معرض مصر للطاقة الشمسية يؤكد أهمية السوق العربية للكهرباء

اختتم معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2023 فعالياته -أمس الأربعاء- بجلستين نقاشيتين حول ضرورة تعزيز السوق العربية المشتركة للكهرباء، وأهمية تحسين مشروعات الربط الكهربائي بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وطالب المشاركون في المعرض بضرورة التضافر بين دول المنطقة في دعم تجارة الطاقة للتغلب على مشكلات عدم ثبات الشبكة وضمان أمن الطاقة في المنطقة.

وأقيم المعرض في نسخته الـ32 هذا العام في مركز مصر للمعارض الدولية -على مدار يومين- بحضور 5000 مشارك و150 عارض من شركات الطاقة المتجددة.

تعزيز مصادر الطاقة المتجددة

قالت خبيرة الكهرباء بجامعة الدول العربية المهندسة رانيا رفعت، إنه يجري -حاليًا- العمل على مشروع السوق العربية المشتركة للكهرباء بمشاركة الدول العربية كافّة.

وأضافت أن السوق العربية المشتركة للكهرباء تُعدّ من أكبر المشروعات التي تطمح إليها الدول العربية، لأنها ستضمن توفير الكهرباء لجميع المواطنين العرب بشكل سلس، ومنع انقطاعات التيار الكهربائي.

وتابعت أن المشروع سيعزز -كذلك- استعمال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة، مؤكدة أن هذه هي الأهداف الأساسية من إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء.

جاء ذلك خلال كلمتها في جلسة بعنوان "تكامل السوق العربية المشتركة للكهرباء" خلال فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2023.

مشروع ضخم

أبرزت خبيرة الكهرباء بجامعة الدول العربية أن المشروع ضخم للغاية، وسيُنفذ على عدّة مراحل، مشيرة إلى أنه يمر -حاليًا- بالمرحلة التأسيسية التي تتضمن صياغة وثائق الحوكمة التي ينبغي على الدول العربية الموافقة عليها، لتكون بمثابة خطوة أولى لبدء مراحل تنفيذ المشروع التي ستمتد حتى عام 2038.

وأوضحت المهندسة رانيا رفعت أنه يجري -حاليًا- تشكيل لجان فنية لدراسة احتياجات مشروع السوق العربية المشتركة للكهرباء، على أن تتكون هذه اللجان من مجموعات عمل لإجراء الدراسات الفنية المطلوبة حول مشروعات الطاقة الكهربائية الملائمة للمنطقة العربية.

وشددت على أن هذا المشروع مفتوح أمام الدول العربية كافًة، مضيفة أنه عُقِدت اجتماعات كثيرة مع ممثلي معظم الحكومات العربية من أجل الحصول على موافقتها بعد كتابة مسودات الحوكمة.

وأُرسلت هذه المسودات إلى الدول لدراسة مدى ملاءمتها لظروف كل دولة، وحاجتها إلى إجراء تعديلات خاصة بها حتى يمكن الوصول إلى صيغة نهائية لوثائق الحوكمة المطلوبة للدول العربية كافًة.

ولفتت إلى أن الدول التي ستؤكد موافقتها -على هذه المسودات- ستبدأ في تنفيذ المراحل الأولى للمشروع، على أن يكون هناك فرص للدول التي تريد التعاون في وقت لاحق.

مشروعات الربط الكهربائي

قال الباحث بمركز أسوان لتطبيقات الإلكترونيات الصناعية والطاقة المتجددة الدكتور يوسف البدري، إنه ما يزال هناك بعض التحديات التي تواجه ربط محطات الطاقة الشمسية الكبرى بشبكة الكهرباء القومية في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف البدري -خلال كلمته في جلسة بعنوان "تحسين مشروعات الربط الكهربائي بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" على هامش فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2023، أن هناك منظورين مختلفين للتحديات التي تواجهها الدول في عمليات الربط الكهربائي.

