تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تطوير ألواح شمسية لإنتاج مياه الشرب النظيفة.. دولة خليجية تُطبق التقنية

محمد عبد السند

يبدو أن مُعضلة ندرة مياه الشرب النظيفة التي تعانيها مناطق عديدة حول العالم ستصبح شيئًا من الماضي، مع اختراع ألواح شمسية جديدة قادرة على توفير مياه الشرب الآمنة من الطاقة المتجددة.

وسيستفيد من تلك التقنية التي تحمل توقيعًا أميركيًا، العديد من الدول، وفي مقدمتها الدول الخليجية التي تعاني مشكلة مياه الشرب، ومن ثم تضطر لتوفيرها عبر تحلية مياه البحر، باستعمال تقنيات باهظة التكاليف.

وفي هذا السياق، طورت شركة سورس غلوبال الأميركية تقنية ألواح شمسية قادرة على إنتاج مياه الشرب من الرطوبة الموجودة في الغلاف الجوي، باستعمال الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، حسبما أورد موقع "بي في ماغازين".

وذكرت سورس غلوبال التي كانت تُعرف في السابق بـ"زيرو ماس ووتر" أن الألواح الشمسية الجديدة هي "أول نظام لمياه الشرب المتجددة في العالم"، وتتمتع بالقدرة على العمل المستقل في مواقع مختلفة عبر العالم، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتستطيع الألواح الشمسية الجديدة التي تحمل اسم "ذا كوميرشيال هيدروبانيل" و" آر3 ريزيدينشال هيدروبانيل"، ويصل مدى عمرها الوظيفي إلى نحو 15 سنة، مع نسبة رطوبة لا تتجاوز 10% في الهواء.

آلية العمل

لم تُكشف بعد عن أي تفاصيل مُحددة عن التقنية الجديدة الحاصلة على براءة اختراع، وتقول "سورس غلوبال" إن وحدة الطاقة الشمسية في الألواح الجديدة تُنتج كهرباء تكفي لتشغيل مراوح متخصصة في استخلاص بخار الماء من الهواء.

ثم يُحول بخار الماء الذي جرى تجميعه إلى مياه سائلة باستعمال السخونة الداخلية للألواح الشمسية.

ويحافظ نظام مسُتقل على جريان المياه ونظافتها في مستودع تخزين مُعد خصيصًا لذلك، تليها مرحلة للتأكد من وجود المعادن المفيدة في المياه، بما يحفظ تركيبها ومذاقها المثاليين.

إنتاج مياه الشرب النظيفة من الطاقة الشمسية
إنتاج مياه الشرب النظيفة من الطاقة الشمسية - الصورة من indiatimes

عمان تطبق التقنية

عادة ما يجري نشر الألواح الشمسية التجارية في المناطق النائية، والمخيمات، والدول التي تتسم بمناخ صحراوي، مثل سلطنة عمان، التي أسست فيها الشركة المصنعة للتكنولوجيا الجديدة "مزرعة لإنتاج مياه الشرب المتجددة".

وتُباع آر 3 ريزيدينشال هيدروبانيل" التي يلامس سعرها 2950 دولارًا أميركيًا للوحدة، على شكل أزواج، ولديها القدرة على إنتاج ما يتراوح من 4 إلى 10 لترات من مياه الشرب النظيفة يوميًا.

في الوقت الذي لا تُعَد فيه عملية تكثيف بخار المياه وتحويله إلى مياه فكرة جديدة؛ فإن الطاقة المُستعملة لإنجاز تلك المهمة -كلها مُستمدة من الشمس- تجعل الألواح الشمسية أكثر استدامةً مقارنة بغيرها من الطرق التقليدية الأخرى، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

التحدي الأكبر

قال الرئيس التنفيذي لشركة سورس غلوبال ومقرها ولاية أريزونا كودي فريسين: "التحدي الأكبر مع المياه حول العالم دراماتيكي بكل المقاييس". وذلك في تصريحات أدلى بها لـ"سي إن إن" وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح فريسين: "نستهدف جعل المياه الآمنة موردًا غير محدود حول العالم".

يُشار إلى أن هناك ملياري شخص حول العالم يعيشون في بلدان تعاني مشكلة ندرة في المياه؛ ومن المتوقع أن تتفاقم تلك المشكلة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الكوكب، والنمو السكاني المضطرد.

ووفقًا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"؛ فمن الممكن أن يفتقر 50% من سكان العالم إلى سبل الوصول لمياه الشرب بحلول أواسط العقد الحالي (2025).

وفي المناطق التي تعاني مشكلات مياه، غالبًا ما تمثل زجاجات المياه حلًا لمياه الشرب الآمنة. لكن وفي ظل وجود ما يزيد على 80% من زجاجات المياه البلاستيكية ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات؛ فإن هذا يمكن أن يُفاقم مشكلة النفايات البلاستيكية على كوكب الأرض.

ومع ذلك يمكن أن تُسهم اللوحة الشمسية الواحدة في إزالة الحاجة لـ54 ألف زجاجة بلاستيكية مُخصصة للاستعمال الفردي، خلال العمر الوظيفي لتلك اللوحة.

وتزعم الشركة المُصنعة لتقنية الألواح الشمسية الجديدة أن الأخيرة مُستعملة بالفعل –الآن- في 50 دولة حول العالم، وتُنتج مياه الشرب لبعض المناطق التي تحتاج إليها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق