطرة الوقود الأحفوري التقليدي على مزيج الطاقة، فبالإضافة لأسعاره المرتفعة وتقلبات سلاسل توريده، يفرض خطرًا داهمًا على البيئة، وخاصة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق هدف الحياد الكربوني، من أجل مكافحة تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي هذا الصدد، دعت إحدى المنظمات البيئية الحكومة اليوم الأربعاء (31 مايو/أيار) إلى إدراج التنافسية الصناعية ضمن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في فرنسا، وذلك بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

جاء ذلك في التماس قدّمته منظمة "فرانس هيدروجين"، والذي حصل على دعم من 110 جهات، وعلى رأسهم حكومتا مقاطعتين محليتين وشركات رئيسة في مجال الطاقة.

إستراتيجية الهيدروجين في فرنسا

تأتي الدعوة التي أطلقتها "فرانس هيدروجين" قبل أيام من إصدار الإستراتيجية الوطنية الجديدة للهيدروجين في فرنسا، التي من المتوقع صدورها في 13 يونيو/حزيران المقبل.

تضم منظمة "فرانس هيدروجين" في عضويتها 450 جهة، من أصحاب المصالح بالقطاع، بدءًا من الشركات التي تطور مشروعات ضخمة والأخرى الناشئة والمراكز البحثية والجمعيات والسلطات المحلية المعنية بتطوير حلول الهيدروجين في فرنسا، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة عبر الإنترنت.

تتمحور الغاية من وراء الالتماس في جعل الإستراتيجية الجديدة تستهدف تحقيق هدفين، الأول خفض الانبعاثات الكربونية في فرنسا، والثاني دعم قطاع الصناعة بتوفير الهيدروجين ليكون وقودًا ميسور التكلفة، بدلًا من مصادر الطاقة الباهظة.

وبحسب الالتماس، تدعو "فرانس هيدروجين" السلطات الحكومية إلى عدم منح الأولوية فقط لإزالة الكربون، بل إلى التركيز -أيضًا- على إحياء الصناعة والحفاظ على الصناعة القائمة، حسبما يقول الرئيس التنفيذي للمنظمة فيليب بوكلي.

الرئيس التنفيذي لمنظمة فرانس هيدروجين فيليب بوكلي
الرئيس التنفيذي لمنظمة فرانس هيدروجين فيليب بوكلي- الصورة من موقع إتش تو موبيل

وأضاف بوكلي: "نريد وضع حدّ للتراجع، ودخول عصر الطاقة النظيفة".

كان من أبرز موقّعي الالتماس شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" وشركة إنجي الفرنسية، وحكومتا منطقتي نوفال أكويتان وأوكيتان في جنوب البلاد.

من المقرر أن تستضيف نوفال أكويتان مصنعًا ضخمًا لإنتاج الهيدروجين، كما تعمل أوكيتان على تطوير إنتاج الهيدروجين المتجدد، بحسب التقرير.

وبتوقيعهما، تطمح المنطقتان إلى الفوز بدعم السلطات لمواصلة تطوير ونشر مشروعات متوسطة الحجم، حسبما كشف متحدث باسم منظمة فرانس هيدروجين.

أهداف طموحة

لدى فرنسا إستراتيجية الهيدروجين الخاصة بها، وتستهدف جعل فرنسا رائدة في قطاع الهيدروجين منخفض أو منعدم الانبعاثات، وتتضمن ضخ 1.9 مليار يورو (2 مليار دولار أميركي) بقطاع الهيدروجين.

وبحلول عام 2050، تتوقع باريس أن يلبي الهيدروجين 20% من الطلب المحلي على الطاقة، بزيادة 50% عن المستويات الحالية.

بحلول عام 2030، تعتزم فرنسا تركيب 6.5 غيغاواط من المحلل الكهربائي، باستثمارات 9 مليارات يورو (10 مليارات دولار أميركي)، من أجل خفض 6 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، وتوفير فرص عمل من أجل 150 ألف شخص، بحسب تقرير أورده موقع "سولار كوارتر" (solarquarter)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ استهلاك الهيدروجين في فرنسا -حاليًا- 900 ألف طن سنويًا، ويُستعمل في صناعة الصلب والكيماويات والتكرير.

ينتج عن صناعة الهيدروجين في فرنسا 11.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أو 3 % من إجمالي الانبعاثات في فرنسا، بحسب بيانات نشرها موقع "بيزنس فرانس" واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إستراتيجية الاتحاد الأوروبي

بالإضافة إلى ذلك، تُطوّر فرنسا إستراتيجية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي، ولكن ظهر خلاف مع ألمانيا، بشأن تعريف الهيدروجين الأخضر، إذ ترغب باريس في استعمال الهيدروجين الوردي أو المنتج بوساطة المفاعلات النووية، وهو ما تعارضه برلين.

وفازت فرنسا بالرهان، وعرَّف إطار العمل الذي حددته المفوضية الأوروبية الهيدروجين المنتج عبر الكهرباء المولدة من الطاقة النووية "صديقًا للبيئة".

وعمومًا، تستهدف المفوضية الأوروبية التأكد من أن الهيدروجين لم يُصنع من الوقود الأحفوري، فضلًا عن تشجيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أن أوروبا ستحتاج إلى نحو 20 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، وسيُنتج 10 ملايين طن داخل القارة، في حين ستستورد الـ10 ملايين طن المتبقية من الخارج.

وبحسب تقديرات، ستصل الحاجة إلى الهيدروجين الأخضر في أوروبا إلى 500 تيراواط/ساعة، وقدرة محلل كهربائي 120 غيغاواط باستثمارات 471 مليار يورو (528 مليار دولار أميركي)، حسب تقرير "سولار كوارتر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق