حظر سيارات الديزل في الهند.. مخاوف من مصير غامض بعد قرار وشيك
أسماء السعداوي
تحظى سيارات الديزل في الهند بشعبية جارفة بين المواطنين، إلّا أنها تعدّ مصدرًا رئيسًا لانبعاثات غازات الدفيئة؛ ولذلك تبحث الحكومة عن بدائل أقلّ ضررًا. وسبب شعبيتها تاريخيا هو دعم الحكومة الهندية للديزل لدرجة أن سعره كان أقل من البنزين بنحو 70%، الأمر الذي رفع عدد سيارات الديزل بشكل كبير.
يأتي ذلك ضمن أهداف خفض الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، وتحقيق هدف الحياد الكربوني في ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، بحلول عام 2070. ولكن إلغاء الإعانات وفرض ضرائب عالية على الديزل، لعب دورا كبيراً في الانخفاض المستمر لسيارات الديزل في السنوات الأخيرة.
ومؤخرًا، أعلنت لجنة حكومية، شُكّلت في ديسمبر/كانون الأول 2021، توصياتها للتحول الأخضر، وكان من بينها حظر سيارات الديزل في الهند داخل المدن الكبرى التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
وأثار النبأ مخاوف عديدة بشأن مستقبل صناعة السيارات والبدائل المقترحة لسيارات الديزل، فضلًا عن تأثير القرار المحتمل لدى المشترين والبائعين على حدّ سواء، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "بيز باز نيوز" (bizzbuzz.news) الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مستقبل سيارات الديزل في الهند
شهدت السنوات الماضية انخفاضًا واضحًا في مبيعات سيارات الديزل في الهند لصالح نماذج هجينة والعاملة بالبنزين والغاز الطبيعي المضغوط، حسب مسؤولين بالقطاع.
وتوقّف كثير من مصانع كبار مصنّعي السيارات مثل ماروتوي سوزوكي إنديا ليميتد، ورينو، وأخرى، عن إنتاج سيارات الديزل.
وتسود حالة من الضبابية بين كلٍّ من مشتري سيارات الديزل في الهند وبائعيها؛ إذ أصبحوا يفكرون مليًا قبل الإقدام على وضع أموالهم في سيارة قد تحظرها الحكومة بعد سنوات، بحسب مسؤولين بارزين بالقطاع.
ويقول المدير العام لتحالف "إنديا أوتو إل بي جي" سوياش غوبتا: "لن يشتري أحد سيارة لتعمل عامين أو 3 فقط".
ويتفق مع غوبتا مدير التسويق والمبيعات في شركة ماروتي سوزوكي إنديا لميتيد، شاشانك سريفاستافا، بقوله: "سيكون أثر القرار فوريًا في صناعة سيارات الديزل، وليس بدءًا من عام 2027".
يقول سريفاستافا: "تشهد حصة سيارات الديزل في إجمالي حجم الصناعة انخفاضًا، وبالعودة 10 سنوات للوراء، كانت سيارات الديزل تمثّل نحو 58.4% من حجم الصناعة، وفي أبريل/نيسان 2023، بلغت حصتها 17.4 فقط. وكان في العام الماضي 18.6%".
وتسيطر على سوق سيارات الديزل في الهند كلّ من شركات ماهيندرا آند ماهيندرا، وتويوتا كيرلوسكار موتور، وكيا إنديا، وإم جي موتور، وهيونداي موتور إنديا ليميتد.
بدائل مقترحة
يقول سريفاستافا: "مع انخفاض القيمة السوقية للمركبات العاملة بوقود الديزل في الهند، يتحول الاهتمام إلى البنزين والغاز الطبيعي المضغوط والسيارات الكهربائية".
وبالإضافة إلى ذلك، هناك اختلاف بسيط بين أسعار التجزئة للبنزين والديزل، وهو ما ينفي الجدوى الاقتصادية لشراء سيارة جديدة تعمل بالديزل.
