بالأرقام.. إمدادات محطات الغاز المسال الأميركية في موسم الصيانة (تقرير)
محطة كوف بوينت تخسر 20.3 مليار قدم مكعبة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
تجري محطات الغاز المسال الأميركية أعمال صيانة دورية كل عام؛ ما يؤثر في انقطاع إمدادات الغاز المحلية وأحجام التصدير طوال تلك المدة، لكن طريقة احتساب هذه الانقطاعات وحجمها ما زالت غامضة بعض الشيء لمتابعي الأسواق العالمية، في الوقت الذي تنافس فيه الولايات المتحدة على صدارة قائمة أكبر المصدرين للغاز المسال، التي تتربع على عرشها قطر وأستراليا منذ سنوات.
ورصد محللون في شركة الأبحاث وود ماكنزي حجم الانقطاعات في إمدادات الغاز المسال الأميركي خلال مواسم صيانة محطات الإسالة الممتدة من 3 أسابيع إلى شهر في الغالب.
وخص فريق المحللين عدة محطات للغاز المسال الأميركية بالتتبع والرصد؛ أهمها: كوربوس كريستي، وكوف بوينت وفريبورت، وفقًا للتقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
واعتمدت وود ماكنزي على منهجية مركبة في حساب حجم انقطاعات محطات الغاز المسال الأميركية، استنادًا إلى بيانات ملتقطة بكاميرات الأشعة تحت الحمراء إلى جانب قاعدة بيانات متاحة في كل منشأة حول معلومات الصيانة ومددها وحجم الانقطاعات السابقة مقارنة بالسعة الإنتاجية وغيرها.
وتسمح هذه البيانات ببناء نماذج استشرافية تتيح التنبؤ بدقة بموعد توقف خطوط الإنتاج في محطات الغاز المسال الأميركية خلال الصيانة إلى جانب تقييم آثارها المحتملة في الإمدادات المحلية وأحجام التصدير.
كوربوس كريستي تخسر 16 مليار قدم مكعبة
قدر فريق وود ماكنزي حجم انقطاع الإمدادات في محطة كوربوس كريستي –خلال عملية الصيانة- بما يتراوح بين 12 مليارًا و16 مليار قدم مكعبة من الغاز على مدار موسم الصيانة.
واستند هذا التقدير إلى أن تعطل كل خط إنتاج للغاز المسال من الـ3 الموجودة بالمحطة سينتج عنه فقدان 700 إلى 750 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال مدة الصيانة.
ومن شأن هذه الكميات المفقودة في محطة كوربوس كريستي، أن تعطل عمليات الشحن منهان بما يعادل 5 ناقلات، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتميل شركة شينير إنرجي المالكة لمحطة كوربوس كريستي إلى إجراء أعمال الصيانة خلال أشهر الصيف؛ ما يعني أن موسم الانقطاعات السنوية في هذه المحطة على وشك الانطلاق.
ويرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، ترتيب محطات الغاز المسال الأميركية في التصدير:
كوف بوينت تفقد 20.3 مليار قدم مكعبة
تمتد تقديرات الانقطاعات إلى محطة كوف بوينت للغاز المسال، التي تضم خطًا واحدًا لإنتاج الغاز المسال تجري أعمال صيانته في شهر سبتمبر/أيلول من كل عام.
وتظهر بيانات صيانة العام الماضي، استغراق أعمال الصيانة مدة أطول من المعتاد لتصل إلى 27 يومًا مقارنة بـ18 يومًا في مواسم الصيانة السابقة؛ ما يعني عدم تسليم 20.3 مليار قدم مكعبة من الغاز خلال الصيانة.
وعلى العكس من ذلك، تبدو بعض محطات الغاز المسال الأميركية الأخرى، في حالة مختلفة من حيث توقع أعمال الصيانة، ولا سيما محطة فريبورت، التي تعطلت العام الماضي بسبب حادث انفجار ضخم في يونيو/حزيران 2022.
وأتاحت مدة التعطل الطويلة التي وصلت إلى 9 أشهر، إجراء أعمال صيانة واسعة لوحدات المحطة الأساسية؛ ما يرجّح عدم توقف وحدات الإسالة بالمحطة حتى أواخر 2024 أو 2025.
وتعمل خطوط إنتاج الغاز المسال في محطة فريبورت بالكهرباء -على غير المعتاد- ما يسهل أعمال المراقبة والتنبؤ بنشاط هذه المحطة، عبر ربط تعطل الإمدادات بانقطاع التيار الكهربائي.
محطات الغاز المسال في أميركا
تمتلك الولايات المتحدة في الوقت الحالي 7 محطات لإسالة الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى محطتين قيد الإنشاء، و20 محطة أخرى مقترحة للتطوير بحلول عام 2030، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، حجم صادرات الغاز المسال الأميركية خلال 2021 و2022:
ووصلت 4 مشروعات توسعية مخططة في قطاع محطات الغاز المسال الأميركية إلى قرار الاستثمار النهائي، في حين تواجه مشروعات أخرى تأخيرات متكررة، بسبب تعثرها في تأمين صفقات بيع طويلة الأجل حتى أبريل/نيسان 2023، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في زيادة القدرة التصديرية للولايات المتحدة بنسبة 70% مع دخولها إلى الخدمة بحلول 2027؛ ما سيشعل المنافسة مع قطر وأستراليا أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال 2022.
وارتفعت صادرات الغاز المسال الأميركية إلى 87.4 مليون طن (4.16 تريليون قدم مكعبة) خلال 2022، بنسبة نمو 11.7% عن عام 2021، لتحتل المركز الثالث بعد قطر وأستراليا، وفقًا لبيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفاع صادرات الغاز المسال بنسبة 152% بين عامي 2022 و2050، لتصل إلى 10 تريليونات قدم مكعبة؛ ما يعزز الرهان على توسعات محطات الغاز المسال الأميركية.
موضوعات متعلقة..
- موسم صيانة محطات الغاز المسال.. الإمدادات العالمية في خطر
- تقرير أميركي يتهم محطات تصدير الغاز المسال الأميركية بنشر التلوث
- مشروعات الغاز المسال الأميركي تتعثر في تأمين صفقات شراء طويلة الأجل (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تجارب تخزين الهيدروجين في مناجم الفحم تبشر بنتائج ملهمة (تقرير)
- الإنفاق الحكومي على الطاقة النظيفة عالميًا يتجاوز 1.3 تريليون دولار (تقرير)
- خط أنابيب يربط مصر بحقل أفروديت للغاز.. 4.4 تريليون قدم مكعبة احتياطيات