صادرات الطاقة الروسية تنقذ دول آسيا من موجات الحر (تقرير)
دينا قدري
جذبت صادرات الطاقة الروسية المشترين الآسيويين، في ظل موجات الحر الشديد التي شهدتها عدّة دول في القارة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتتدافع الدول في جميع أنحاء المنطقة للتأكد من أن لديها ما يكفي من الفحم والغاز وزيت الوقود للحفاظ على الكهرباء.
وشعرت الاقتصادات الآسيوية بالقلق إزاء التأكد من تزويد مولدات الكهرباء بالوقود الكافي، فيما يمكن أن يكون أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
ومن المرجح أن يزداد دافع آسيا لشراء المزيد من صادرات الطاقة الروسية بسبب ظاهرة النينو المناخية، التي تؤدي لتسخين مياه المحيط، وأدّت إلى ارتفاع الحرارة في أجزاء من المنطقة.
صادرات الطاقة الروسية إلى آسيا
أصبحت صادرات الطاقة الروسية المستفيد الوحيد الواضح من موجات الحر الأخيرة في آسيا؛ ما فتح منفذًا مهمًا لموسكو في سعيها لتوفير بدائل عقب العقوبات الغربية.
وأظهرت أرقام صادرة عن شركة كبلر لتحليل البيانات أن الصادرات الروسية إلى آسيا من الفحم الحراري والغاز الطبيعي -الوقودان الأكثر استعمالًا لتوليد الكهرباء- نمت بشكل ملحوظ خلال العام الجاري (2023).
وقفزت أحجام الفحم بشكلٍ حادٍّ إلى 7.46 مليون طن في أبريل/نيسان 2023، أي أعلى بنحو الثلث على أساس سنوي، حسب أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشهدت شحنات الغاز المسال الروسية إلى آسيا نموًا أيضًا في الأشهر الأخيرة، بعد أن تراجعت الأسعار عن مستوياتها المرتفعة القياسية التي جعلت الوقود باهظ الثمن بالنسبة للعديد من الدول الفقيرة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال الروسية إلى آسيا، في الربع الأول من عامي 2022 و2023:
في غضون ذلك، سجلت الواردات الآسيوية من زيت الوقود الروسي، وهو بديل أقذر وأرخص لتوليد الكهرباء، أعلى شهرين على الإطلاق في مارس/آذار وأبريل/نيسان، وفقًا لكبلر.
وقال محلل أساسيات الطاقة في شركة ريستاد إنرجي، أنيكيت أوتادي، إنه من المرجح أن تُلبي الهند الطلب على الكهرباء المدفوع بالحرارة، في الغالب عن طريق الفحم.
تشتري الصين والهند -أكثر المشترين حماسة للنفط الروسي المخفض- أيضًا معظم الفحم والغاز وزيت الوقود؛ إذ حصلتا على أكثر من ثلثي الفحم الروسي الذي أُرسل إلى آسيا الشهر الماضي، وفقًا لحسابات بلومبرغ، بناءً على بيانات كبلر.
ومع ذلك، استحوذت كوريا الجنوبية على 15% من الشحنات، بينما ظهرت فيتنام وماليزيا وسريلانكا بوصفها مشترين بارزين.
بالنسبة لزيت الوقود، كانت الصين والهند مرة أخرى أكبر مشترين من روسيا، إلى جانب السعودية والإمارات اللتين تُعدّان من المستوردين الرؤساء، وفقًا لأرقام كبلر.
تراجع نفوذ البيت الأبيض
من المحتمل أن تستورد بنغلاديش وباكستان وسريلانكا المزيد من زيت الوقود الروسي لتوليد الكهرباء، وفقًا للمحللة في شركة فورتكسا، إيما لي، التي أضافت أن الشرق الأوسط زاد مؤخرًا من وارداته، ومن المرجح أن يستمر ذلك خلال الصيف.
وأكدت باكستان حرصها على دفع ثمن واردات النفط الروسية باليوان الصيني، إذ قال وزير الكهرباء الباكستاني، إن البلاد قدمت طلبًا لشحنة واحدة من الخام، لكنها حريصة على صفقة طويلة الأجل لشرائها بالعملة الصينية، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
حتى اليابان قد تُوسِّع الشراء ضمن الحدود التعاقدية، على الرغم من كونها حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، ما يجعلها مترددة في زيادة الواردات من روسيا، وفقًا لكبير محللي مصادر الطاقة المتجددة في "ريستاد إنرجي" كريس ويلكينسون.
وقال: "قد تفكر اليابان في شراء المزيد من الغاز المسال من روسيا بموجب عقودها الحالية طويلة الأجل، لأنها أكثر فاعلية من حيث التكلفة من الشراء في السوق الفورية".
ومن جانبه، أوضح مدير شركة "جي تي دي إنرجي سرفيسز"، جون دريسكول، أن عمليات الشراء المتزايدة للطاقة الروسية من قبل العديد من الدول الآسيوية تسلّط الضوء على تراجع نفوذ البيت الأبيض والوضع الخطير الذي يواجهه العديد من الدول.
ارتفاع صادرات النفط الروسي
ارتفعت صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات النفطية إلى 8.3 مليون برميل يوميًا، خلال أبريل/نيسان 2023، لتصل إلى مستويات ما قبل غزو أوكرانيا (في فبراير/شباط 2022).
وتجاوزت هذه الأحجام بكثير 7.7 مليون برميل يوميًا سجلتها روسيا في عام 2022، و7.5 مليون برميل يوميًا في عام 2021، وفق التقرير الشهري الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، في 16 مايو/أيار 2023.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي منذ يناير/كانون الثاني 2022:
كما زادت عائدات صادرات النفط الروسي 1.7 مليار دولار خلال أبريل/نيسان الماضي، رغم العقوبات الغربية، لتصل إلى 15 مليار دولار، إلا أنها تراجعت بنسبة 27% على أساس سنوي، عند 20.7 مليار دولار.
وأوضحت وكالة الطاقة -في تقريرها الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن روسيا لم تلتزم بصورة كاملة بخفض الإمدادات المعلَن بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري (2023).
وربما تعمل موسكو على زيادة إنتاجها لتعويض الإيرادات المفقودة، إذ استقر إنتاج النفط الروسي عند 9.6 مليون برميل يوميًا خلال أبريل/نيسان الماضي، ما يعني حاجة البلاد إلى خفض الإمدادات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا في مايو/أيّار 2023، لكي تلتزم بتعهدها.
موضوعات متعلقة..
- رغم العقوبات.. صادرات الطاقة الروسية قد تحقق 321 مليار دولار في 2022 (تقرير)
- كم تبلغ حصة أوروبا من صادرات الطاقة الروسية؟ (تقرير)
- 4 رسوم بيانية توضح خريطة صادرات الطاقة الروسية
اقرأ أيضًا..
- نظرة متفائلة لنمو الطلب على النفط في 2023 رغم المخاوف الاقتصادية (تقرير)
- أوابك: 3 أسباب لانخفاض أسعار الغاز في الربع الأول من 2023
- أوابك تكشف أبرز مشروعات الهيدروجين العربية وقائمة الكبار
- تويوتا تحذر من الاندفاع نحو السيارات الكهربائية: قد يؤدي إلى نتائج عكسية