أكبر مشروع غاز مسال في العالم.. ماذا تعرف عن توسعة حقل الشمال القطري؟ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- توسعة حقل الشمال القطري تضيف 49 مليون طن سنويًا لإمدادات الغاز عالميًا.
- المرحلة الأولى للتوسعة سترفع إنتاج قطر لـ110 ملايين طن بحلول 2025.
- يبدأ الحقل الإنتاج بكامل طاقته بعد التوسعة بحلول عام 2027.
- العديد من كبرى الشركات العالمية انضم إلى توسعة حقل الشمال.
تنفّذ دولة قطر أكبر مشروع غاز مسال في العالم، تستهدف من خلاله أن تعزز مكانتها الرائدة بين مصدّري ذلك النوع من الوقود الأحفوري، الذي يُنظر إليه على أنه يؤدي دورًا انتقاليًا نحو الطاقة النظيفة.
وتُعد قطر خامس أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران والصين، ولكنها جاءت بصفتها أكبر مصدّر للغاز المسال عالميًا، خلال العام الماضي.
وفي عام 2022، تصدّرت قطر دول العالم في حجم صادرات الغاز المسال الذي بلغ 80.1 مليون طن، مقابل 77.4 مليون طن خلال العام السابق له (2021)، وفقًا لبيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).
ومن المتوقّع أن تضيف توسعة حقل الشمال القطري، التي تصنف بأنها أكبر مشروع غاز مسال في العالم، نحو 49 مليون طن سنويًا إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن توسعة حقل الشمال القطري، المنفّذ على مرحلتين، وآخر التطورات التي شهدتها التوسعة بدايةً من التوقيع مع شركات عالمية حتى المشاركة في التطوير.
أهداف تطوير حقل الشمال
تنقسم توسعة أكبر مشروع غاز مسال في العالم بقطر إلى قطاعين شرقي وجنوبي، على أن يكتمل بناء المشروع بشقيه، ويبدأ الإنتاج بكامل طاقته الجديدة بحلول عام 2027.
وتُعَد توسعة الجزء الشرقي لحقل الشمال هي المرحلة الأولى للمشروع؛ بينما يمثل الجزء الجنوبي المرحلة الثانية.
وبعد الانتهاء من توسعة المرحلة الأولى وهي الجزء الشرقي من حقل الشمال، من المقرر أن يرتفع إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 110 ملايين طن بحلول عام 2025.
وبصفة عامة، من المتوقع أن يرتفع إنتاج قطر من الغاز المسال بعد الانتهاء من تطوير حقل الشمال بشقيه الجنوبي والشرقي، من 77 مليون طن حاليًا، ليصل إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2027، ليكون بمثابة أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
وكانت الدوحة قد وضعت إستراتيجية تستهدف زيادة صادراتها من الغاز عبر إنفاق نحو 82.5 مليار دولار خلال المدّة بين عامي 2021 و2025، وتبلغ حصة شركة قطر للطاقة منها 59.1 مليار دولار.
وتتضمّن توسعة القطاع الشرقي لحقل الشمال القطري بناء 4 خطوط إنتاج عملاقة جديدة للغاز الطبيعي المسال، بسعة 8 ملايين طن سنويًا لكل خط.
هذا إلى جانب تنفيذ مرافق معالجة الغاز واستعادة سوائل الغاز الطبيعي ومرافق استخراج الهيليوم وتكريره في مدينة رأس لفان الصناعية.
بينما تشمل توسعة الجزء الجنوبي من أكبر مشروع غاز مسال في العالم بناء خطي إنتاج عملاقين إضافيين بسعة 8 ملايين طن سنويًا لكل منهما، مع بناء المرافق البحرية والبرية المرتبطة بهما.
عقود مقاولات التوسعة
في فبراير/شباط 2021، أعلنت قطر للطاقة قرار الاستثمار النهائي في مشروع توسعة حقل الشمال من الجزء الشرقي، بتكلفة استثمارية تبلغ 28.75 مليار دولار.
وهو الإعلان الذي جاء بعد توقيعها أول عقد للهندسة والمشتريات والإنشاءات الرئيس لمنشآت المشروع البرية لتوسعة القطاع الشرقي، مع تحالف يضم شركتي تشيودا اليابانية وتكنيب الإيطالية.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من المرحلة الأولى للتوسعة المتمثلة في القطاع الشرقي لحقل الشمال قبل نهاية 2025، بإجمالي حجم إنتاج سيصل إلى 1.4 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا.
وبحسب قطر للطاقة؛ من المقرر أن ينتج المشروع كميات كبيرة من المكثفات، وغاز النفط المسال، والإيثان، والكبريت، والهيليوم.
ويُعَد نظام تجميع وحقن غاز ثاني أكسيد الكربون أحد أهم العناصر البيئية للمشروع؛ إذ يُشكِّل جزءًا من القطاع المخصص لهذا الغرض في مدينة رأس لفان الصناعية.
