رئيسية تقارير السيارات تقارير منوعة سيارات منوعات

بطاريات السيارات الكهربائية مصدر دخل لجني الكثير من الأموال.. كيف ذلك؟

تقنيات الشحن تتطور بصورة ملحوظة

أحمد أيوب

2023-05-28

0 4٬349

يرى بعضهم أن دور بطاريات السيارات الكهربائية ينحصر فقط في كونه مصدر الطاقة لتشغيل السيارة، لكن هذه الفكرة تغيرت تمامًا مع توجّه شركات عالمية لتوسيع نطاق استعمال هذه البطاريات إلى الحدّ الذي يستطيع من خلاله مالكها جني الكثير من الأموال، ما قد يكون حافزًا كبيرًا لتوسيع الاستثمار في هذا القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي هذا السياق، ركّزت شركة كيا العالمية جهودها على توفير المزيد من الحلول لبطاريات السيارات الكهربائية لتمكينها من بيع القدرات الكهربائية المُخزَّنة بها -الفائضة عن الحاجة- أو إدخالها على شبكة الكهرباء الوطنية للبلدان، والاستفادة من العوائد المالية لهذه العملية، بحسب تقرير لموقع كلين تكنيا (Clean Technia).

واستشهد التقرير، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بأن طراز "إي في 9" من سيارات كيا الكهربائية يدعم مجموعة من التقنيات التي تحقق هذا الغرض، وهي تقنيات: "في وان جي" (الشحن الذكي الآلي أحادي الاتجاه)، و"في تو إتش/بي" (من السيارة إلى المنزل/المبنى)، و"في تو جي" (من السيارة إلى الشبكة).

تطور صناعة البطاريات

يتزايد الطلب على حلول الطاقة النظيفة، ما يدفع الشركات العالمية إلى ابتكار تطبيقات جديدة تواكب هذا الطلب المتصاعد، عبر إضافة تحديثات جديدة على بطاريات السيارات الكهربائية.

ويعدّ أحد أهم التطبيقات الواعدة لبطاريات السيارات الكهربائية هو استعمالها وعاءً لتخزين الكهرباء، وبيع الفائض منها.

ويمكن لهذه البطاريات -عبر تخزين الطاقة الفائضة الناتجة عن مصادر متجددة مثل الألواح الشمسية أو توربينات الرياح- مساعدة أصحاب المنازل والشركات في تقليل اعتمادهم على مصادر الطاقة التقليدية، بحسب ما أوردته المقالة.

وتفيد بطاريات السيارات الكهربائية في استعمال الكهرباء المخزنة خلال أوقات انخفاض إنتاج الكهرباء أو ارتفاع الطلب عليها، إذ يمكن أن تعمل هذه البطاريات بصفة مصادر كهرباء محمولة لعديد من الأغراض الأخرى خارج الشبكة.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم المؤشرات حول صناعة السيارات الكهربائية حول العالم:

بطاريات السيارات الكهربائية

ويمكن لأصحاب هذه البطاريات الاستفادة من الكهرباء المخزّنة فيها للاستعمال المنزلي في حالات الانقطاع عن الشبكة، أو تشغيل المعدّات في مواقع العمل البعيدة.

كما أن بطاريات السيارات الكهربائية تفيد بصورة كبيرة بجهود الإغاثة في حالات الكوارث، إذ قد يكون الوصول إلى مصادر الطاقة التقليدية محدودًا.

وسلّط تقرير كلين تكنيكا، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، الضوء على مفهوم التكامل بين السيارة الكهربائية والشبكة، فيما يعرف بتقنية "في تو جي" التي تسمح للمركبات الكهربائية بالعمل بصفة مصدر طاقة للشبكة الكهربائية.

ويمكن إرسال الكهرباء المخزنة في البطارية للشبكة خلال أوقات ذروة الطلب، مما يساعد على استقرار الشبكة وتقليل الحاجة إلى إنشاء محطات كهرباء إضافية.

ويمكن القول هنا، إنه بالإضافة إلى قدرة هذه الحلول على الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإنها تسهم في توليد المزيد من الدخل لمالكي السيارات الكهربائية.

كيا نموذجًا

في سياق ما سبق، تدعم شركة كيا العالمية في طراز "إي في 9" مجموعة من التقنيات هي "في وان جي" (الشحن الذكي الآلي أحادي الاتجاه)، و"في تو إتش/بي"(من السيارة إلى المنزل/المبنى)، و"في تو جي" (من السيارة إلى الشبكة).