وتابع أن هناك بعض الدول تعاني الافتقار للأماكن الواسعة الملائمة لتركيب المحطات الشمسية، بينما تضع دول أخرى بعض المعايير المُقيدة لضخّ الكهرباء من مشروعات الطاقة الشمسية على الشبكة.

ضمان أمن الشبكة

يرى الخبير في نظم الطاقة الكهربائية ورئيس قسم شبكات النقل بمؤسسة كهرباء لبنان رمزي الدبيسي، أن مستوى الربط الكهربائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -حاليًا- متفاوت للغاية، وتستعمل خطوط الربط في حالات الطوارئ لتغطية الانقطاعات غير المتوقعة أو المجدولة بسبب الصيانة.

 

وسلّط الدبيسي الضوء -خلال كلمته في الجلسة النقاشية التي عُقدت على هامش فعاليات معرض مصر للطاقة الشمسية سولار شو مينا 2023- على أهمية الربط الكهربائي بين الدول، موضحًا أنها تعمل على تحسين أمن الشبكة ومرونتها في مواجهة المخاطر مثل التقلبات الجوية والهجمات الإلكترونية والأعطال الفنية وأحمال النظام الزائدة.

وأشار إلى أن زيادة الطلب على الكهرباء خلال الأعوام الماضية لابد أن يكون حافزًا رئيسًا على تحسين عملية الربط الكهربائي في إطار سعي الدول إلى مواكبة هذا الطلب، موضحًا أن بعض الدول قد فشلت في تلبية الطلب المتزايد بالاعتماد على أصول التوليد الخاصة بها مثل لبنان وفلسطين.

وأكد أن الربط الكهربائي يمثل حلًا فاعلًا في المساعدة في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على المستوى الإقليمي وضمان استقرار الشبكة.

الدافع البيئي

قال الدبيسي، إن الدافع البيئي يؤدّي دورًا كبيرًا في تحفيز دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الاهتمام بمشروعات الربط الكهربائي؛ نظرًا لكونها واحدة من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ على مستوى العالم، مؤكدًا أن مكافحة التحديات البيئية تتطلب عملًا مشتركًا.

وأضاف أنه على الرغم من أن مشروعات الربط الكهربائي تقدم حلًا عمليًا طويل الأجل لأزمة عدم استقرار الشبكة، إلّا أن دول شرق البحر المتوسط تواصل التركيز على تلبية طلبها من خلال الاستثمار في توليد الطاقة المحلية بدلًا من تجارة الطاقة.

ولفت إلى أن انخفاض صادرات وواردات الطاقة في المنطقة يرجع إلى أن معظم البلدان قد تواجه مشكلات فنية عند تشغيل شبكاتها الوطنية في نظام متزامن مع البلدان المجاورة.

وأوضح أن هذه المشكلات الفنية تعود -أيضًا- إلى عدم التوافق بين الشبكات الوطنية، ومن ثم عدم الحفاظ على المستويات المطلوبة لاستقرار الشبكة.

كما أفاد رئيس قسم شبكات النقل بمؤسسة كهرباء لبنان أن المشكلات السياسية بين دول شرق البحر المتوسط تؤدي دورًا سلبيًا في تحقيق التشغيل المتزامن للشبكات، مؤكدًا الحاجة إلى جهود جيوسياسية إضافية لضمان الثقة والتعاون بين الدول في قضايا تجارة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

• الأردن يكشف عن تطورات مشروعات الربط الكهربائي مع مصر والسعودية والعراق
• الربط الكهربائي بين السعودية ومصر يشهد خطوة جديدة بنهاية 2023
• السوق العربية المشتركة للكهرباء.. هل يتحقق الحلم بعد الخطوة المصرية السعودية؟

اقرأ أيضًا..

• لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
• الجزائر قد تقتنص أكبر صفقة.. 3 دول تدعم ممر الهيدروجين إلى أوروبا
• اكتشاف نفطي في ليبيا على يد شركة روسية
• شركة كندية تغري قطاع النفط المصري بمشروع "وهمي".. ما القصة؟