وبحسب وصف قطر للطاقة، يُعَد نظام تجميع وحقن غاز ثاني أكسيد الكربون برأس لفان، الأكبر من نوعه في صناعة الغاز الطبيعي المسال، وأحد أكبر المرافق من نوعها التي طُوِّرَت.
ومن المقرر أن يستمد الجزء الشرقي لحقل الشمال الكهرباء من محطة الخرسعة للطاقة الشمسية، التي يوضح الإنفوغرافيك أدناه أبرز المعلومات عنها:
كما تتضمن توسعة الجزء الشرقي من أكبر مشروع غاز مسال في العالم، منظومة لاسترجاع الغاز المتبخر في أثناء الشحن؛ ما سيعمل على تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري بنحو مليون طن مكافئ سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.
ومن أهم ما يميز المشروع -أيضًا- توفير 10.7 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من خلال تدوير وإعادة استعمال 75% من مياه الصرف الصناعي، وتقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة 40%.
بينما وقّعت قطر للطاقة العقد الثاني للأعمال البرية للجزء الشرقي في 1 مارس/آذار 2021، مع مؤسسة سامسونغ للإنشاء والتجارة؛ لتؤدي أعمال الهندسة والتوريد والبناء لتوسعة مرافق تخزين وتحميل الغاز الطبيعي المسال الواقعة في مدينة رأس لفان الصناعية.
وتبلغ قيمة العقد نحو 7 مليارات ريال قطري (1.92 مليار دولار)، ويشمل بناء 3 خزانات للغاز الطبيعي المسال، و3 أرصفة لتحميل الغاز الطبيعي المسال.
ويتضمن العقد -أيضًا- خيارًا لخزانين للغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى رصيف واحد لتحميل هذا الوقود إلى مشروع حقل الشمال الجنوبي، بالإضافة إلى خطوط الأنابيب المتعلقة بها.
وانضمت -أيضًا- شركة تكنيكاس ريونيداس للمقاولات العامة الإسبانية، إلى المشاركة في تطوير الجزء الشرقي لحقل الشمال، من خلال عقد وقّعته مع قطر للطاقة في أغسطس/آب 2021.
وتضمّن عقد الشركة الإسبانية تنفيذ الأعمال الهندسية والإنشائية لتوسعة مرافق تخزين وتحميل المنتجات السائلة من المكثفات والبروبان والبيوتان، وتوسيع مرافق استيراد أحادي الإيثيلين غلايكول في مدينة رأس لفان الصناعية، وغيرها من المرافق وخطوط الأنابيب.
ومن المقرر استعمال المرافق الجديدة للتعامل مع المنتجات السائلة من الخطوط الـ4 الجديدة لمشروع حقل الشمال الشرقي، كما ستدعم خطي الإنتاج الجديدين في مشروع حقل الشمال الجنوبي.
وفي 3 يناير/كانون الثاني 2022، منحت قطر للطاقة، عقد أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء والتركيب الخاصة بنطاق الأعمال البحرية لمشروع توسعة حقل الشمال إلى شركة مكديرموت الشرق الأوسط المحدودة.
ويشمل العقد إنشاء 13 منصة إنتاج غير مأهولة، مقسمة ما بين 8 منصات لمشروع توسعة القطاع الشرقي لحقل الشمال، و5 منصات لمشروع توسعة القطاع الجنوبي، وتضمن كذلك تنفيذ خطوط أنابيب تربط بين الحقول والمرافق البرية والبحرية ومحطات ومباني صمامات التحكم.
وفي أبريل/نيسان 2022، أرست قطر للطاقة العقد الأخير في أعمال الهندسة والتوريد لتوسعة أكبر مشروع غاز مسال في العالم، على تحالف بين شركتي تكنيكاس ريونيداس ووايسون للهندسة.
واختارت الشركة القطرية التحالف بصفته مقاول أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لتوسيع مرافق مناولة الكبريت وتخزينه وتحميله في مدينة رأس لفان الصناعية، لدعم خطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال الـ4 الجديدة بتوسعة القطاع الشرقي في أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
ويتضمن العقد -أيضًا- القيام بمزيد من التوسع بهدف دعم إنتاج الكبريت من خطين إضافيين للغاز الطبيعي المسال في مشروع توسعة القطاع الجنوبي لحقل الشمال، بالإضافة إلى بنية تحتية تدعم خطوطًا مستقبلية لإنتاج الغاز المسال.
5 شركات عالمية تفوز بحصص في القطاع الشرقي
شهد العام الماضي (2022) انضمام 5 شركات نفط عالمية إلى توسعة الجزء الشرقي لأكبر مشروع غاز مسال في العالم، من خلال الحصول على حصة في المشروع.
واختارت شركة قطر للطاقة، في يونيو/حزيران 2022، أول شريك لها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي وهي شركة توتال إنرجي.
