فاتح بيرول يكشف عن 3 تحديات تواجه سوق الطاقة في أوروبا خلال 2023
أكد أن الطلب على النفط سيزداد أكثر من مليوني برميل يوميًا هذا العام
نوار صبح
- توقعات بارتفاع طلب الصين على الغاز الطبيعي المسال في النصف الثاني من العام.
- واردات الغاز إلى الصين تُعَد "محددًا رئيسًا" للطلب في أسواق الغاز الطبيعي.
- ليس مستغرَبًا أن تمثل الصين ما يقرب من 60% من ارتفاع الطلب.
- تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط والأسعار.
- مجموعة الدول الـ7 والدول الأوروبية لن تعود إلى عقد أي اتفاقيات مع روسيا.
على هامش قمة مجموعة الـ7 في هيروشيما باليابان، تحدّث مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، عن 3 تحديات تواجه سوق الطاقة في أوروبا هذا العام، وتطرّق إلى ملامح مشهد الطاقة في المرحلة المقبلة.
في لقائه مقدم نشرات الأخبار في شبكة سي إن بي سي (cnbc) مارتن سونغ، يوم الأحد 21 مايو/أيار الجاري، قال بيرول إن أوروبا ربما قامت بعمل جيد في تقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسيين وتخفيف أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا.
وأشار إلى أن سوق الطاقة في أوروبا لا تزال تواجه صعوبات حتى الآن، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح فاتح بيرول أن "أوروبا كانت قادرة على تحويل أسواق الطاقة لديها، وخفض حصتها من الغاز الروسي إلى أقل من 4%، ولم يمر اقتصادها بعد بالركود،" مضيفًا أن "الانبعاثات في أوروبا انخفضت.. وتخزين الغاز في مستويات جيدة للغاية."
وأضاف أن "روسيا أدّت تقليديًا دورًا محوريًا في سوق الطاقة العالمية، لكن اعتماد الدول الغربية على الإمدادات الروسية قد انخفض بشدة مع استمرارها في الكشف عن عقوبات جديدة لمعاقبة روسيا على غزوها المستمر لأوكرانيا".
وأردف قائلًا: "لقد قامت دول أوروبا بعمل جيد.. الشتاء الماضي"، مشيرًا إلى أن المنطقة نجحت في الحفاظ على الأضواء وتفادي أزمة الشتاء، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى شتاء أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا.
3 عقبات تواجه سوق الطاقة الأوروبية
حذّر مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، من أن سوق الطاقة في أوروبا لا يزال أمامها 3 عقبات رئيسة للتغلب عليها هذا العام.
-
ارتفاع الطلب من الصين
كانت إمدادات الطاقة في العالم وفيرة، العام الماضي، عندما كانت الصين لا تزال تطبق إجراءات الإغلاق واشترت كميات أقل من النفط والغاز بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي. ومع ذلك؛ لا يمكن قول الشيء نفسه الآن، وقد تواجه أوروبا شتاءً أكثر صعوبة هذا العام.
وتوقّع فاتح بيرول أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال من الصين في النصف الثاني من العام، مضيفًا أن واردات الغاز إلى البلاد تُعَد "محددًا رئيسًا" للطلب في أسواق الغاز الطبيعي، بحسب ما نشرته شبكة سي إن بي سي (cnbc) في 21 مايو/أيار الجاري.
ويعتقد مدير وكالة الطاقة الدولية أنه يمكن أن يكون هناك جانب إيجابي؛ فقد تكون الأسعار أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا ولا يتوقع أن يرى "طفرة كبيرة" في الواردات من الصين، ملمحًا إلى أن هناك رواية مختلفة تدور بشأن قصة النفط في البلاد.
وأشار فاتح بيرول إلى أن إنهاء الصين سياسة مكافحة انتشار فيروس كورونا في ديسمبر/كانون الأول أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة، مع توقّع وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيزداد بأكثر من مليونيْ برميل يوميًا هذا العام.
وقال إنه ليس من المستغرب أن تمثل الصين، ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، ما يقرب من 60% من ارتفاع الطلب، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
-
تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون
يراقب المشاركون في سوق الطاقة العالمية عن كثب المفاوضات الشائكة بين البيت الأبيض والجمهوريين بشأن سقف الديون الأميركية.
عند تعذّر التوصل إلى اتفاق، قد تتخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون في أوائل يونيو/حزيران، على الرغم من أن هذا يُعَد غير مرجح.
توقفت المفاوضات خلال حضور الرئيس بايدن قمة مجموعة الـ7 في اليابان، لكنه من المقرر أن يعود إلى واشنطن العاصمة يوم الأحد 21 مايو/أيار. وقال بايدن، في مؤتمر صحفي في القمة، إنه "غير قلق على الإطلاق" بشأن المفاوضات، و"سنكون قادرين على تجنب التخلف عن السداد وسننجز شيئًا لائقًا".
وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في لقائه مع شبكة سي إن بي سي، إن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط وتراجُع الأسعار، لكنه وافق على أن مثل هذا السيناريو غير مرجّح.
وأضاف "أتجنب إعطاءك رقمًا دقيقًا، لكن يمكننا أن نتوقع انخفاضًا كبيرًا في سعر النفط إذا رأينا مثل هذا التخلف عن السداد".
وتابع قائلًا: "سيتم التعامل مع هذه القضية في الولايات المتحدة وستسود الحكمة. ولا أرى مخاطر كبيرة على أسواق النفط العالمية. لكن بطبيعة الحال؛ فإن أسواق النفط دائمًا ما تنطوي على مخاطر."
وأضاف: "انتعشت أسعار النفط، يوم الجمعة 19 مايو/أيار، من خسائر تجاوزت 1% في اليوم السابق؛ حيث تحول المستثمرون إلى تفاؤل حذر بأن مخاطر التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة تتراجع مع استمرار المحادثات".
-
الاعتماد على روسيا لا يزال قائمًا
قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن "التحدي الرئيس الآخر الذي يواجه أسواق الطاقة في أوروبا يكمن في أن اعتمادها على الغاز الروسي لم يتوقف تمامًا وأن توقعات الإمداد غير مؤكدة".
وأوضح أن "العديد من دول المنطقة واجهت اضطراريًا أزمة طاقة العام الماضي عندما انخفضت واردات الغاز الروسي بشدة".
في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت عملاقة الطاقة الروسية الحكومية غازبروم أن صادرات الغاز إلى سويسرا والاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 55% في عام 2022.
وأشار بيرول إلى أنه إذا كان هناك المزيد من التخفيضات في واردات الغاز "لأسباب سياسية"؛ فقد تواجه أوروبا مرة أخرى "بعض التحديات" في الشتاء المقبل.
ويعتقد بيرول أن مجموعة الدول الـ7 والدول الأوروبية لن تعود إلى عقد أي اتفاقيات مع روسيا، مضيفًا أن قصة الغاز الروسي "انتهت". قائلًا: "لقد انتهى الأمر".
اقرأ أيضًا..
- خط أنابيب غاز شرق المتوسط مهدد بالتوقف.. وخبيران لـ"الطاقة": في صالح مصر
- هل تصبح أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية مع روسيا اتفاقًا مُلزِمًا؟ (مقال)
- عقود الغاز المسال طويلة الأجل تنتعش من جديد.. وطفرة في سلطنة عمان (تقرير)
- أوابك: صادرات الغاز المسال الجزائري تسجل أعلى معدل نمو عربيًا