وانخفضت حصة سيارات الديزل في سوق سيارات الركاب من 36% عام 2018 إلى 18% حاليًا، ما يعادل أن سيارة واحدة فقط من كل 5 سيارات مبيعة تعمل بالديزل.
في المقابل، لفت الرئيس التنفيذي المدير العام لشركة رينو إنديا أوبريشنز، فينكاترام ماميلابالي، إلى نمو حصة السيارات العاملة بالبنزين من 54% في عام 2018 إلى 60% حاليًا.
وأضاف: "نما الطلب -أيضًا- على الغاز الطبيعي المضغوط الذي يشكّل 11% تقريبًا من إجمالي مبيعات سيارات الركاب، وذلك مقارنة بعام 2018".
وأكد: "مركبات الغاز الطبيعي المضغوط تطلق انبعاثات أقلّ، وذات تكاليف تشغيل محدودة مقارنة بسيارات البنزين والديزل، إلّا أن توافر محطات الغاز الطبيعي محدود، وارتفاع تكاليف تحويل السيارات للعمل بها يشكّل تحديًا".
السيارات الكهربائية في الهند
سجلت مبيعات السيارات الكهربائية في الهند ارتفاعًا خلال العام الماضي (2022)، وثمة توقعات متفائلة للغاية بشأن نموها السريع قريبًا، وخاصة مع تطبيق القرار المرتقب.
شكّلت السيارات الكهربائية نحو 1.2% من إجمالي حجم الصناعة، وبيعت 52 ألف سيارة كهربائية في 2022.
وفي أبريل/نيسان 2023، ارتفعت حصة السيارات الكهربائية في الصناعة إلى 2%، بحسب سريفاستافا.
ويؤكد مدير التسويق والمبيعات في سوزوكي ماروتي أن نمو مبيعات السيارات الكهربائية سيتسارع فور بلوغ نسبة 3 و4% من إجمالي مبيعات السيارات في الهند.
تجدر الإشارة إلى توقعات بوصول حصة السيارات الكهرباء في إجمالي الصناعة إلى 3 و4% بين عامي 2024 و2025.
كما يُتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية إلى مليون وحدة بحلول عام 2030، حسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
غاز النفط المسال
سلّط التقرير الضوء على السيارات العاملة بغاز النفط المسال، والتي تعدّ ثالث أكبر السيارات شعبية في الهند.
من جانبه، رحّب مدير تحالغ أوتو إل بي جي بالدعوة لحظر سيارات الديزل في الهند بدءًا من عام 2027، قائلًا، إنه سيترك مساحة لأنواع أخرى من الوقود.
وقال غوبتا، إن هناك حاجة لأنواع أخرى مجدية من الوقود، وتكون منافسة للديزل.
وفي الوقت ذاته، قال، إنه يتعين على صنّاع السيارات والحكومة نشر السيارات العاملة بغاز النفط المسال.
و"فيما يتعلق بغاز النفط المسال، فهو ثالث أكثر أنوع وقود السيارات انتشارًا في العالم، ورغم أنه غير مدعم، فإنه ينتشر في جنوب وغرب البلاد"، بحسب غوبتا.
وأضاف: "من ناحية التكلفة فهو أرخص بنسبة تتراوح بين 40%و50% من البنزين".
موضوعات متعلقة..
- خفض أسعار البنزين والديزل في الهند بخطط ضريبية جديدة
- مبيعات البنزين والديزل في الهند تنتعش خلال مايو
- صادرات الهند من البنزين والديزل تواجه قيودًا جديدة لصالح السوق المحلية
اقرأ أيضًا..
- بعد بيان مثير للجدل.. هل مصر دولة مصدّرة للسولار؟
- أباتشي الأميركية تلمح إلى اكتشافات نفطية جديدة في صحراء مصر الغربية (فيديو)
- أبرز مصافي النفط في العراق وقدرات التكرير (إنفوغرافيك)