ونصّت الاتفاقية على إنشاء شركة مشروع مشترك تمتلك فيه قطر للطاقة حصة تبلغ 75%، بينما تمتلك توتال إنرجي حصة قدرها 25%.
وبموجب الاتفاقية؛ ستمتلك هذه الشركة الجديدة المشتركة 25% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، المكون من 4 خطوط عملاقة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال يبلغ مجموع طاقتها 32 مليون طن سنويًا.
وفي الشهر نفسه، انضم الشريك الثاني وهي شركة إيني الإيطالية، لتكون المشاركة الأولى للشركة الإيطالية في قطاع التنقيب والاستكشاف بدولة قطر.
وبموجب الاتفاقية، تقرر إنشاء شركة مشروع مشترك تمتلك فيها قطر للطاقة حصة تبلغ 75%، في حين تمتلك إيني 25%، على أن تبلغ حصة الشركة المشتركة 12.5% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.
وانضمت شركة كونوكو فيليبس الأميركية بصفتها شريكًا ثالثًا في تطوير القطاع الشرقي لحقل الشمال، وفقًا لاتفاقية تضمّنت -أيضًا- إنشاء شركة مشروع مشترك تمتلك فيها قطر للطاقة حصة 75%، في حين تمتلك كونوكو فيليبس الحصة المتبقية.
وستمتلك شركة المشروع المشترك بين قطر للطاقة وكونوكو فيليبس نحو 12.5% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.
واختارت قطر شركة إكسون موبيل لتكون الشريك الرابع في مشروع التوسعة، بناءً على اتفاقية تضمّنت إنشاء شركة مشروع مشترك تمتلك فيها قطر للطاقة حصة تبلغ 75%، في حين تُشكِّل إكسون موبيل الحصة المتبقية (25%).
وتحصل شركة المشروع المشترك بين الشركتين القطرية والأميركية على حصة تبلغ 25% من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي.
وفي يوليو/تموز 2022، انضمّ الشريك الخامس، وهو شركة شل؛ إذ تضمنت الاتفاقية إنشاء شركة مشروع مشترك تمتلك فيها قطر للطاقة حصة تبلغ 75%، في حين تمتلك شل الحصة المتبقية البالغة 25%، على أن تحصل الشركة المشتركة على 25% من أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
وفي أبريل/نيسان 2023، وقّعت قطر للطاقة اتفاقية شراكة مع شركة الصين للبتروكيماويات "سينوبك"، التي تُعَد أول شريك آسيوي ينضم إلى قائمة الشركات التي تُسهِم في تطوير الجزء الشرقي من أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
وتضمّن الاتفاق تحويل قطر للطاقة حصة تبلغ 5% مما يعادل خط إنتاج واحدًا من المشروع إلى "سينوبك" بسعة 8 ملايين طن سنويًا، مع المحافظة على حصص الشركاء الآخرين دون تغيير.
توسعة الجزء الجنوبي
تضمّنت اتفاقيات شركات المقاولات التي ذُكرت سلفًا في تطوير القطاع الشرقي، كذلك خيار تنفيذ عمليات مقاولات وهندسة في الجزء الجنوبي.
وشهد عام 2022، بداية اختيار قطر شركاء لها في تنفيذ مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي، الذي يتضمن خطين عملاقين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بطاقة إجمالية تبلغ 16 مليون طن سنويًا.
وكانت شركة توتال إنرجي -أيضًا- أول شريك لقطر في توسعة حقل الشمال الجنوبي، الذي سيرفع مجموع إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويًا.
وتضمّنت الاتفاقية الموقعة، حصول شركة توتال إنرجي على حصة تبلغ 9.375% من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25%، مع الوضع في الحسبان أن قطر للطاقة وحدها تمتلك حصة 75% من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقّعت قطر للطاقة مع شريكها الثاني في تطوير الجزء الجنوبي وهو شركة شل، اتفاقية ستمتلك من خلالها شل حصة تبلغ 9.375% من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25%.
وفي الشهر نفسه، اختارت قطر شركة كونوكو فيليبس لتكون الشريك الثالث والأخير بتوسعة الجزء الجنوبي في أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
وشملت الاتفاقية حصول كونوكو فيليبس على حصة تبلغ 6.25% من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25%، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة: نتحرك لتوفير 65 مليون طن إضافية سنويًا من الغاز المسال
- قطر للطاقة تعلن خطوة جديدة لتنفيذ أكبر مشروع غاز مسال في العالم
- توسعة حقل الشمال.. إكسون موبيل تنضم لأكبر مشروع غاز مسال في العالم
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال أرامكو تتفوق على كبرى شركات النفط العالمية (4 رسومات بيانية)
- المعارك تهدد قطاع الطاقة في السودان.. وتوقعات بتأجيل المشروعات المنتظرة
- مشروع جديد لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر