عودة إيران لاحتجاز ناقلات النفط تُنذر بكارثة.. ولواء أميركي سابق يهدد بالقواعد العسكرية
هبة مصطفى
من حينٍ لآخر تلجأ إيران إلى احتجاز ناقلات النفط لِعَدِّها أن تلك الخطوة تشكّل "ورقة ضغط" رفضًا لاستمرار العقوبات الأميركية، وكان آخر هذه الحوادث احتجاز ناقلتين خلال أسبوع واحد في المدة من نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي حتى 3 مايو/أيّار.
وحذّر لواء البحرية الأميركية المتقاعد، القائد الأعلى السابق لحلف الناتو جيمس ستافريديس، من عواقب وخيمة لعودة ظاهرة احتجاز ناقلات من قبل طهران، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات قد تدفع المجتمع الدولي والولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراءات رادعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف ستافريديس استعداد السفن التابعة للأسطول الخامس الأميركي والقوات الجوية والحلفاء البريطانيين، للتدخل -عبر قواعد عسكرية في دولتين عربيتين- ومنع طهران من التحكم في عمليات الشحن التجاري، حسبما أورد في مقال له نُشر في بلومبرغ.
احتجاز الناقلات
في 27 أبريل/نيسان 2023، أُعلِنَت سيطرة طهران على الناقلة "أدفانتدج سويت" المحمّلة بشحنات النفط الكويتي لصالح شركة شيفرون الأميركية، وبرّرت إيران إقدامها على ذلك بأن الناقلة واجهت حادث تصادم، غير أن بيانات تتبّع السفن لم ترصد هذه الواقعة.
ورجّح لواء البحرية الأميركية جيمس ستافريديس، أن عودة إيران لاحتجاز ناقلات النفط جاءت ردة فعل دفاعية واستباقية لاتهام متوقع ضدها بانتهاك العقوبات، بعدما رُصدت السفينة "سويس راجان" محمّلة بشحنات من النفط الإيراني قبالة سواحل سنغافورة.
وتوقّع ستافريديس استعمال إيران للناقلة "أدفانتدج سويت" -المحتجزة خلال رحلتها إلى أميركا مؤخرًا- للتفاوض والمساومة والمقايضة، مقابل إغلاق ملف الناقلة "سويس راجان" والإفراج عن شحناتها.
ولم تكد أسواق الطاقة تستوعب حادث احتجاز الناقلة "أدفانتدج سويت"، إلّا لَحقَ به احتجاز ناقلة ترفع علم بنما في مضيق هرمز أيضًا، وأُطلق عليها "نيوفي".
غضب إيراني
عادةً ما تلوّح إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمثّل ممر عبور لنحو 40% من تجارة النفط العالمية، في أعقاب احتجازها لناقلات النفط.
ومن شأن طريقة "التنفيس" عن الغضب التي تتّبعها طهران أن تشكّل تهديدًا دوليًا، خاصة أنها تنتهجها مرارًا وتكرارًا -منذ عقود- كلما رغبت في التعبير عن رفضها للعقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وقبل أيام، عادت إيران إلى عمليات احتجاز ناقلات النفط والسيطرة عليها مرة أخرى، بينما ينخرط العالم في أحداث جمة، مثل الهجوم على الكرملين أو تفاقم التوترات بين الصين وتايوان، طبقًا للقائد الأعلى السابق لحلف الناتو، جيمس ستافريديس.
ورغم أن احتجاز ناقلتين قبل أيام لا يشكّل في حدّ ذاته كارثة لأصحابها، فإنه يعدّ استفزازًا جديدًا لأميركا ودافعًا لنشر قواتها البحرية بغرض حماية عمليات النقل التجاري ومضيق هرمز وناقلات النفط.
وقال ستافريديس، إن البحرية الأميركية متأهبة لعودة نشاطها في مضيق هرمز بالتعاون مع حلفائها، للضغط على إيران، حتى تتوقف عن احتجاز الناقلات واتخاذها وسيلة للتهرب من العقوبات، وتهديد التجارة الدولية.
إنذار قبل التدخل
دعا لواء البحرية الأميركية المتقاعد جيمس ستافريديس الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إطلاق تحذير لإيران من مواصلة عمليات الاحتجاز لناقلات النفط و"تطويع" عمليات الشحن التجاري إلى "ورقة ضغط" للمساومة على إفلاتها من العقوبات.
وقال، إن عودة القوات البحرية الأميركية إلى محيط مضيق هرمز "أمر وارد" في ظل عدم قبول الممارسات الإيرانية ورفض مساوماتها، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتعين عليه الردّ على احتجاز الناقلات دون وجه حق، وفق مقاله.
واستعرض ستافريديس مؤهلات القواعد الأميركية لدى البحرين وقطر، موضحًا أن السفن التابعة للأسطول الخامس الأميركي -المستقرة في دولة البحرين- متأهبة للتعامل مع هذه الممارسات، ومدعومة بأسلحة ومعدّات وحاملات للطائرات النووية.
وبالإضافة إلى ذلك، تعدّ القوات الأميركية الجوية في "قاعدة العُديد القطرية" أكبر حشد أميركي في الشرق الأوسط.
ولن يقتصر الأمر على المشاركة العربية فقط في حالة الاتفاق على ردع السلوك الإيراني باحتجاز ناقلات النفط، إذ يشارك الحلفاء البريطانيون أيضًا.
وتطرَّق ستافريديس إلى مشاركته البحرية الأميركية -في ثمانينيات القرن الماضي- عملياتها لحماية ناقلات النفط المحملة بالشحنات من الكويت وتأمين عبورها مضيق هرمز حتى بحر العرب.
تاريخ من المساومات
تملك طهران تاريخًا طويلًا من عمليات الاستيلاء على ناقلات النفط، بهدف إجبار الطرف الثاني على مطلب ما أو إتمام مقايضة لصالحها، في حين تذكر منصة الطاقة المتخصصة بعض عمليات الاحتجاز الإيرانية للناقلات وأسباب إقدامها على هذه الخطوة.
ففي يناير/كانون الثاني من عام 2021، احتجزت طهران ناقلة ترفع علم كوريا الجنوبية كانت في طريقها إلى الإمارات، وتحمل على متنها 7 آلاف و200 طن من المنتجات الكيماوية، بدعوى تسبُّب الشحنات في عمليات "تلوث بيئي".
وأثبتت بيانات الأقمار الصناعية أن الناقلة لم تواصل وجهتها إلى المواني الإماراتية بل توقفت في ميناء بندر عباس جنوب إيران، بعدما وجهت الجهات المعنية إلى طاقمها اتهامًا بانتهاك القوانين البحرية للبيئة.
وأثيرت أنباء حينها حول إقدام طهران على احتجاز الناقلة ردًا على موافقة كوريا الجنوبية على سحب الإعفاءات النفطية وتشديد العقوبات.
وفي 27 مايو/أيّار العام الماضي 2022، احتجزت طهران ناقلتي نفط تابعتين لليونان عبر هجوم جوي ردًا على دعم أثينا لأميركا خلال استيلائها على ناقلة إيرانية في العراق في وقت سابق، في بداية لمرحلة جديدة من التصعيد بعد هدوء نسبي.
ووصفت اليونان الهجوم الإيراني على ناقلات النفط بأنه "قرصنة"، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان (The Guardian) حينها.
اقرأ أيضًا..
- الكشف عن أول سيارة مغربية الصنع.. ومركبة هيدروجينية
- تقرير سعودي يتوقع نمو الطلب على النفط بـ1.8 مليون برميل يوميًا
- أنس الحجي: السيارات الكهربائية لم تمنع ارتفاع استهلاك البنزين عالميًا (صوت)
- بعد بيان مثير للجدل.. هل مصر دولة مصدّرة للسولار؟
- شراهة أوروبا لشراء الغاز المسال تخاطر بخسائر مليارية مع تراجع الطلب