سيارة كهربائية ماركة كيا -الصورة من موقع كيا بارتس

وكانت كيا قد قدّمت لأول مرة تقنية "في تو إل" مع السيارة كيا طراز إي في 6، كما تتوافر هذه التقنية بشكل مُحدَّث في طراز إي في 9.

وتتيح هذه التقنية للعملاء تشغيل الأجهزة بجهد 110 فولت حتى 220 فولت باستعمال بطارية إي في 9 الخاصة بهم عن طريق توصيل سلك بمنفذ شحن بطاريات السيارات الكهربائية.

وتشير تقنيتا "في تو بي" و"في تو إتش" إلى قدرة السيارة على توفير الطاقة لمبنى أو منزل العميل، إذ يمكن لشاحن إي في 9 مشحون بالكامل مع بطارية 99.8 كيلوواط في الساعة تشغيل المنزل لمدة تتراوح بين 5 و10 أيام.

وتسمح تقنية "في تو جي" للمركبة بنقل الطاقة مباشرة إلى الشبكة لاستعمالها على نطاق أوسع.

ويمكن لمركبة تعمل بتقنية في تو جي مثل إي في 9 تخزين الطاقة من مصادر متجددة وإعادتها إلى الشبكة، عند عدم توفر الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.

وعلى نطاق أوسع، يمكن أن تعمل آلاف المركبات الكهربائية المتصلة بالشبكة بصفة محطة كهرباء افتراضية، مما قد يوفر كهرباء كافية لتزويد البلدان والمدن بالكهرباء لأوقات قصيرة.

تطور تقنيات الشحن

تهدف إستراتيجية كيا العالمية إلى جعل الشحن سلسًا ومريحًا للعملاء، بما في ذلك محطات الشحن العامة ونقاط الشحن المنزلية.

ويتيح تطبيق "كيا تشارج" للعملاء الوصول إلى شبكة واسعة لشحن بطاريات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبا، عبر نقطة شحن واحدة.

وتضم الشبكة الأوروبية أكثر من نصف مليون نقطة شحن عبر 28 دولة، وتستمر في التوسع من خلال المزيد من الشراكات.

وفيما يتعلق بنقاط الشحن السريع العامة، تخطط كيا لإنشاء 30 ألف شاحن جديد بحلول عام 2030 من خلال شراكات إقليمية؛ لشحن بطاريات السيارات الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، تطبّق الشركة أجهزة الشحن السريع بالشراكة مع عدد من العلامات التجارية لتقديم تجربة شحن أكثر خصوصية وراحة.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة كيا ابتكرت مجموعة من التطبيقات الحديثة هي "كيا كونكت"، و"كيا تشارج" و"كيا سمارت تشارجينغ"، التي تدعم تقنيات الشحن الأحادي والثنائي.

تحديثات تطبيقات البيانات

تعدّ تقنية "كيا كونكت" إحدى أهم التقنيات المبتكرة من شركة كيا في إطار إستراتيجيتها التكنولوجية الشاملة التي تركّز على إتاحة اتصال سهل ومباشر عبر تقنيات الشبكات المتكاملة.

شاشة لوحية تعرض تطبيقات تقنية كيا كونكت - الصورة من الموقع الرسمي لشركة كيا

يقول نائب رئيس التسويق والمنتجات في كيا أوروبا، شورد كنيبينغ : "الجيل الجديد من حلول النقل المستدام يتضمن التفاعل السلس والشامل لعناصر الكهرباء والاتصال وباقة الخدمات الجديدة".

وأضاف أنه بدءًا من طراز "إي في 9" الجديد، حرصت كيا على أن تكون مركباتها الكهربائية متصلة بالكامل ومجهزة للتقنيات المستقبلية؛ حتى يكون لدى السيارات القدرة على استقبال أيّ تحديثات جديدة.

وتعزز تقنية "كيا كونكت" خلق اتصال دائم بين السيارة وخوادم كيا ومزوّدي البيانات، ما يسمح بتدفّق البيانات المحدثة لتوفير تحديثات ومعلومات للسائقين بوساطة تقنية "كونيكتيد كار كلود".

علاوة على ذلك، تستعمل كيا البيانات المحدّثة لتعزيز تجربة العملاء من خلال تيسير البحث عن محطات الشحن المتاحة والتنبؤ بمتطلبات صيانة السيارة.

كما تسهم البيانات المحدثة في إيجاد طرق أكثر أمانًا، وتحقيق عنصر الكفاءة في إدارة أسطول المركبات، فضلًا عن أماكن نقاط سحن بطاريات السيارات الكهربائية.

وتتضمن التحديثات عبر الإنترنت تحسينات مستمرة على النظام، بما في ذلك الخرائط المحدّثة والواجهات وتحسينات البرامج.